النجاح يغلف أول تطبيق عملي محلي لـ”أجيال السلام”

HMEM Ammanنادي الهومنتمن ينفذ البرنامج بالتعاون مع الجمعية الأرمنية

عمان- الغد – تتجلى معاني الروح الرياضية والتنافس الشريف مع حب العطاء ونكران الذات، في مشهد قيل عنه مشروع أعلنت استراتيجيته بالأرقام والمعطيات، ولكن أهدافه حققت بعد الإيمان بنبل الغاية ما يفوق كل التوقعات، ذلك أن الإخلاص والتعاون كانا لغة التواصل بين منفذيه من جهة ومنتسبيه من جهة أخرى.

المكان نادي الهومنتمن العريق (تأسس العام 1937) في منطقة الاشرفية، والحضور 42 من الناضجين و83 من الصغار اليافعين، والمدة 4 أسابيع من 27 حزيران (يونيو) وحتى 23 تموز (يوليو) 2010، والمناسبة تطبيق أول برنامج عملي على الساحة المحلية لواحدة من أهم المبادرات الاستثنائية التي أطلقها سمو الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية بعنوان “أجيال السلام”.

مشاركة الكبار من المدربين والأهالي والمتطوعين وقادة كشافة كانت بتلقي المحاضرات النظرية حول منهاج أجيال السلام (العمل مع الأطفال والشباب) والتعريف بأجيال السلام وكيفية تطبيقه من خلال الرياضة، وأما التدريبات العملية للجميع كبارا وصغارا من الجنسين فشملت كرة القدم والكرة الطائرة والسوفتبول، وكرة الطاولة.

وشهدت مشاركة الطلاب من مدارس خاصة وحكومية من شرق وغرب عمان محاضرات نظرية ومواضيع عن القيم مثل العمل التطوعي، المواطنة الصالحة وتقبل الرأي الآخر ودمج المعاقين في الأنشطة والمبادرة والاحترام والصدق.

زفارت وليا: النتائج رائعة

زفارت دمرجيان وليا دومانيان شاركتا في وفد الأردن لمعسكر أجيال السلام في عمان 2009، وأخذتا على عاتقهما المضي في هذا الطريق حتى النهاية، وعلى هامش التطبيق العملي للبرنامج تحدثتا لـ”الغد” قائلتين: “أنهينا المتطلبات النظرية والعملية ضمن برنامج أجيال السلام، والتي تتركز أساسا على التعامل مع الصغار وتنمية قدراتهم وتطوير أدواتهم من خلال الرياضة، وما تمثله من تسامح ونبل وعدالة وشرف وغيرها من الأهداف السامية”.

ووفقا لشروط الحصول على الإجازة أو التخرج فإن فكرة المشروع تلزم من أنهى المتطلبات أن يطبق البرنامج عمليا على 20 من الدارسين الكبار و200 من الأطفال الصغار، وينقل لهم المفهوم النظري إلى ممارسة عملية.

وأضافت زفارت: “من هنا احتضن نادي الهومنتمن التطبيق العملي الأول في الأردن، بالتعاون مع الجمعية الخيرية الأرمنية (من أولى الجمعيات في المملكة تأسست 1949) وفرقة الكشافة التابعة للنادي، وجاءت النتائج رائعة وتفوق في روعتها ما كنا نأمل أو نطمع في تحقيقه”.

وتتابع ليا: “التفاعل لم يكن عاديا بين الكبار، ناهيك عن الالتزام المطلق والرغبة في الاستفادة من كافة التطبيقات بشقيها النظري والعملي، وانخراط مجموعة كبيرة منهم في البرنامج المخصص للصغار”.

ولكن المفاجأة الأكبر بحسب زفارت وليا كانت عند الصغار الذين اندمجوا فيما بينهم بصورة عفوية غاية في الجمال، وبسبب الرياضة ومفاهيمها النقية غير المحرفة، وخلال فترة قصيرة جدا تحول من كانوا مختلفين وفقا لتقسيمات مجتمعية غير حقيقية أو غير عادلة إلى أصدقاء، لا بل أخوة.

وتضيف زفارت: “ببساطة ذابت كل الفوارق الزائفة واسترجع الأطفال فطرتهم السوية، فهذا هو ما نعتبره الإنجاز الأكبر في تطبيق البرنامج”.

وعن العوامل التي ساهمت في نجاح هذا التطبيق العلمي، أكدت ليا: “العوامل المساعدة في تطبيق هذا البرنامج تجلت بتعاون عدد من أهل الخبرة الرياضية والنجوم أصحاب التجربة، حيث ستبقى قصة البطل عدنان العابودي والتي رواها بنفسه حاضرة في ذاكرة الجميع، حيث أن الإعاقة لم تمنعه من انتزاع لقب البطل في جملة من المناسبات الرياضية الكبرى، هذا فضلا عن الإشادة بمساهمات مدرب كرة القدم سامر العتوم وخبير تنس الطاولة زياد أبو كركي ومدرب السوفتبول إياد الزعبي”.

علامة كاملة ونجاح مؤكد

وتعليقا على مستوى النجاح وفقا لمقاييس أجيال السلام، أكدت المسؤولة عن التقييم في المعسكر لما حطاب أن هذا التطبيق يستحق العلامة الكاملة، خصوصا وأن منهاج أجيال السلام وجد طريقه الى التنفيذ بالطريقة المطلوبة.

وأشارت حطاب إلى أن هناك العديد من التجارب الناجحة ستأتي تباعا، كما أن معسكر أجيال السلام أصبح علامة فارقة في الكثير من التطبيقات العملية في عدد من الدول العربية مثل فلسطين ولبنان واليمن فضلا عن عدد كبير من الدول الصديقة.

من جهتها قالت لاعبة كرة القدم في النادي الأرثوذكسي اّليك اسادوريان والمشاركة في البرنامج بأنها تعبر هذه التجربة هي الأغنى على المستوى الرياضي والتدريبي، وهي تتطلع بشوق لتنفيذ ما تعلمته من خلال إشرافها على المعسكرات الصيفية، خصوصا من حيث كيفية التعامل مع الصغار واستخراج أفضل ما لديهم.

يشار أخيرا إلى أن هذا التطبيق العملي ما كان ليرى النور لولا إسهامات نادي الهومنتمن المتمثل بمجلس إدارته وكافة أعضائه فضلا عن صاحبة النشاط الدؤوب في المجالات الرياضية التطوعية والزميلة الإعلامية إيلين بنيان.

25/7/2010

http://www.alghad.com/?news=520777

Share This