عرض كتاب “الأرمن في مصر” للباحث محمد رفعت الإمام

قامت بعرضه ميرا توفيق في جريدة البلد المصرية.

يتناول كتاب “الأرمن في مصر” للباحث محمد رفعت الإمام أحداث مذابح العثمانيين ضد الأرمن، ومردودها في مصر، ويتكون الكتاب الذى الفه الدكتور محمد رفعت الإمام دكتور الفلسفه فى التاريخ الحديث والمعاصر من 6 فصول، والكاتب عضو بالمجلس المصرى للشئون الخارجيه، وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

ويترأس الكاتب تحرير الملحق الشهرى العربى لجريدة “آريف” الأرمنيه التى تصدر بالقاهرة منذ يناير 1998، ومدير تحرير مجلة مصر الحديثة الصادرة عن دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، ورئيس تحرير مجلة ” اريك ديوان الثقافتين العربية والأرمنية” والتي تصدر عن جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة.

من أعماله “الأرمن فى مصر فى القرن التاسع عشر”، “تاريخ الجاليه الأرمنية فى مصر”،” اونيج اوف كايرو” خمسون عاما من حياة صائغ مصرى أرمنى و”القضية الأرمنية في الدولة العثمانية”.

وشارك الكتاب فى عدة سيمنارات عن الارمن منها “المذابح الأرمنية 1894- 1896 سياسة ام دين، والأرمن والغرب والاسلام، ومفهوم إبادة الجنس البشري.

في مقدمة الكتاب أكد “الإمام” ان “هذه الدراسة تستكمل تاريخ الأرمن فى مصر بين عامى 1896 -1961″، موضحا أن “الارمن فى القرن التاسع عشر كانوا يمثلون نخبة منتقاه وجالية متميزه اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا”.

وأشار إلى أن “نزوح الأرمن نتيجة سياسية الإبادة التى انتهجتها السلطات العثمانيه ضدهم حتى لا يطالبون بأية امتيازات سياسية ، كما كانوا العقبة فى تنفيذ المشروع الطوراى لذا تعرض الارمن لسلسة من الاضطهادات والمذابح التى أودت بحياة الآلاف منهم وشتت آخرين”.

ورغم أن مصر كانت جزءا من الدولة العثمانية وقتها الا أنها اصبحت بلدا مهمة لهجرة الأرمن الذين دخلوها سالمين وعاشوا آمنين لتصبح مصر هى الدولة الافريقية الوحيدة التى استوعبت الأرمن النازحين.

وأوضح ان “الأرمن عاشوا فى مصر بنفس ميراثهم وسلوكهم دون أن ينصهروا فى بوتقه المجتمع لكنهم نجحوا نسبيا فى التكيف معه”.

الفصل الاول: يتناول ” تطورات القضية الارمنيه 1878-1923 ” فى الدوله العثمانية عبر ثلاث مراحل أسياسية وهى الحميدية والاتحاديه والكمالية ” ويرصد هذا الفصل ظروف ميلاد القضية وتبلورها دوليا فى الماده ” 61 ” من معاهدة برلين مرورا بالمذابح التى تعرض لها الارمن فى دولة السلطان حتى اغلاق ملف القضيه فى مؤتمر لوزان عام 1923.
وأوضح الكاتب خلال هذا الفصل ان موقع ” أرمينية ” الجغرافى جعل منها قلعة طبيعية اغرت الغزاة وجعلتها منطقة صراع بين الامبراطوريات المتنافسة عبر التاريخ ، مشيرا الى انه طبقا لاحصائية عن موظفى الارمن فى الحكومة العثمانيه فانه كان يوجد 22 وزيرا وخمسة وكلاء وزارات وقناصل فى عدد من الدول.

وأشار الى ان المذابح الارمنية استمرت منذ 13 اكتوبر 1894 حتى 30 نوفمبر 1895 عندما بدأت القوات العثمانية والكردية باوامر من الاستانه هجوما منظما عل القرى والاحياء الارمنيه وبلغت المذابح ذروتها خلال يومى 28-29 من العام 1895 حيث ابادوا ثلاث الاف ارمنى حرقا واستمرت المذابح وعمليات السلب حتى يوليه من عام 1896.
وأكد ان المصادر تشير الى قتل 100 الف وتشريد اكثر من نصف مليون ارمنى، وقد نجح السلطان عبد الحميد فى اضعاف الحركة القومية الارمنيه اذ مارس فى سياسته القتل والعنف علنا وبكل قسوه وعلى نطاق واسع حتى جعل ” المذابح ” جزءا مالوفا فى السياسة الداخلية للدولة أزاء الارمن.

الفصل الثاني: يتناول حركة اللجوء الارمنى الى مصر ” عبر ثلاث موجات كبيره اولها من الاستانه وضواحيها ثم من قيليقية إبان حكم السلطان عبد الحميد فى عام 1896- 1909 ، ثانيها الارمن اللاجئون من جبل موسى وسائر انحاء قيليقية خلال الحرب العالمية الاولى، والشق الثالث الايتام الارمن الذين نزحوا الى مصر نتيجة الحروب الكمالية فى الاناضول، مشيرا الى أن استمرار نزوح الارمن أدى الى أثارة جدل عنيف على صفحات الجرائد المصرية حول رفضهم وقبولهم استمرار استقبال الارمن، ويعبر عن هذا الجدل تيارين الاول تيار عثمانى يرفض وبشده قبولهم وآخر غير عثمانى يصر بقوة على قبولهم ، لافتا الى أن الحكومة المصرية قد احجمت عن تقديم أية مساعدة للارمن اللاجئين حرصا الا يزيد ذلك التوتر مع الباب العالى حتى وصل عددهم عام 18960 ” 2300″ أرمني.

الفصل الثالث: خصص الفصل الثالث لمعالجة الاطار القانوني للأرمن وقد بدأه الكاتب برصد الاصول الجغرافية للارمن وتوزيعاتهم على الخريطه المصريه ثم الوضع القانونى لهم مرورا بانظمتهم الادارية وانتهاء بدراسة الاحوال الشخصية للأرمن الارثوذكس.
الفصل الرابع: ويناقش النشاط الاقتصادى للارمن فى كافة المجالات الصناعية والحرفية والتجارية والمهنية والوظائفية . لافتا الى أن الارمن مارسوا صناعات فى مصر وقد شكل الصناعيون الارمن نسبة ” 2,6% ” من اجمالى الجالية ونسبة ” 7,3 %” من اجمال القوة الارمنية العاملة.

الفصل الخامس: ويركز على المواقف السياسية للارمن فى ضوء اربع محاور اساسية وهى موقف أرمن مصر من تطورات القضية الارمنيه وموقفهم من أرمينية السوفيتيه والصراعات الحزبيه بينهم ووضعهم فى أطار السياسة المصرية.
وأشار الكاتب الى أن القضية الارمنية قد تصاعدت فى أعقاب مؤتمر برلين 1878 من كونها مشكله محليه الى دائرة القضايا الدولية ، وتمتعت المنظمات الثورية الارمنية بحرية نسبيه فى مصر ، ففى القاهرة والاسكندرية عقد ” الهنشاكيون ” الجدد اجتماعات ومظاهرات لادانة استيلاء روسيا على املاك الكنيسة الارمنية وكانت المظاهرات قوية لدرجة اضطرار قنصل روسيا فى القاهرة ان يغادر مكتبه متوجها الى الاسكندرية ليدعو المتظاهرين لايقاف المظاهرات.

وأضاف أن المجلس الوطنى بالقاهرة تأسس فى اكتوبر 1945 بمبادرة جمعية اصدقاء أرمينية السوفيتية تحت رئاسة فنان الكاريكاتير الكسندر صاروخان وحدد المجلس اهدافه بمطالبة تركيا باعادة الولايات الارمنية الى اغتصبتها بموجب معاهدة لوزان ، وتشجيع عودة الأرمن المهجر الى وطنهم الام وتقديم كافة التسهيلات لهم وتوطيد الروابط الثقافية والقومية مع الوطن الام أى ارمينيا السوفيتية ، وتسليم متابعة القضية الارمنية الى أرمينية السوفيتية والتى بدورها سوف تحول الاتحاد السوفيتى لمتابعة القضية.
ولفت الى أنه اجريت انتخابات المجلس الملى الارمنى فى مصر لاول مره فى مارس من العام 1922 ، كما شارك الارمن فى استقبال سعد زغلول وزار وفد أرمنى منزل الزعيم سعد زغلول واعرب له عن شكر الجاليه الارمنية لحسن الضيافه التى يقابلون بها فى مصر كما ذهب سعد زغلول ععلى رأس وفد م الوطنين الى كنيسة الارمن الارثوذكس لتطيب خاطرهم من جراء حوادث ابريل 1919 وتقديم العزاء الرسمى فى قتلاهم وكرر سعد الزيارة مره آخرى فى ابريل من العام 1922 لامتصاص الخوف والقلق من نفوس الأرمن.

الفصل السادس: ويعالج الانشطه الاجتماعية والثقافية للأرمن فى خمسة ميادين وهى الجمعيات الأرمنية والصحافه والادب والمسرح والسينما والموسيقى والغناء والفنون الجميلة.

وأوضح أن أول فرقه موسيقية تأسست فى يوليه 1902 وتسمى فرقة آراكس والتى كانت تهدف الى تشجيع سماع الموسيقية الارمنية وتذوقها بين الشباب، كما احيى الموسيقار الايرانى الأرمني اشود بادماكريان إحياء حفل زفاف الاميرة فوزيه بنت الملك فؤاد.

كما أشار الى أن الكسندر صاروخان كان اشهر شخصية أرمنية عملت فى مجال الصحافة المصرية كما يعد رائد الكاركاتير السياسى فى مصر، وقام برسم الغلاف الامامى لمجلة روزاليوسف فى عددها الصادر يوم 3 مارس 1928 إلى أن انتقل الى مجلة آخر ساعة ونقل معه شخصية ” المصرى افندى ” كما قدم عدة شخصيات منها ” مخضوض باشا الفزعنجى” و “إشاعة هانم”.

Share This