عرض كتاب «موجز تاريخ الشعب الأرمني»..هدية الأرمن للرئيس المصري

سلم المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، كتاب “موجز تاريخ الشعب الأرمني” للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءه رؤساء الطوائف المسيحية بمصر.

وقد تحدث المؤلف جورج بورنوتيان في كتابه “موجز تاريخ الشعب الأرمني” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع بالتعاون مع الجمعية الأرمنية الخيرية العامة، ترجمة سحر توفيق, ومراجعة د. محمد رفعت الإمام، عن أهمية شعب الأرمن وبداياتهم, وبداية تاريخهم من الدولة القديمة وصولاً إلى العصور الحديثة، وماهى طباعهم، وموقع ارمينيا الجغرافي والحرف التي امتهنها الأرمن .

يتناول الكتاب تاريخ أرمينيا وعلاقتها ببقية العالم، كما يعرض لمجموعة خرائط تربط التاريخ الأرمني بتاريخ الأمم الأخرى. ويقع الكتاب في 480 صفحة من القطع الكبير، وينقسم إلى قسمين كبيرين، الأول بعنوان “من الاستقلال حتى الحكم الأجنبي”، والقسم الثاني “من الحكم الأجنبي إلى الاستقلال (1500 – 2005).

يؤكد مؤلف الكتاب أن التاريخ الأرمني يصعب جمعه، فالمصادر المكتوبة قبل اختراع الأبجدية الأرمينية في القرن الخامس الميلادي، تتطلب معرفة باللغات الأرمينية والإغريقية والفارسية الوسيطة والسريانية، أما النصوص اللاحقة على هذا التاريخ فتتطلب معرفة باللغات العربية واللاتينية والجورجية والتركية وغيرها، كما أن ما تعرضت له أرمينية من الغزو المتكرر والزلازل الكثيرة قد تسبب في تدمير أدلة تاريخية بالغة القيمة. يضاف إلى ذلك تقسيم أرمينية التاريخية بين الدول المجاورة لها جعل الأبحاث مهمة حساسة وصعبة في الغالب، فضلا عن أن تطبيق الأساليب البحثية الحديثة لدراسة التاريخ الأرمني لم يحدث إلا مؤخرا.

تعد أرمينية واحدة من الأمم الصغيرة القليلة التي استطاعت أن تعيش رغم الاعتداءات المتكررة والتدمير والظلم والاضطهاد. وقد وصف الأرمن عبر التاريخ بأنهم قادرون على التكيف، فكيف استطاعوا أن يستمروا في الحياة بينما اختفت أمم أكبر وأكثر قوة؟

واعتمد المؤلف في كتابه على بعض التفسيرات الحديثة للآراء التقليدية في التاريخ الأرمني، وغرضه الأساسي هو أن يجعل الأرمن وغير الأرمن على ألفة بشعب وثقافة غائبين من معظم المقررات والنصوص التاريخية .

ويقول المؤلف في كتابه أن الأرمينية هى واحدة من الأمم الصغيرة التي استطاعت الصمود والعيش رغم الإعتداءات المتكررة والتدمير والظلم والإظطهاد, خاصة أن أهم مايميز الشعب الأرمني عبر التاريخ مقدرتهم على التكيف والمرونة والإقدام والصمود.

وتساءل المؤلف عن كيفية تقديم الأرمن مساهمات متميزة إلى حضارات العالم مؤكداً أنه التاريخ المدهش لهؤلاء الأرمن، واستعرض المؤلف الأرض الأرمينية التي تحيط بها الجبال ويتراوح ارتفاعها مابين 3000 إلى 7000 قدم تقريباً فوق مستوى سطح البحر ، ممتدة إلى هضبة الأناضول في الغرب ،والهضبة الإيرانية في الجنوب الغربي، وسهول ماوراء القوقاز في الشمال، وجبال قره داغ وسهل الموغان في الجنوب والجنوب الشرقي، وتشمل أرمينية التاريخية معظم أراضي شرق تركيا، والجزء الشمالي الشرقي من إيران، وأجزاء من جمهوريتي أذربيجان وجورجيا, بالإضافة إلى منطقة الجمهورية الأرمنية الحالية .

وتحدث ايضا عن آورا رتو وسميراميس وأوراتوا أول مملكة في أرمينية, حيث قدم المؤلف الحرفة التي انتهجها الشعب الأرمني بداية من أولى المناطق التي قامت بالزراعة البدائية في العالم فأستبدل فيها الإنسان الصيد وجمع الثمار التي سادت في العصر الحجري القديم والأوسط بإنتاج الطعام في العصر الحجري الحديث .

كما تميزت منطقة مثل الأناضول باستخدام الذهب والنحاس والقصدير والبرونز وهذه العوامل السابقة التي تميزت بها الأرمن أدت إلى كونها واحدة من الشعوب والحضارة التي تعرضت للغزاة .

واستعرض المؤلف الصراع الدائر بين اورارتوا والآشوريين الذين تغلب عليهم الطرف الأول فكان الآشوريين ينتصرون انتصار بسيط على جارتهم, وكانت مملكة اورارتوا هى السبب في إيقاف توسع الآشوريين في الأناضول، حيث جاء أول ملك لهذه المملكة وهو آرامو والذي حكم في النصف الأول من القرن التاسع لتنظيمه مملكة متحدة فقد ذكره الحاكم الآشوري شالمانصر الثالث, وجاء من بعده ساردوري الأول لتأسيسه أسرة حاكمة سوف تظل حتى القرن السادس عشر .

كما استعرض المؤلف أهل الكتاب بالحديث عن أرمينية تحت الهيمنة العربية، وكيف اصبحت أرض متعددة التيجان منها الأسرة البجراتونية وممالك أرمينية في القرون الوسطى, مع تقديم التقاء الشرق والغرب وما تسمى بمملكة قيليقية الأرمنية، كذلك الأرمن تحت الحكم التركي والمغولي والهيمنة التركمانية .

وجاء الجزء الثاني من الكتاب باستيضاح فترة الحكم الأجنبي إلى الإستقلال بالحديث عن الأرمن في الإمبراطورية العثمانية , والخواجات والشاهات وخاصة الأرمن في إيران , ومن المغول إلى الهند البريطانية ومنهم الأرمن في جنوب آسيا , وأقليات محمية منهم الجاليات الأرمنية في العالم العربي وأثيوبيا بداية من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى الأرمن في الإمبراطورية الروسية ووعود الحرية، وتشتت الأرمن في أوروبا الشرقية والغربية بين الأرثوذكسية والكاثوليكية، كذلك القضية الأرمنية والحل النهائي خاصة الأرمن في تركيا العثمانية، وتحدث ايضاً عن الأرمن فيما وراء القوقاز وروسيا .

ويؤكد المؤلف أن هذا الكتاب استطاع أن يلفت انتباه الجمعيات الأرمنية في الولايات المتحدة وكندا واستراليا بفضل جولات المحاضرات التي أنفق عليها اتحاد الخيري الأرمني العام وكذلك مساندة هرانت بارداكجيان .

صحافة مصرية

Share This