رؤساء الكنائس الأرمنية الثلاثة يقاطعون العرض التركي في أختامار

في الاسبوع الماضي، أخفقت الخطط التركية في إغراء رؤساء الكنيسة الأرمنية للمشاركة في العرض الديني في كنيسة “الصليب المقدس” على جزيرة “أختامار” الواقعة في بحيرة “فان”.

فقد قرر رؤساء الكراسي الرسولية الثلاثة للكنيسة الأرمنية (في أرمينيا ولبنان والقدس) بعدم حضور مراسم القداس الالهي في كنيسة “الصليب المقدس” في 19 ايلول وكذلك عدم إرسال ممثلين عنهم. فقد رفض الثلاث دعوة النائب البطريركي في بطريركية الأرمن في تركيا آرام أتيشيان.

كان أولهم الكاثوليكوس آرام الأول لبيت كيليكيا ومقره أنطلياس، لبنان، الذي أعلن عن معارضته لمراسم التاسع عشر من ايلول. وبهذا الصدد أعلن الكاثوليكوس: “في محاولة لاقناع الاتحاد الأوروبي واليونيسكو أن تركيا تحافظ على التراث الثقافي لأراضيها المحتلة قامت الحكومة التركية بترميم كنيسة “الصليب المقدس” الأرمنية، ولكنها بدلاً من إبقائها كنيسة قامت بتحويلها الى متحف”. ووصف المراسم المنسقة من قبل تركيا بـ”محاولة لاخفاء سياستها المستمرة في إنكار الابادة الأرمنية وحقوق الناجين”.

ومن جهة أخرى، أعلن الكرسي المقدس في “إيتشميادزين” أنه مبدئياً سيرسل الى أختامار رجلي دين رفيعي المستوى. وفي مقالة سابقة أعرب كاتب هذه الأسطر عن الرغبة في أن يعيد الكاثوليكوس كاريكين الأول، الكاثوليكوس عموم الأرمن، النظر في قراره.

وفي الاسبوع الماضي، وبعد أن قطعت الحكومة التركية وعدها في وضع الصليب أعلى كنيسة “الصليب المقدس”، قام الكاثوليكوس، كما كان متوقعاً، بسحب مشاركته من مراسم الـ19 ايلول.

أما الكرسي الرسولي الثالث، بطريركية الأرمن في القدس، كانت قد قررت في البداية إرسال المطران أريس شيرفانيان الى أختامار، وهو مدير العلاقات المسكونية والخارجية ومدير المجمع المقدس في البطريركية. وعندما سئل عن نيته في الحضور أبلغ المطران أريس شيرفانيان لكاتب هذه الأسطر عن عدم حضوره مراسم القداس بسبب رفض تركيا وضع الصليب على قبة كنيسة “الصليب المقدس”.

والآن قام رؤساء الكنائس الثلاث بتوحيد موقفهم حيال هذا الموضوع. وتجدر الاشادة بقرارهم بعدم دعم العرض السياسي الذي ينفذه النظام التركي تحت هيئة مراسم دينية.

للأسف، بطريرك الأرمن في تركيا، الكرسي المقدس الرابع في الكنيسة الأرمنية، ما زال يخطط لمشاركته في العرض الذي سيقام في 19 ايلول رغم حقيقة أن الحكومة التركية خدعت النائب البطريركي آرام أتيشيان ورفضت وضع الصليب على قبة الكنيسة. وقام حاكم “فان” بدعوة سخيفة بأن الدولة التركية لا تملك الوسائل التقنية لرفع الصليب الذي يزن 200 كغ الى أعلى الكنيسة.

ينبغي على جميع الذين اشتروا بطاقات طائرة وحجزوا في الفنادق منصاعين خلف وعود تركيا أن يلغوا رحلاتهم فوراً ويطلبوا التعويض والاعتذار من السلطات التركية لأنهم تسببوا بالشرك المضلل وتغيير ما خطط له.

بالرغم من أن المطران أتيشيان هو رهينة لدى النظام التركي، وبذلك لا يملك حرية اتخاذ قرارات مستقلة، فهو سيخاطر في فقدان كل مصداقيته مع الأرمن في العالم وكل الكراسي الرسولية، إن ترأس القداس في “متحف أختامار التذكاري” كما يصفه المسؤولون الأتراك. فيجب عليه أن يشترط بعدم الحضور في 19 ايلول في كنيسة “الصليب المقدس” ما لم تنفذ أنقرا وعودها بوضع الصليب على القبة. ويجب على المسؤولين الأتراك أخذ شرطه محمل الجد، لأنه لن تكون أي مراسم دينية بدونه. وغيابه سوف يحول ضربة الدعاية التركية الى كابوس للعلاقات العامة!

العنصر المهم الأخير في “فورة مسرحية 19 ايلول” هو الحكومة الأرمينية. بينما كان في الاسابيع الماضية رد فعل شرائح واسعة من العامة في أرمينيا قاسياً ضد قرار أنقرا في “الحج لمرة واحدة في السنة” في كنيسة “الصليب المقدس”، لم يسمع الكثير عن ردة فعل يريفان الرسمية حيال هذا الموضوع. في الشهر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية أنها لم تستلم دعوة رسمية من تركيا. ويبدو بشكل عام أنه على السلطات في أرمينيا أن ترفض المشاركة في عرض مخزي مماثل، وخاصة بعد أن خدعت أنقرا قادة أرمينيا بالتوقيع على البروتوكولات بين أرمينيا وتركيا دون النية في المصادقة عليها.

وكما رفضت حكومة تركيا المصادقة على البروتوكولات فقامت غافلة بحماية مصالح أرمينيا، أعادت الكرة هذه المرة، وقطعت أنقرا وعودها في وضع الصليب في قمة كنيسة “الصليب المقدس” فتسببت بعدم مشاركة الأرمن في هذه المهزلة.

7 ايلول 2010

هاروت صاصونيان

رئيس تحرير “كاليفورنيا كوريير”

Share This