من الجمهورية الى العثمانية، ومن الكمالية الى الأردوغانية

نشر المحرر في الشؤون الدولية في جريدة “أزتاك” الأرمنية فاهرام إيميان مقالاً بعنوان “من الجمهورية الى العثمانية، ومن الكمالية الى الأردوغانية”، أشار فيه الى الاهتمام المتزايد في تركيا بالماضي العثماني في الفن والأدب واللغة والموسيقى، وعدد الباحثين المتزايد الذين يحصلون على منح بهذا الصدد.

ويوضح أن الماضي العثماني في تركيا يحظى بشعبية كبيرة، ويتجسد في الأفلام التي تعرض على الأقنية التلفزيونية.

زد على ذلك كسر رجب طيب أردوغان الأعراف الكمالية في الماضي، والامتناع عن العيش في قصر تشانكايا، وبناء مقر جديد في أك ساراي (القصر الأبيض).

وبهذا يكون قد تهرب من القصر الذي سلب من الأرمن. وهناك مؤشرات على ضعف الكمالية في تركيا مثل عدم معاقبة مسؤولين عن تشويه صورة أتاتورك خلال برنامج تلفزيوني.

ويرى فاهرام إيميان أن أردوغان يتخذ خطوات إضافية للفصل عن الماضي الكمالي، حيث اتخذ مؤخراً قرارات لفرض اللغة العثمانية في المدارس الدينية، وتكون اختيارية في المدارس الثانوية.فأردوغان لا يخفي هدفه في إعادة إحياء الماضي العثماني.

ومن جهة أخرى اقترح المجلس التربوي الوطني في تركيا تعليم الأطفال بين 3-6 أعوام دروساً عن دخول الجنة والنار من أجل الله، ما يفضي الى استعدادات الحزب الحاكم في تهيئة الجيل المستقبلي، وبالتوازي حذف مواد عن حقوق الانسان والديموقراطية والمدنية، وإعادة النظر في الثورة الأتاتوركية.

وسيتم المصادقة على هذه الاقتراحات من قبل وزارة التربية، ما يفسر تصريح أردوغان: “سيتم تدريس اللغة العثمانية في هذا البلد شاءوا أم أبوا”.

يؤكد إيميان أن ما يبحث عنه أردوغان هو أكثر من ذلك، إنه استبدال الكمالية بالعثمانية الجديدة، وتأمين استمرارية سلطة حزب العدالة والتنمية، أي اضمحلال مبدأ تغيير السلطة، وعبادة شخص أردوغان بدل أتاتورك.

ويرى إيميان أنه بنتيجة لذلك، ستغلق أبواب الاتحاد الأوروبي أمام تركيا نهائياً،بعدالفشل في سياسة (صفر مشاكل مع الجوار)، والتحول الى (صفر أصدقاء)،مضيفاً أن مصير تركيا هو الانعزال على كافة الأصعدة.

Share This