ليون زكي: كلنا هرانت دينك… كلنا أرمن

ثمّن رجل الأعمال ليون زكي، رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني وعضو مكتب اتحاد غرف التجارة السورية، مواقف الصحافي التركي من أصول أرمينية هرانت دينك (٥٢ عاماً) المناهضة للحكومة التركية الرافضة للاعتراف بالإبادة الأرمنية والتي تسببت بمقتله بتواطؤ من الأمن التركي ومن دون تقديم الجناة للعدالة.

وقال زكي بمناسبة مرور الذكرى السابعة لاغتيال دينك في ١٩ الشهر الجاري وفي حديث نشره موقع “تحت المجهر” العربي الأمريكي أن هتاف “كلنا هرانت دينك، كلنا أرمن” الذي يصدح به المتظاهرون كل عام بالمناسبة في ساحة تقسيم باسطنبول “غدا شعاراً يتردد في كل مناسبة احتجاج على سياسة تكميم أفواه الإعلام والإصرار على إنكار الإبادة الأرمنية التي عدّ بعضهم دينك ضحيتها الذي يحمل الرقم ١٫٥٠٠٫٠٠١ على اعتباره من أهم الصحافيين المطالبين بالاعتراف بالمجزرة والمدافعين عن حقوق الأرمن”.

ولفت زكي إلى أن حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوف الإعلاميين الأتراك، الذين تدعي حكومة “العدالة والتنمية” أنهم موالون للداعية الإسلامي فتح الله غولن “خلفت انتقادات قوية من الحكومات الأوربية وتداعيات كثيرة سلبية على سمعة الحكومة التركية التي رد رئيس حكومتها أحمد داوود أوغلو عليها بأن تركيا قد تدير ظهرها للانضمام للاتحاد الأوربي بعد أن لهثت وراء إرضائه لعقود”.!.

وشدد على أن الحضور الأرمني في تركيا “لا زال يشكل كابوساً على صدر الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه وحكومته، ولا زالت قضية هرانت دينك تتردد في كل محفل إعلامي داخلي وخارجي للتدليل على تواطؤ السلطات التركية والتستر على عملية اغتياله وعدم قبولها أي رأي يخالف عنادها والصيرورة التاريخية عن الإبادة الأرمنية التي نقف على أبواب إحياء ذكراها المئوية”.

وأشار رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني إلى أن الحكومة التركية وللتخفيف من الضغوطات التي مورست عليها بشأن الحريات الإعلامية والإعلاميين وفي مقدمتهم هرانت دينك دفعت برئيس حكومتها أحمد داوود أوغلو إلى تعيين الكاتب والصحفي الأرمني أتيان مهتشوبيان، والذي يعمل رئيساً لتحرير جريدة آغوي الأرمنية، رئيساً لمستشاريه في تشرين الأول الماضي على اعتباره معادياً بمواقفه المعلنة لجماعة غولن المطلوب من أردوغان.

وأبدى ليون زكي اعتقاده بأن معظم المتابعين للشأن التركي يجزمون بأن تعيين مهتشوبيان “محاولة لذر الرماد في العيون وللتغطية على قضية زميله وصديقه دينك وأن إسناده مسؤولاً عن فترة المصالحة الوطنية والمسألة الأرمنية لن يغير في واقع الأمر من شيء فالاضطهاد ما زال في أوجه وإنكار الإبادة، التي حظيت باعتراف دولي منقطع النظير، سيد الموقف لدى الحكومة الحالية التي تسير على خطى الحكومات التي سبقتها”.

وأكد زكي بأن هرانت دينك كشف خلال ممارساته وإدارته لصحيفته “عن النفاق التركي وحقيقة همجيته ضد الأقليات والأرمن بشكل خاص فكان صوت المعارضة الديموقراطية وحقوق الإنسان والمدقق بالرواية الرسمية للإبادة فكان جزاؤه الحبس المتكرر والتصفية في نهاية المطاف رداً على كل من يتجرأ على مخالفة المحرمات التركية والمطالبة بحرية التعبير في دولة تدعي ممارسة الديموقراطية وتحاسب حكام المنطقة الديكتاتوريين”!.

وختم حديثه بالقول: “سلاماً إلى روحك الطيبة الطاهرة هرانت دينك، فأنت تمثلنا جميعاً… كلنا هرانت دينك، وكلنا أرمن”.

وكانت قضية اغتيال هرانت دينك في إسطنبول أمام مقر أسبوعية “أغوس” التي أسسها عام ١٩٩٦ بالتركية والأرمنية، هزت الرأي العام التركي والعالمي لأن قوى الأمن كانت على دراية مسبقة بمخطط الجريمة على يد شاب قومي اعترف بالجريمة أمام المحكمة التي برأت ١٨من المتهمين الآخرين.

ملخص مقال نشر على موقع “تحت المجهر”

Share This