ليون زكي: حقيبة وزارية للسوريين الأرمن

photo (1)

توقع ليون زكي، رئيس مجلس الأعمال السوري- الأرميني، أن تأخذ الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها قريباً بعين الاعتبار إفراد حقيبة للسوريين الأرمن نظراً للتضحيات الجسيمة التي قدموها خلال الأزمة التي تعيشها البلاد واستهداف مناطق سكنهم وعملهم بشكل خاص، كما باقي أطياف الشعب السوري.

ورأى زكي، في حديث لـ “شام برس”، أن تخصيص السوريين من أصل أرمني بحقيبة وزارية في الحكومة السابقة ترك أثراً كبيراً في نفوس الأرمن حول العالم ولدى السوريين منهم خاصة “والذين يخلصون لسورية ويعدونها بلدهم الأول الذي لا بديل آخر عنه حتى لو اضطرت الحرب بعضهم إلى النزوح مؤقتاً لكن قلوبهم تظل معلقة بوطنهم الذي احتضنهم إبان الإبادة الأرمنية على يد العثمانيين سنة 1915 ووفر لهم كل الدعم ومتطلبات الحياة اللائقة الكريمة، ولذلك لا يبخلون بتقديم الغالي والرخيص من أجل سؤدده ورفعته ووحدة ترابه الوطني ويبادلونه الحب والوفاء في جميع الظروف لأنهم جزء مهم من فسيفسائه الاجتماعية الفريدة في المنطقة”.

وأوضح أن أي حقيبة وزارية تعهد للسوريين الأرمن، الذين لديهم ما يلزم من الكفاءات لتولي أي منصب رفيع “بمثابة رسالة صريحة للعالم الخارجي بأن سورية ستظل بلد التسامح ومهداً لتعدد الطوائف والأديان ورداً على دعوات التكفيريين الذين يمارسون العنصرية بحق المسيحيين والأقليات”.

ولفت ليون زكي، عضو مكتب اتحاد غرف التجارة السورية وعضو مجلس غرفة تجارة حلب، إلى الدور الاقتصادي المهم الذي سيلعبه السوريون الأرمن في الحياة الاقتصادية في المرحلة المقبلة التي من أهم أولوياتها إعادة الأعمار “على اعتبار أن رجال أعمالهم رفضوا الاستثمار خارج سورية على الرغم من العروض المغرية التي قدمت لهم وتوق جميعهم إلى المشاركة الفاعلة في عملية بناء ما دمرته الحرب، خصوصاً في المناطق يشكلون فيها أغلبية كما في بلدة كسب وحي الميدان في حلب التي لديهم فيها أكثر من 1200 سجل تجاري في غرفة تجارتها”.

ونوه إلى الدور المهم الذي لعبه السوريون من أصل أرمني في الحياة السياسية السورية عبر ممثلين عنهم في المجالس النيابية منذ 1928 حين تشكيل المجلس التأسيسي حتى نهاية الدور التشريعي التاسع علم 2011 بلا انقطاع “وتبوأت شخصيات منهم مراتب عسكرية قيادية مثل هرانت مالويان رئيس هيئة أركان الجيش العربي السوري واللواء آرام قره مانوكيان القائد العام للمدفعية وعضو هيئة الأركان (1949- 1950) والذي شارك في حرب فلسطين عام 1948، بالإضافة إلى مناصب وزارية في حكومات سابقة مثل هنري هندية وزير المالية سنة 1936 وثابت عريس وزير الدولة عام 1943، عدا عن مشاركتهم الخلاقة في الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية والعلمية السورية”.

ويشكل السوريون الأرمن المسجلين في دوائر النفوس 300 ألف نسمة أقام 100 ألف منهم بشكل دائم في سورية قبل بدء الأزمة في نيسان 2011 إلا أن الظروف الأمنية والاقتصادية المتردية دفعت ببعضهم للهجرة بشكل مؤقت إلى أرمينيا ولبنان وبلدان أخرى.

Share This