فيلم “القطع” الألماني عن إبادة الأرمن يفتتح مهرجان القاهرة السينمائي اليوم


“رحلة لا تصدق” و«جريمة لن يغفرها الزمن».. كانت هذه بعضا من العبارات الترويجية التى حرص المخرج الألمانى ذو الأصول التركية «فاتح أكين» على وضعها فى «تريلر» فيلمه «the cut» أو «القطع» الذى يعرض فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم بالمسرح الكبير الساعة الـ8 مساء.

الفيلم إنتاج ألمانى ومن نوعية الدراما التاريخية وملىء بالمشاهد الإنسانية، حسبما يؤكد العديد من المقالات النقدية التى كتبت عقب عرض العمل فى مهرجانات سينمائية عالمية، منها مهرجان فينيسيا الدولى أحد أبرز 3 مهرجانات سينمائية كبرى، ويتناول العمل إحدى مجازر الإبادة الجماعية التى تعرض لها الأرمن في أواخر عصر الدولة العثمانية عام 1915، وتكمن أهمية العمل أيضا فى أنه للمرة الأولى يسلط مخرج تركي الضوء على هذه الجرائم- حسبما تؤكد أحداث الفيلم- فى الوقت الذى لا تعترف فيه تركيا بها وتنكرها بشدة، لذا فإن الفيلم يفضح أكاذيب تركيا.

وتشير بعض المقالات فى صحف عالمية منها «فارايتى» إلى أن الفيلم يتضمن مشاهد ميلودرامية زائدة عن الحد، وهو ما يقلل من قيمة العمل فى الأساس، ووضع أكين هذه المشاهد لكى يستدر عطف المشاهد ويركز على المأساة التى يعانى منها بطل العمل «نزاريت» والذى جسد دوره الممثل الفرنسى ذو الأصول الجزائرية طاهر رحيم، حيث توضح المشاهد الأولى للعمل تحرك القوات العثمانية وقبضها على المئات من الأرمن لكى يعملوا بـ«السخرة» فى رصف الطرق، ثم يتركونهم لمجموعة من العصابات التى تنفذ فيهم مذابح جماعية، وركز المخرج على وحشية هذه الجريمة فى عدة مشاهد وجمل حوارية بالفيلم منها صراخ قائد القوات لجنوده عندما يستعدون لتنفيذ الجريمة وقوله لهم: لا أريد إضاعة طلقة رصاص واحدة، فى تلميح على أن طلقات الرصاص أكثر قيمة لديه من حياة الأرمن. ولكن ينجح بطل الفيلم «نزاريت» فى الهروب من هذه المذبحة ويركض هاربا فى رحلة العودة للبحث عن عائلته التى تركها، رغم الإحباطات المتتالية التى يواجهها سواء من ناحية الظروف المعاكسة أو من نصائح الناس له بأنه من المستحيل أن يعثر على عائلته مرة أخرى. وفى تركيز- وصفه البعض بأنه زائد على الحد- على فكرة الفيلم الأساسية وهى المعاناة التى واجهها الأرمن، نرى مشاهد رحلة بحث «نزاريت» عن أسرته ويجد فى تلك الرحلة العديد من المآسى لمواطنين أرمن، منها فتاة تعمل لدى شيخ بدوى ويعاملها بقسوة إلى حد الاستعباد، كما يمر بأحد مخميات النازحين الأرمن، وحالهم فى منتهى البؤس والشقاء، فهم لا يجدون ما يأكلونه ويعانون من الأمراض، وهى الصورة التى كشف مخرج العمل فى عدة لقاءات صحفية أنها كانت تطارده دائما فى مخيلته، فهو منذ زمن بعيد يحاول أن يسلط الضوء على هذه المآسى التى تزيد من شدتها عدم الاعتراف بها. وتكلف الفيلم ميزانية وصلت إلى 21 مليون دولار، وشارك أكين فى كتابة السيناريو المؤلف الأرمنى مارديك مارتن الذى ولد فى إيران، ويشارك فى بطولته المغربية زهرة هندى ولارا هيلر وأريفيك ماتيروسيان. وحاول أكين أن يجعل من فيلمه عملا ملحميا على غرار العديد من الأفلام السينمائية العالمية، فهو يمتلك طموحا فنيا كبيرا، ولا يتعب من البحث المتواصل فحسب تصريحاته كل شىء فى الفيلم يعتمد على مصادر تاريخية وموثقه، فحسب رواية الجانب الأرمني تمت إبادة حوالي مليون مواطن من قبل الجيش العثماني.

وكان من المقرر أن يشارك الفيلم فى مهرجان «كان» أحد أبرز المهرجانات السينمائية العالمية، لكن لأسباب خاصة رفض «فاتح أكين» عرض الفيلم بالمهرجان.

مهرجان القاهرة السينمائي

محمود الترك

اليوم السابع

Share This