رؤية الباحثين والنشطاء السياسيين للإبادة الأرمنية في مئويتها

إعداد عطا درغام

             

نقدم رؤية الساسة والباحثين للإبادة الأرمنية عشية اقتراب مئويتها من خلال استطلاع آراء عدد من الساسة والباحثين العرب.

الاعتراف بالإبادة الأرمنية

عبد الرازق محمد – مدرس مساعد بقسم التاريخ – كلية الآداب جامعة الإسكندرية‏: أتوقع عدم الاعتراف؛ لأن ذلك سيدينها بشكل مباشر قد يمنع فرص انضمامها للاتحاد الأوروبي.

ميشيل حنا الحاج – سياسي ومفكر أردني: لا أتوقع أن تعترف تركيا بمسؤوليتها أو بمسؤولية العثمانيين عن المجزرة البشعة ضد الأرمن، طالما أن حزبا اسلاميا يحكم تركيا.

د حسام عبد المعطي- كلية الآداب- بني سويف: نعم مع تطور الحكم الديمقراطي أكيد

رباب كمال- حزب الأحرار الدستوريين: هناك ضغوط دولية على تركيا للاعتراف بالمذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية في حق الأرمن، ويتزامن ذلك مع تحديات تواجهها تركيا التي تشهد موجة متزايدة من القمع والتسلط على حساب الحريات الأساسية. وقد يشكل الضغط في هذه الآونة ذريعة لتقديم اعتذارات على طريقة المواساة التي قدمها شخص “رئيس وزراء تركيا أردوغان” في الذكرى الـ 99، إلا أن هذه الاعتذارات بعيدة كل البعد عن اعتراف رسمي بجرائم الإبادة التي وقعت قبل ما يقرب من قرن فائت.

د. أحمد شاكر العلاق – أستاذ ‏تاريخ ايران الحديث والمعاصر جامعة الكوفة‏‏‏: لا اعتقد إلا إذا تم تغيير أيديولوجية الدولة بالكامل

عضوية الاتحاد الأوروبـي

ميشيل حنا الحاج: شخصيا، أقدر أن اتحاد الدول الأوروبية، لن يوافق على قبول تركيا عضوا فيه نظرا لتغريدها خارج السرب، فالسرب في الدول الأوروبية ينادي بالعلمانية، وتركيا “أردوغان” تتمسك بالدين كأساس للحكم، وهذا تغريد واضح خارج السرب الأوروبي. وهناك سبب آخر لذلك. فالدول الأوروبية تتبنى مبدأ تداول السلطة. و”أردوغان” كما يبدو، يسعى لتملك تلك السلطة واحتكارها، كما فعل “القذافي” و”مبارك” وغيرهما من الحكام في الشرق الأوسط. فها هو بعد أن أنهى دورتين في رئاسة الوزراء لا يسمح الدستور الحالي بتمديدها لدورة ثالثة، يسعى للترشح لرئاسة الجمهورية، كوسيلة للاحتيال القانوني على الدستور، مع توجه لتعديل الدستور لمنح رئيس الجمهورية معظم صلاحيات رئيس الوزراء، أي سوف يصبح رئيسا للوزراء بدورة ثالثة ورابعة، لكن بمسميات مختلفة. وفي هذا ما فيه من احتيال يسعى لتكريس السلطة في يده لسنوات طويلة، تماما كما فعل العديدون من الحكام في هذه المنطقة دون أن يتعلم حكامها من دروس الماضي

رباب كمال: عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي مرهونة بعدة قضايا، ولا سيما أن ممارسات حكومة الحزب الحاكم في تضاد تام مع أسس الديمقراطية، خاصة بعد فرض الممارسات الرقابية في الآونة الأخيرة على الانترنت و تضييق الخناق على القضاة و محاولة إخضاعهم لسلطة الدولة من خلال وزارة العدل ؛مما يضرب باستقلالية القضاء عرض الحائط، ومحاولة فرض رقابة على الاعلام ومحاولات تأميمة …وازدياد النعرة الطائفية في تركيا، بل إن مشهد ركل مستشار رئيس الوزراء لأحد المتظاهرين احتجاجًا على كارثة انفجار منجم الفحم و التعامل مع هذه التظاهرات، يقلل من رصيد تركيا لدى الاتحاد … كلها قضايا شائكة لن يتغاضى عنها الاتحاد الأوروبي في قبول عضوية تركيا .. فاعتراف تركيا بجرائم الإبادة الأرمينية أحد العقبات العثرة التي تحول دون انضمام تركيا للاتحاد .. وعليه فإن الاعتراف قد يقربها خطوة كبيرة في هذا الاتجاة ،ولكن لن يتغاضى الاتحاد عن الممارسات غير الديمقراطية التي تنتهجها تركيا.

الاعتراف العالمي بالإبادة التركية

ميشيل حنا الحاج: أرجح أن يزداد الاعتراف والادانة من دول العالم ببشاعة المجزرة ضد الأرمن، مع أن السوابق التاريخية لم تعترف بشكل واضح إلا بالمجازر ضد اليهود. وهذا بسبب النفوذ الواضح للوبي اليهودي ولرجال المال والاعلام اليهود ذوي النفوذ الكبير في العالم. فالعالم لم يشهد بعد اعترافا أميركيا، أو ندما على الأقل، بالمجازر التي ارتكبها القادمون إلى أميركا، وذلك بما نفذوه من مذابح ضد الهنود الحمر. بل هم يحتفلون سنويا ب”عيد الشكر”، وهو العيد الذي يمثل احتفالهم بالسيطرة على الأرض الأميركية وتخليصها من المنغصين على أولئك القادمين الجددز وكان المنغصون عليهم هم الهنود الحمر. كما لم يتم اعتراف بما ارتكبه قياصرة روسيا من مذابح وتشريد ضد “تتار” و”قوقاز” روسيا، والشركس الذين تشرذموا، نتيجة ذلك، على وجه الأرض. وفي السياق نفسه، لم يعترف أحد بشكل واضح وجلي، بما ارتكب الصهاينة من مذابح وتشريد للشعب الفلسطيني، رغم وجود بعض الادانات الخجولة والاستنكارات الهامسة احيانا، خشية من نفوذ اللوبي الصهيوني,. لكن أيا منها لم يبلغ مستوى التنديد والإدانة الكبرى للمذابح التي ارتكبها النازيون ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، أي ما يسمى ب”الهلوكوست”، رغم أن بعض المعلومات تشكك بالعدد المعلن للضحايا اليهود، مع الاعتقاد بأن العديد من أولئك الضحايا (ويقدر بالمليونين)، كان من أسرى ينتمون للاتحاد السوفياتي الذين لم يعرف أحدا مصيرهم، ويعتقد بأنهم قد أدرجوا ضمن من يسمون بالضحايا اليهود. والواقع أن أغرب ما في الأمر، أن ما يقدر بتسعين مليون انسان تقريبا، كانوا ضحايا لتلك الحرب البائسة، ومع ذلك، لا يذكر منهم وبشكل متكرر ومركز، الا ما اعتبر ستة ملايين ضحية يهودية، فكأن اليهود كانوا بشرا، أما الضحايا الآخرون والذين قدر عددهم بأكثر من ثمانين مليونا، فكانوا مجرد نعاج لا يحسب لهم حساب. كما أن التاريخ لم يذكر بشكل واضح جلي، مليونا ونصفا من الأرمن، كانوا ضحايا العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى. فكأن الحرب العالمية الثانية قد أفرزت ضحايا من البشر، أما الضحايا من الحرب العالمية الأولى، ومن أبرزهم الأرمن، فقد كانوا مجرد نمل تداس بالأقدام دون حسيب أو رقيب.

رباب كمال: عدد الدول التي ستعترف بمذابح الأتراك في حق الأرمن ستزيد بالتأكيد، خاصة مع الحشد الاعلامي المتزايد في السنوات الاخيرة، تزامنًا مع اقتراب مئوية الإبادة والذي نتج عنه اعتراف وإصدار فرنسا قانونا يصفها بأعمال الإبادة، وإقرار قانون يجرم الإبادة و هو الأمر الذي أثار غضب أردوغان عام 2012 .

ولا شك أن تركيا تحاول التصدي للأمر من خلال علاقاتها الخارجية، و قد كان هذا جليًا في خطاب أوباما الأخير ،و للمرة السادسة على التوالي يصف احداث 1915 باالمذابح Slaughter، وليس الابادة Genocide، وهو ما يخاف تصريحاته ووعوده في حملتة الانتخابية عام 2008. إلا أن الضغط التركي في هذه الأمر لن يجدي نفعًا على طوال الخط، وإن تفحصنا عدد الدول التى اعترفت بالابادة بشكل عام سنجدها في ازدياد في العشرين عامًا الماضية .

متي ستعترف تركيا…؟

عبد الرازق محمد: سيكون اعتراف تركيا بالإبادة – إن حدث – فى أضيق الحدود مصطحبا بالمبررات والأهم فى ذلك، ستكون تلك القضية سلاحا قويا فى يد أعداء تركيا ووسيلة لابتزاز أردوغان، وربما يرتبط بها أنواع أخرى من التسوية لقضايا أخرى مقابل التنازل عن احتضانها من قبل بعض هذه الدول.

الدكتور حسام عبد المعطي: أعتقد عندما يكون هناك ضغط دولي عليها من قبل القوي الكبري.

رباب كمال: لا توجد أي مؤشرات أن تركيا ستقدم اعترافًا رسميا بالابادة في هذه الآونة، فلا يزال التعنت التركي في نكران الإبادة مستمر … ومحاولات الالتفاف حول الاعتراف بالإبادة ينحصر في تقديم اعتذارات لا تغني ولا تسمن من جوع من باب الدبلوماسية الدولية … وهذا أمر مرهون بازياد عدد الدول التي تعترف بالإبادة ،وهذه الدول لا تمثل سوى 10 بالمئة تقريبا من المجتمع الدولي الآن، إلاأن ازدياد ضغط المجتمع الدولي قد يجبر حكومات قادمة في تركيا على الاعتراف، ولكن بالتأكيد لن تكون في ظل حكم أردوغان وحزب التنمية والعدالة.

د. أحمد شاكر العلاق: متى ما تغير منهاج الدولة الأيديولوجي.

د عائشة عبد العال – ‏رئيس قسم التاريخ بكلية البنات سابقا – جامعة عين شمس‏: لن تعترف تركيا بشىء ويجب إجبارها عن طريق تقديم الوثائق المتاحة للمحكمة الدولية وجرائم لاحرب لا تستقط بالتقادم ..

العالم ومئوية الإبادة

رباب كمال: الحشد الاعلامي و التركيز على الأدلة التاريخية، والشواهد التي تؤكد وقوع جرائم الإبادة من شأنها أن تدفع العديد من الدول الاعتراف بهذه المذابح، وعمليات القتل الممنهجة والترحيل القسري هولوكوست الأرمن، ومحرقة الأرمن أضحيا من المصطلحات التي انتشرت في السنوات الأخيرة في الاشارة لقضية إبادة الارمن، وستحتل القضية اهتمامًا دوليًا متزايدًا، والأهم هو التركيز على الوعي الشعبي لدول العالم.فالأمر لا يجب أن ينحصر على مستوى الحكومات فحسب ،أوانتزاع اعتراف بالإبادة بشكل رسمي ..وهذه بالطبع من المهام العتيدة الملقاة على عاتق لجنة المئوية لإحياء مذابح الارمن والجهد المضني للجاليات الأرمينية خارج حدود أرمينيا.

د عائشة عبد العال: يجب على العالم التكاتف ومحاولة إجبار تركيا على تقديم إعتذاررسمى .

جهود للتعريف الإبادة

رباب كمال: حزب المصريين الأحرار مدرك تمامًا لأبعاد القضية، ويدرك أن الوعي المجتمعي في مصر لا يعرف الكثير عن قضية الأرمن، ومع قدوم العام التاسع والتسعين على الذكرى، استضاف ندوة لإحياء ذكرى الإبادة ..حضرها القنصل الأرميني والملحق الثقافي لسفارة أرمينيا في مصر والدكتور محمد رفعت الإمام وهو غني عن التعريف والذي قضى دهرًا من الزمان في البحث في قضايا الأرمن والدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام.

وكان قد صرح الدكتور محمود عزت من الهيئا العليا بالمصريين الأحرار والسكرتير عام الحزب السابق والذي حضر الندوة السالف ذكرها وقال كلمة عبر من خلالها على أهمية تدشين نصب تذكاري بحلول المئوية، وأعتقد أن هذا نهج واضح للتعبير عن رؤية الحزب في التضامن مع قضية الأرمن.

الأثر النفسي للإبادة الأرمنية

د حسام عبد المعطي: هي ذكريات حزينة لكل فرد يدافع عن كرامة الأنسان بوصفه أنسان وتذكر بوصفه أنسان بغض النظر عن دينه وهويته فهي رسالة لقتلت البشر أنه مهما طال الزمان فأن هناك من سوف يحاسبكم ولو بالإزدراء.

رباب كمال: الذكرى و الأثر النفسي يمكن أن نلخصهما في كلمة الأم التي شهدت قتل و حرق ابناءها قبل 99 عامًا حين قالت “لقد جنت السماء” فلا يوجد تعبير أبلغ من هذا. جريمة الابادة الارمينية جريمة ضد الانسانية ولا تسقط بالتقادم واعتراف ما يزيد عن 20 دولة فحسب ليس أكثر من الأمم المتحدة وأعضاؤها الـ 193 دولة يشكل صفعة على وجة المجتمع الدولي الذي يقدم خطوة و يؤخر الأخرى في الاعتراف بالهولوكوست الأرمنى بالرغم من الشواهد و الأدلة التاريخية الواضحة.

د. أحمد شاكر العلاق: مأساة بشرية، يعتصرني الألم عندما أقرأ ماحدث من فظائع بحق الأرمن من اغتصاب وقتل وتشريد وعمليات ذبح جماعي ترفضها الأديان والإنسانية.

د عائشة عبد العال: لاشك أن موضوع الإبادة أمر مرفوض فى كل الأديان ومرفوض نهائيا.

مستقبل القضية الأرمنية في ذكراها المئوية

علاء علي-باحث ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر جامعه -عين شمس‏: يمكن القيام بعمل دراسات تركز علي جانب من التعاون بين الشعبين علي مر العصور، ومن خلالها يمكن أن يكون المستقبل أكثر تلائما بين الحانبين، بدلا من الدراسات التي تركز علي مرحلة الصراع التي تورطت فيه أطراف كثيرة ليس الجانبين التركي والأرمني فقط بل أطراف أخري.

عبد الرازق محمد: أتوقع تنامى تلك القضية لاسيما أننا إبان سياسة دولية معاصرة ،يشملها كثير من الابتزاز السياسى وتسوية للقضايا ،والرغبة فى لعب دور الوسيط والمدافع عن الحريات, أضف لذلك دعوات التخلص من أردوغان, لاسيما بعد عدد من قضايا الفساد فى تركيا ،وتصاعد نبرات الاحتجاج واتجاهاته الإسلامية, والإدعاء بانتمائه للإخوان المسلمين.

رباب كمال: لا يخفى على أحد جهود “لجنة إحياء ذكرى مئوية الإبادة الأرمنية” أمام الرأي العام العالمي أو العربي، و الأخير مهمة ليست بالسهلة ،خاصة وأن الأمر لا ينظرإليه شعبيًا على أنه مأساة إنسانية، بقدر ما ينظر لقضية الاعتراف بمذابح الأرمن كقضية تنال من المسلمين والإسلام، وهي الفكرة التي تعززها التيارات الأصولية الإسلامية المتطرفة في مجتمعات ترتفع فيها الأمية بشكل عام، والأمية الثقافية بشكل خاص. فنحن أمام رأي عام عربي، يرى في الاعتراف بالهولوكوست ومحارق النازي خيانة لقضية العروبة وقضية فلسطين، فما بالك من قضية الاعتراف بمذابح ارتكبها أتراك في ظل دولة الخلافة الاسلامية، ولهذا تجد التيارات الأصولية مرتعًا لها في تزييف الوعي و اللعب على وتر الطائفية. أما عن استقبال الأرمن سيكون مزيجًا من إحياء ذكرى الإبادة ومطالب دولية بالاعتراف بما اقترفه الأتراك في حق الأرمن منذ قرن من الزمان.

اعتراف مصـر

تقول صحيفة مونيتور الأمريكية: إن اعتراف مصر بالمذبحة الأرمنية سيكون بمثابة “الكارثة” بالنسبة لأنقرة فماذا تعني بذلك..؟ و اعتراف مصر بمذبحة الأرمن من خلال ثقلها السياسي العربي سيشجع بدوره دولاً عربية أخري علي الاعتراف بتلك المذبحة. ..؟

يقول ميشيل حنا الحاج: اعتراف مصر بالمذبحة التي ألمت بالأرمن، فهو من المرجح أن يكون له تأثير واضح في المستقبل القريب على مواقف بعض الدول العربية الأخرى التي ستقتدي بها عاجلا أو آجلا، خصوصا لدى خروج السلطة، في مرحلة من المراحل، من يد الاسلاميين المتمثلة بسلطة أو تسلط “أردوغان”. رحم الله الشهداء الأرمن وكل الشهداء الفلسطينيين، الذين جاءت مأساتهم، (أي الفلسطينيون) ثمرة أو ناتجا لمذبحة الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وما أفرزته تلك الحرب من تقسيم مخلفات الدولة العثمانية التركية، الى مواقع نفوذ بين بريطانيا وفرنسا نتيجة لاتفاقات “سايكس – بيكو”، كما كانت ثمرة لما ارتكبه الألمان من مذابح ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. فالأرمن كانوا ضحية الحرب الأولى وما امتزج بها من كره تركي عثماني للأ رمن المختلفين عنهم دينا وقومية. أما الفلسطينيون، فكانوا ضحية تلك الحربين معا، حيث دفعوا من أبنائهم، وعرضهم، وأرضهم، الثمن الباهظ الذي لا يقدر بثمن. وأنا أقترح توحيد جهود الأرمن والفلسطينيين، لتأسيس جمعيات مشتركة بينهما، تقوم بشرح قضيتهما التي قد تكون مشتركة، مطالبين بالعدالة للشعبين معا: الأرمني والفلسطيني.

د حسام عبد المعطي: ربما في ميدان المصالح ،تعترف مصر الآن، وتعترف الدول العربية، فتركيا بلد صاعد، وأعتقد أن خسارة مصر لتركيا الصاعدة على المستوى الاقتصادي والسياسي سيكون له عواقبه.

رباب كمال: مع عدم اعتراف تركيا بثورة 30 يونيو وهجومها المستمر على مصر ودعمها جماعة الاخوان الإرهابية ،وضعت نفسها في مأزق، ليس فقط مع الحكومة المصرية، ولكن مع الشعب المصري الذي ذاق الأمرين في عام حكم الإخوان.

وظهرت حملات شعبية بالتوقيع علي وثيقة، تدين مذابح الابادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية في حق الأرمن عام 1915، فلا ننسى أن اعتراف مصر -إن تم دوليًا – سيكون بمثابة المسمار في نعش حلم تركيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي، فمصر كانت وقت ارتكاب تلك المذبحة ولاية عثمانية، مما سيؤكد بدوره ارتكاب تركيا لتلك الإبادة الجماعية.

وكان جليًا اهتمام الاعلام المصري بشكل عام بالذكري الـ 99 لجرائم الابادة الأرمينية، فمصر لها ثقل سياسي كبير في المنطقة بتلك المذبحة اعترافها رسميًا ودوليًا بالإبادة، قد يشكل تغيرًا سياسيًا ملموسًا لدى كثير من الدول العربية التي تعاني من توتر وتأرجح علاقاتها الخارجية بتركيا التي تكيل بمكيالين.

منشور في مجلة آريك- آذار 2014

Share This