السبتي في الوطن الكويتية: “مذابح الأرمن والفتك بهم مثال على الثقافة القديمة في المنطقة..ومازال الأرمن يحييون ذكرى فاجعتهم ليذكروا البشرية بماضيها”


نشر الكاتب محمد صالح السبتي في (الوطن الكويتية) مقالاً بعنوان “مذابح الأرمن وأحداث اليوم!” أوضح فيه أننا نتساءل عن سر هذا الولع بالقتل والتنكيل بالبشر سواء عند بعض الجماعات الشاذة فكرياً كداعش أو عند بعض الأنظمة القمعية التي لا تحسب للانسان أو الانسانية أي اعتبار.. ويظن هؤلاء ان مثل هذه الممارسات جديدة علينا في حياتنا كمسلمين أو كعرب أو حتى على غيرنا من الامم والديانات.. لكن الحقيقة أنها ليست جديدة على الكل!! بل ظل بنو البشر يمارسون مثل هذه الجرائم على مر التاريخ.. وان كنا نستنكرها على أنفسنا دائماً على اعتبار نحن أفضل من غيرنا فكراً وديناً وخلقاً – أو هكذا ندعي دوماً – أو هذا هو المفروض في أذهاننا وعقائدنا!! الا ان الحقيقة غير ذلك.

وقال: “الحقيقة ان تاريخنا مليء بالمجازر والجرائم الجماعية وليست هي علينا بجديد!! مذابح الأرمن جزء من هذا التاريخ.. فقد تعرض الأرمن في الدولة العثمانية الى مجزرة كبيرة راح ضحيتها أكثر من مليون شخص إما بسبب القتل أو التهجير في الصحراء حيث مات أغلب هؤلاء إما من الجوع والعطش أو بسبب الضياع كما أعدم كثير من الأرمن ومثقفيهم.. كان هذا على عدة حقب في تاريخ الدولة العثمانية وكان أكبرها أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى عندما أتهم الأرمن في تركيا أنهم وقفوا مع الأرمن في روسيا ضد الدولة العثمانية.. حينها وبسبب هذه الاتهامات تمت ابادة قراهم بالكامل وتهجير مئات الآلاف منهم وقتل مئات آلاف أخرى.. والسبب الخفي لمثل هذه المذابح والمجازر هو اختلاف الدين والعرق فقط!!”.

وأشار السبتي الى فتوى للشيخ سليم البشرى شيخ الجامع الازهر التي صدرتوقتهابتحريم التعدي على المسيحيين القاطنين هناك أو ايذائهم.. “لكنه كالعادة لا صوت يعلو فوق صوت الغوغاء عندنا!! وكعادتنا أيضاً.. تركيا تنكر هذه المذابح أو تحاول تبرير بعضها.. وهناك مطالبات دولية بالاعتراف بها والاعتذار عنها!!كنت دائماً أقول: التاريخ لا يعيد نفسه بل نحن نعيد اخطاءنا فقط!! وهذا ما نفعله اليوم تماماً.. نحن نظن حازمين مستيقنين اننا كعرب ومسلمين أفضل من غيرنا وان الحق المطلق معنا وما سوانا الا باطل مطلق!! ثم تضيق بنا الدائرة. فنحن نعتقد ان بعض العرب أفضل من بعض وبعض المسلمين أفضل من بعض!! وهكذا تبدأ الدائرة بالضيق شيئاً فشيئاً.. ونخرج من «الافضلية» من يخالف فكرنا ومعتقدنا ومذهبنا وآراءنا حتى لا يبقى أحد في دائرة الحق أو الافضلية الا «أنا»!! نربي أنفسنا وأجيالنا على مثل هذا وعلى كراهية المخالف وعدم ايجاد أي عذر له.. هذه بذرة التخلف والكراهية والعنف.. نحن لا ننتبه لها حتى اذا صارت شجرة أثمرت ثماراً نتنة كريهة بدأنا نتساءل: كيف نبتت هذه الشجرة في مجتمعاتنا وكيف أثمرت مثل تلك الثمار!! وننسى أو نتناسى أننا من رعينا بذرتها!!”.

وتحدث الكاتب عن المجتمعات العربية التي تقبع على جمر الطائفية وتصطلي بنارها،والنقاشات الدينية التي باتت مضحكة الى حد البكاء من تفاهتها ونزول مستواها!! هذه النار قد تولع في أي مجتمع بسرعة البرق لتغدو حرب أهلية وما العراق أو لبنان أو غيرهما عنا ببعيد.. الاشكالية أننا كلنا نرى الخطر ونعرف أثره ودماره لكن.. لا أحد يريد ان يعترف بالسبب أو يحاول علاجه.. لان في داخل أعماقنا ايماناً راسخاً بالطائفية واحتكار الحق المطلق!!

وقال في النهاية: “مذابح الأرمن والفتك بهم ما هو الا مثال على هذه الثقافة القديمة في المنطقة ولدى شعوبها ومازال الأرمن يحييون ذكرى فاجعتهم ليذكروا البشرية بماضيها!!”.

Share This