رئيس جمهورية أرمينيا يلتقي الملك عبد الله الثاني ملك الأردن

التقى رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المملكةالملك عبدالله الثاني، ملك الأردن.

ورحب الملك، خلال لقاء ثنائي تبعه آخر موسع جرى في قصر الحسينية، بحضور كبار المسؤولين في البلدين، بزيارة الرئيس سركيسيان، والتي ستسهم في تطوير العلاقات بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون بينهما في شتى الميادين.

وقال في تصريحات ترحيبية في بداية اللقاء “أرحب بكم يا فخامة الرئيس باسم جميع الأردنيين، في هذه الزيارة التاريخية والأولى لرئيس أرميني للمملكة”.

وأضاف الملك: “نحن فخورون بعلاقات الصداقة المتميزة بين بلدينا، وكما ذكرنا في مباحثاتنا الثنائية، إنها علاقات تاريخية ممتدة منذ عهد والدي الملك الحسين رحمه الله، لوجود شريحة كبيرة من الأرمن من أبناء وبنات المجتمع الأردني”.

وأشار إلى تطلع البلدين لافتتاح كنيسة القديس كارابيت في موقع المغطس يوم الجمعة القادم، والتي ستساهم في تفعيل العلاقات التاريخية بين الأردن وأرمينيا.

وقال “أتطلع إلى هذه الزيارة لفتح آفاق جديدة في العلاقات بين بلدينا، والتي توجت بتوقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة في المجالات الاقتصادية، بما يسهم في توطيد العلاقات والروابط الثنائية في المستقبل”، مما سيمهد الطريق لزيادة الصادرات البينية واستقطاب الاستثمارات وتشجيع حركة السياحة بين البلدين.

من جانبه، قال الرئيس الأرميني في تصريحاته “أقدر لكم يا جلالة الملك دعوتي لزيارة الأردن، وحسن الاستقبال والضيافة، والمباحثات المهمة التي عقدناها سوياً”.

وأضاف “أشدد على أن العلاقات بين الشعبين الأرميني والعربي تستند إلى عقود من التاريخ الطويل، ونحن فخورون بالعرب الذي أصبحوا أصدقاءً حميمين لنا”.

وقال الرئيس الأرميني، مخاطباً جلالة الملك خلال التصريحات، “أود أن أعبر عن تقديري الخاص لجدكم الشريف الحسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى، ولأبنائه سمو الأمير فيصل وسمو الأمير عبدالله آنذاك، لدعمهم الكبير للاجئين الأرمن في المنطقة خصوصاً في العام 1917، وعنايتهم ورعايتهم للأطفال والنساء الأرمنيين والحفاظ على ممتلكاتهم”.

وأضاف “أقدر أيضاً جهود والدكم الملك الحسين، رحمه الله، وتعاطفه مع معاناة الشعب الأرميني، وإرساله مساعدات ومعونات لهم خلال الزلزال الذي أصاب بلادنا في القرن الماضي”.

وخلال جلسة المباحثات، التي تناولت مجمل القضايا الإقليمية والدولية، أعاد الملك التأكيد على موقف الأردن الواضح والداعم للجهود المبذولة في التعامل مع جميع التحديات التي تواجه شعوب المنطقة والعالم، بما يضمن تحقيق السلم وتعزيز الأمن والاستقرار العالميين.

وأشار في هذا الصدد إلى الجهود التي يبذلها الأردن إلى جانب عدد من الأطراف الإقليمية والدولية، في مكافحة خطر الإرهاب والفكر المتطرف، ومواجهة التنظيمات الإرهابية، التي تستهدف أمن وحياة الجميع دون استثناء.

وحذر من الاجراءات التي تستهدف التهجير القصري للمسيحيين العرب في بعض دول الجوار، مشددا على الدور الكبير للمسيحيين العرب في بناء الحضارة العربية الإسلامية عبر التاريخ، وبمساهماتهم القيمة، ومؤكدا استمرار الأردن في جهوده لحماية وجودهم والحفاظ على هويتهم.

وأشار إلى الدور الذي يقوم به الأردن في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام السمح المعتدل، من خلال نشره رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء، واستضافته عددا من المؤتمرات الدينية، والتي كان منها مؤتمر “التحديات التي تواجه المسيحيين العرب”، بهدف تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان، وإحلال الوسطية والاعتدال بديلاً عن التشدد والتعصب والكراهية.

كما تناولت المباحثات الجهود المبذولة للوصول إلى السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط استنادا إلى حل الدولتين، وبما يعالج جميع قضايا الوضع النهائي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.

وحذر من تداعيات ما تتعرض له مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، خصوصاً المسجد الأقصى، من محاولات وإنتهاكات إسرائيلية متكررة، محذرا من مغبة ذلك على جهود تحقيق السلام وأمن واستقرار المنطقة وشعوبها.

كما تطرق خلال اللقاء الذي تخلله مأدبة غداء أقامها جلالة الملك تكريماً للرئيس الضيف والوفد المرافق، إلى تداعيات الأزمة السورية على دول الجوار والمنطقة ككل، مجدداً موقف الأردن الداعم والداعي للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، يحفظ وحدة وسلامة سوريا أرضاً وشعباً.

وفيما يخص تطورات الأوضاع في العراق، شدد على وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء العراقيين في مواجهة مختلف التحديات، ودعم كل ما يصب في تعزيز وحدتهم وتوافقهم ومشاركتهم جميعا في بناء حاضر ومستقبل وطنهم.

بدوره، أعرب الرئيس الأرميني، خلال المباحثات، عن حرص بلاده على تمتين العلاقات مع الأردن، وفتح آفاق جديدة لها في شتى الميادين، والتنسيق مع المملكة في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقدر للأردن بقيادة جلالة الملك ما يقدمه لأبناء وبنات الشعب الأردني من أصول أرمينية من رعاية واهتمام وحسن التعامل، في إطار العيش المشترك، الذي يتميز به الأردن في المنطقة.

ولفت إلى أن الأردن يشكل أنموذجا في الأمن والاستقرار والوسطية في الشرق الأوسط والعالم، خصوصاً في ظل ما تعانيه المنطقة من تطرف فكري وتشدد يرفض الأخر، مؤكداً دعم بلاده للجهود المبذولة في إطار مكافحة التطرف والإرهاب.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكد الرئيس الأرميني تطلع بلاده للبناء على ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة، لإيجاد مزيد من الفرص وآليات التعاون، التي يمكن البناء عليها في تمتين الروابط بين البلدين.

وأشار إلى أهمية الاستفادة من التجربة الأردنية في مختلف المجالات، خصوصاً الاستثمار والتجارة والصناعة والطاقة والسياحة الدينية والزراعة وغيرها، لما تتميز به المملكة من موقع جغرافي متوسط كبوابة للفرص الاقتصادية في المنطقة ولمختلف دول العالم.

وحضر المباحثات عن الجانب الأردني: مدير مكتب جلالة الملك، ووزراء الصناعة والتجارة والتموين رئيس بعثة الشرف المرافقة، والمالية، والدولة لشؤون الإعلام والاتصال وزير الخارجية بالوكالة، والشؤون السياسية والبرلمانية وزير الصحة بالوكالة، وأمين عمان، والسفير الأردني غير المقيم لدى أرمينيا، وعدد من كبار المسؤولين.

فيما حضرها عن الجانب الأرميني: وزراء الخارجية والاقتصاد والرعاية الصحية والشتات، والسفير الأرميني في عمان، وعدد من كبار المسؤولين.

وجرى لفخامة الرئيس الأرميني، لدى وصوله قصر الحسينية، مراسم استقبال رسمية، حيث كان في مقدمة مستقبليه جلالة الملك عبدالله الثاني وكبار المسؤولين.

واستعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني الأرميني والملكي الأردني.

Share This