ليون زكي: بذريعة القضاء على الارهابيين الذي سهل عبورهم اليها… المنطقة العازلة في سورية حلم أردوغان العثماني…

لم يعد يهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما كشف عنه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال استعراضه سياسة بلاده الخارجية في جامعة هارفارد، بأن آلاف الإرهابيين “وصلوا إلى سورية عبر تركيا” بتواطؤ ودعم الحكومة التركية أثناء توليه رئاستها بل ينصب جل اهتمامه راهناً على تسويق خطته لإقامة “منطقة عازلة” أو “آمنة” في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة الموالية له شمال سورية.

تصريحات بايدن “الصديق الحميم” لأردوغان حشرته في الزاوية فانبرى كخيار وحيد للخروج من مأزقه إلى بـ “الاعتذار” ونفي الاتهامات، إلا أن أردوغان عكف على تجميع ذرائع خطته بإقامة “المنطقة العازلة” والتي سيعرضها على وفد موظفي الإدارة الأمريكية برئاسة جون آلن مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما المكلف بتنسيق خطة “الائتلاف الدولي” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بهدف إقناعهم بجدوى العملية وموجباتها.

حلم أردوغان العثماني بتوسيع إمبراطوريته ما انفك يراوده منذ بداية الأزمة في سورية وقبلها واشتغل كثيراً على تمهيد سبل تحقيقه لكنه اصطدم بصمود سورية وحلفاءها الذين أحبطوا كل مسعى لاستخدام الحظر الجوي فوق جزء من أراضيها أو اللجوء إلى مبررات الضربات الجوية كما في “صفقة الكيماوي” حتى قدّم “داعش” الذي نمى وترعرع تحت أنظار سيده التركي مسوغات العملية.

المشكلة بأن أردوغان يحلم ويعتقد بأنه قادر على تمرير مخططه الذي عجزت عنه دول عظمى مستفيداً من حاجة “التحالف الدولي” له للانخراط في صفوفه نظراً لموقع بلاده الجيوسياسي بالنسبة لسورية وسيزيد ناره اشتعالاً انسياقه وراء مغامرة غير محسوبة النتائج وقد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، بحسب خبراء عسكريين، متناسياً أبسط البديهيات السياسية التي تجنب المنطقة والعالم برمته ويلات تهوره بأن يغلق حدوده في وجه تسلل الإرهاب العابر للقارات نحو سورية ثم يترك لغيره مهمة احتواء ودحر “داعش” وشقيقاتها.

أما الشق الإنساني لتطويق تداعيات تهجير السوريين وحديثاً الأكراد منهم إلى تركيا فيمكن بحثه على طاولة الحوار وإيجاد الحلول الناجعة والبدائل المناسبة للتخفيف من وطأته بشرط تخلي الرئيس التركي عن دعمه للتنظيم الإرهابي بغية اقتحام مدينة عين العرب لحماية أمن حدود بلاده في وجه “انفصاليي” الأحزاب الكردية ومنع تأسيس أي منطقة “إدارة ذاتية” تهدد الأمن الإقليمي التركي، وفق معتقداته.

موقع “شام برس”

Share This