تساؤلات من الفاتيكان “هل سيذكر البابا فرنسيس ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية؟”

نقلاً عن مصادر من الفاتيكان نشر موقع “أبونا” مقالاً بعنوان “هل سيذكر البابا فرنسيس ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية؟” بقلم أندريا تورنيللي، الذي أكد أن الكاردينال ماريو بولي، الذي خلف ماريو بيرغوليو في رئاسة أسقفية العاصمة الأرجنتينية، قال أن البابا فرنسيس سيحتفل بقداس إلهي من أجل ضحايا مذبحة الأرمن، وذلك في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، في نيسان المقبل.

وأعلن الكاردينال بولي خلال القداس الذي ترأسه في الكاتدرائية الأرمنية في بوينس آيرس، “أن البابا سيذكر ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن في 12 نيسان 2015، بمناسبة مرور مائة عام”.

ولا يوجد إعلان رسمي من قبل الفاتيكان لغاية الآن.

من جانبه قال الأب باولو هاكيميان، كاهن الرعية، أن “الأب الأقدس قبل الدعوة التي وجهتها له الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية”، مشيراً إلى أن البابا فرنسيس تحدث عن هذه المأساة، التي تعتبر الأولى من نوعها في سلسلة جرائم الإبادة الجماعية في القرن العشرين، مع بطريرك كيليكيا نرسيس بدروس التاسع عشر، العام الماضي.

ففي عام 1915، وخلال الحرب العالمية الأولى، قتل ما يقارب مليون ونصف من الأرمن في الإمبراطورية العثمانية. وقد تدخل وقتها البابا بندكتس الخامس عشر بشكل مباشر وعلني، وأرسل برقية إلى السلطان العثماني محمد الخامس في 15 أيلول 1915، سلط خلالها الضوء على خطورة المجازر التي ترتكب، وطلب منه التدخل، لكن دون جدوى، للدفاع عن الشعب الأرمني.

ومنذ ذلك التاريخ بمائة عام ما تزال هذه الحادثة مثيرة للجدل. ففي عام 2005 دعا رئيس الوزراء التركي أردوغان المؤرخين لإعادة النظر في “أحداث عام 1915” باستخدام جميع الأرشيف. لكن انفتاحه هذا لم يستمر. فبالإضافة إلى تقليص الحكومة التركية عدد الضحايا الذين سقطوا ما بين 300 إلى 500 ألف، فإنها لا تحبذ أيضاً استخدام وصف “الإبادة الجماعية”، وتحتج على الذين يستخدمونه. لكن رغم ذلك فإن 21 دولة تعترف رسمياً “بالإبادة الجماعية للأرمن”، كما أن العديد من المنظمات الدولية، من بينها لجنة جرائم الحرب في الأمم المتحدة، والبرلمان الأوروبي، ومجلس الكنائس العالمي، تعترف بالإبادة الجماعية أيضاً.

وكان رئيس أساقفة بوينس آيرس، ماريو بيرغوليو، قد حافظ دائماً على علاقة وثيقة مع المجتمع الأرمني في الأرجنتين. ففي 22 نيسان 2006، ولمناسبة مرور 91 عاماً على الإبادة الجماعية، دعا بيرغوليو تركيا إلى الاعتراف بالجريمة الخطيرة. وفي عام 2011، وصف الإبادة الجماعية بأنها “جريمة بشعة”، وذلك خلال إجابته لسؤال سليل أحد الناجين منها.

وفي بداية عام 2013، التقى البابا فرنسيس بوفد ترأسه البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، بطريرك الأرمن لبيت كيليكيا، في اجتماع غير رسمي. ونقل أحد الحاضرين عن أسقف روما قوله أن “الإبادة الجماعية للأرمن كانت الأولى في القرن العشرين”، مما دفع الحكومة التركية إلى أن تعرب عن “خيبة أملها” من خلال قنواتها الدبلوماسية.

وكلمات البابا فرنسيس تتماشى أيضاً مع أسلافه. ففي 9 تشرين الثاني 2000، وقع البابا يوحنا بولس الثاني وكاثوليكوس الأرمن كاريكين الثاني “بيان مشترك” في روما، أشار فيه صراحة إلى الإبادة الجماعية: “الإبادة الجماعية للأرمن، التي بدأت في هذا القرن، كانت مقدمة لفظائع لاحقة”.

وقد تسببت هذه المبادرة إلى رد فعل تركي دبلوماسي قوي. ففي العام التالي، أيلول 2001، وخلال زيارته إلى أرمينيا، تجنب البابا يوحنا بولس الثاني إلى استخدام وصف “الإبادة الجماعية” مباشرة في خطاباته، لكنه استخدم تعبير “ميتز يغيرن” – “الجريمة الكبرى” في الصلاة، وهو الوصف الذي يستخدمه السكان الأرمن أنفسهم للتعبير عن الإبادة الجماعية. وفي نهاية زيارته إلى أرمينيا وقّع البابا يوحنا بولس الثاني والكاثوليكوس “بيان مشترك” جديد استخدم فيه التعبير التالي: “إن إبادة مليون ونصف من المسيحيين الأرمن، فيما يشار إليه عموماً كأول إبادة جماعية في القرن العشرين”.

وفي 20 آذار 2000، عندما التقى البابا بندكتس السادس عشر بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، مع أعضاء السينودس البطريركي، لم يستخدم في خطابه الرسمي تعبير “الإبادة الجماعية”، لكنه تحدث عن “الاضطهاد الرهيب الذي يذكره التاريخ بكل حزن باسم ميدز يغيرن، الشر العظيم”.

Share This