لمحة تاريخية عن الآلات الموسيقية الأرمنية

يعود تاريخ استخدام الآلات الموسيقية الأرمنية التقليدية الى آلاف السنين، وعرفت في هضبة أرمينيا منذ غابر الأزمان.

وهناك أدلة كثيرة في الحفريات الأثرية على اكتشاف الآلات الموسيقية في أرمينيا وخارجها.

ومن أبرزها آلات العزف التي تثير الضجيج وآلات العزف الخاصة بالرنين. وتعد آلات العزف من العناصر الهامة التقليدية للموسيقى الأرمنية، وتشمل جميع أنواع آلات العزف: الوترية والنفخيةوالطبول التي استخدمت بشكل واسع في جميع جوانب الحياة الأرمنية الاجتماعية والعسكرية في هضبة أرمينيا.

وتعد آلات الضجيج والرنين في إطار مجموعة آلات الايقاع كفروع أخيرة من تلك الآلات لدى جميع شعوب العالمظهرت في فترة زمنية بعيدة من التاريخ البشري.

إن آلات العزف التي تم اكتشافها في أرمينيا هي عبارة عن شرانق برونزية يعود تاريخها إلى الألفين الثاني والأول قبل الميلاد. وقد تم إكتشاف آثار الآلات المماثلة أثناء الحفريات في مناطق لجاشين وميدزامور وكارمير بلور وفي مواقع أثرية قديمة أخرى.

كانت آلات العزف في أرمينيا ترتبط بطقوس العبادة، وتستعمل لإبعاد الشر بواسطة الصوت، وتم استخدامها في المعابد والهياكل الوثنية ومن قبل الكهنة أثناء المراسم في الكاتدرائيات الوثنية.

أثناء الحفريات في أرمينيا تم اكتشاف الكثير من الأجهزة الخزفية يعود تاريخها إلى الألفين الثاني والأول قبل الميلاد على شكل قمع، وشكل شبه دائري، من المحتمل أنها قامت بدور الدف في تلك الفترة.

لقد تم اكتشاف آلات موسيقية خاصة بالنفخ مثل المزمار والنايفي أرمينيا من القرنين التاسع والثامن ق. م. بطول 17 سنتمتراً. ويعد المزمار بأنواعه من أقدم آلات العزف لدى البشرية وأن إبداعه مرتبط بصورة مباشرة بالتفكير والوعي الموسيقي وظهور التصورات في هذا المجال. والمزمار هو أحد أقدم الآلات الموسيقية الأسطورية. ومن المثير للاهتمام العثور على مزمار ذو أربعة أبواق في منطقة شيراك بأرمينيا، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس ق. م.. كما تم إكتشاف مزامير في دفين وكارني في أرمينيا يعود تاريخها إلى الألف الثالث ق. م.

لقد تم إستخدام القيثارة أيضاً على نطاق واسع في هضبة أرمينيا، وتم اكتشاف نماذج منها أثناء الحفريات في إقليم كوتايك في كهف كاراشامب. وتعد القيثارة آلة العزف الوتري بواسطة الأصابع. وعرفت أيضاً لدى جميع الشعوب المتمدنة القديمة مثل المصريين واليونانيين والرومان وغيرهم.

لقد أثارت التماثيل الخزفية التي تم إكتشافها أثناء الحفريات في منطقة أرتاشات بأرمينيااهتماماً كبيراً، حيث تتسم بطابع الإبداع المحلي. فقد استخدم الأرمن القيثارةمنذ القدم. وهي آلة مشهورة بأنواعها المختلفة حيث يختلف عدد الأوتار في كثير من الأحيان. وهي منتشرة في ثقافة العالم القديم. والجدير ذكره وجود القيثارة في مملكة كيليكيا الأرمنية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر على شكل طاسة فضية.

لقد تطورت النهضة الأرمنية خلال فترة القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.

ومن الناحية الموسيقية، تم استخدام مختلف أنواع الآلات الموسيقية الوترية لدى الأرمن. وتعد أرمينيا إحدى أقدم المناطق التي انتشرت فيها الآلات الموسيقية الوترية السهمية. وتم اكتشاف صور أقدم تلك الآلات أثناء الحفريات في تفين، ومنها صورة الكمان، إحدى أكثر الآلات المحبوبة لدى شعوب الشرق التي تم العثور عليها على قطعة خزفية أثناء الحفريات في تفين. وفي الصورة نجد الكمان بين يدي أحد أشهر الزجالين الأرمن بثياب القرون الوسطى.

حسب المصادر المتوفرة فإن المجموعات الأساسية الثلاث للآلات الموسيقية، وهي آلات النفخ الهوائية، والآلات الوترية وآلات النقر استخدمت على نطاق واسع في الحياة الموسيقية للأرمن في العهد الوثني وكانت على درجة عالية من التطور.

Share This