دير كيغارت التاريخي يخطف أنظار الزائرين في أرمينيا

كيغارت (أرمينيا) ـ من أولف ماودير – لايكاد الزائر يري دير كيغارت الذي يعود للعصور الوسطى في إقليم كوتايك بأرمينيا كونه منحوتا في الجبل المجاور وتحيط به الصخور.
وقد تم تسجيل الدير كموقع للتراث العالمي في منظمة اليونسكو في عام 2000، ورغم وجود الدير في موضعه منذ ما قبل القرن الرابع الميلادي فإن الكاتدرائية الرئيسية شيدت عام 1215 .

ويستغرق الامر من العين ثوان معدودات حتى تتعود على الظلام داخل الكاتدرائية والتي تضاء بشعاع من الضوء يتسلل من فتحة في أعلى قبة الكاتدرائية.

ويضرب الزوار الكبريت بالحوائط الرمادية والتي يشكل جزء منها الواجهة الصخرية، لإشعال الشموع المصنوعة من شمع العسل ولكنهم يفشلون في إضاءة هذه المساحة المظلمة الخالية من أي أثر مقدس أو تماثيل أو مقاعد أو صور.

ويفاخر الأرمينيون مرة أخرى بتراثهم الديني بعد طمسه لعشرات السنين عندما كانت البلاد جزءا من الإتحاد السوفيتي.

وقبل أكثر من 1700 عاما مضت، أصبحت أرمينيا أول دولة تعلن المسيحية كدين رسمي وآثار هذا التقليد القديم لا تزال مرئية في منطقة جنوب القوقاز.

إلا أن هذه الجمهورية السوفيتية السابقة تقدم المزيد بما في ذلك السلاسل الجبلية الضخمة والأنهار سريعة التدفق والمطبخ الممتاز.

وكانت كيغارتفي البداية تعرف بأنها أريفانك (دير منحوت) ولكن أسمها تحول إلى كيغارت وتعني “رمح” باللغة الأرمينية.

وترجع هذه التسمية إلى الرمح المقدس الذي أستخدمه جندي روماني ليطعن جنب السيد المسيح وهو معلق على الصليب وفقا لرواية أنجيل يوحنا عن صلب المسيح.

وتثور مزاعم حول احضار تاديوس وهو أحد تلاميذ المسيح القديس جودي الرمح الى ارمينيا، وأحتفظ به في كيغارتلفترة طويلة قبل أن ينتقل إلى متحف كاتدرائية إيشميازين.

وتشير المرشدة السياحية نيللي بيليبوسيان إلى أن الحوائط الداخلية للكنيسة الرئيسية بها الكثير من النقوش تسجل التبرعات.

كما أن هناك أيضا الكثير من الحفريات الدقيقة من بينها صورة لأشجار رمان معلق من فروعها على طبلة. وحول القبة توجد نقوش بارزة تفصيلية توضح طيورا وأقنعة بشرية ورؤوس حيوانات والعديد من الورود والأباريق.

وتبلغ مساحة أرمينيا نحو 30 ألف كيلومتر مربع تقريبا وهي تعادل مساحة بلجيكا وهي دولة مسيحية محاطة بجيران مسلمين.

وتاريخيا، قامت الحروب على أساس ديني ولا تزال نتائجها تحدث صداها في المنطقة حتى يومنا هذا وخاصة بالنسبة للعلاقات مع أذربيجان وتركيا حيث لا تزال الحدود مع هاتين الدولتين مغلقة.

ورغم هذه العوائق، فإن شعب أرمينيا البالغ 3 ملايين مواطن لا يزال لديه الأمل في زيادة العائد من السياحة.

ويوضح خبير السياحة آرايك فاردانيان من غرفة التجارة الأرمينية “علينا أن نفعل شيئا ما بشأن تكلفة رحلات الطيران. فهي مكلفة للغاية بالنسبة للكثير من المسافرين القادمين من الغرب”.

وفي حين أن أرمينيا مشهورة بحسن الضيافة فإن هذا لا يكفي. وفي الوقت الحالي فإن المواقع الدينية في البلاد تجتذب معظم الزوار كبار السن الذين يقومون برحلات يومية بطول 40 كيلومترا إلى كيغارتمن العاصمة يريفان.

هناك أيضا طريق لجولات المشي من كيغارتيليه ممشى بطول خمسة كيلومترات عبر ممر ضيق إلى جارني المشهورة بمبنى حصنها الذي به معبد جارني الذي يعود للقرن الأول.

وممر جارني في الوقت نفسه به أعمدة من البازالت المصانة بشكل جيد نحتها نهر جوغت ويشار إليها بوصف “سيمفونية الأحجار”.(د ب ا)

http://www.alqudsnewspaper.com/

Share This