اشتقتلك يا نور عيوني… يا حلب…بقلم ليون زكي

جميع مدن العالم لا تغنيني عنك، خريطةشوارعك تستهويني بالدوران حول ساحاتك وقلعتك الشامخة…لا بديل عنكأيتها الشهباء.

بت أرسم المسافات التي تفصلني عنك لأطوي حنيني إليك خلال سنتين من الاغتراب القسري، أضبط عقارب ساعتي على موعد مرتقب معك يخفف من لوعتي واشتياقي الدائم، فجر عودتي قريب إلى بيتي وأهلي وأصدقائي مهما بلغ صخب عناوين الأخبار وتعداد القذائف التي تغتال معالم ذكرياتي…
فقرار الرجوع إليك لا تطويه سياسات ومصالح الدول التي تشرعن معاركك المتواصلة وتغتال أحجارك البيضاء وأهلك الطيبين ومستقبل أجيالك…

أتوق لإعادة قراءة ما سطرته كتب المستشرقين والرحالة الأوربيين في القرون الغابرة عن مآثرك، يستوقفني ملياً ما ارتكبه وما اقترفه “الجهاديون” الأوربيون بحقك باسم الدين، لا بل باسم منافع سياسة مكيافيلي وحتى

لحسابات شخصية انخرط العربان في ركبها لإحراق كل ما تبقى من معالمك جليلة القدر، لكن الحلم والإرادة في قلوبنا أقوى من هجمات المغول والتتار والعثمانيون الجدد.

آن الأوان لأرد الصاع صاعين للغربة، لكل المدن والبلدان التي بحثت فيها خلال سنتين من الضياع عن موطن يليق بأحلامي، لا يستخف بي، لا يهمشني، لا يصفعني، يشدني للبقاء فيه… من دون جدوى.

أظل أتساءل عن سر قرار العودة إليك والدافع إليه من الأصدقاء وحب المشاركة في التغيير والبناء،
وكأني أتمسك بأي ذريعة أو قشة تنقذني من الغرق والخلاص مما أنا فيه.

العودة إليك غاية منتهاي، فأنت وطني الذي أحتمل استخفافه بي وتهميشه لطموحي… واستغلاله لنقاط ضعفي… ونهب بعضهم لأملاكي… لأنه الوطن الذي أركن فيه وتسكن روحي في جنباته، وأظل أردد كلمات من أغنية صباح فخري: “اشتقتلك يا نور عيوني…”. تنخفض وتيرة صوتي… وأشعر بإختناق… وأنا أكمل:”حتى نعيد الزمن الأول…”

نشر على موقع “تحت المجهر”

 

Share This