في حديث مع “أزتاك” الأرمنية رئيس اتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط جاك صراف يؤكد على إيمانه وانتمائه للبنان ويتحدث عن العلاقات الاقتصادية مع أرمينيا

بمناسبة انتخابه رئيساً لاتحاد رجال أعمال المتوسط أجرت جريدة “أزتاك” الأرمنية حواراً مع القنصل الفخري لروسيا في لبنان، وعضو المجلس الاقتصادي اللبناني ورئيس مجلس رجال الاعمال اللبناني – الروسي جاك صراف، لتسليط الأضواء على نشاطات رجل الأعمال الكبير، والعلاقات مع الصناعيين اللبنانيين الأرمن، وكذلك المشاريع المستقبلية لاتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط.

وأوضح جاك صراف الزعيم المليء بالتفاؤل والذي انتخب مؤخراً رئيساً لاتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط، أنه انتخب لهذا المنصب للمرة الثالثة حيث انتخب أول مرة لدورة 2007-2009.

وذكر صراف أن اتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط يضم 14 دولة، وهي: مصر والسلطة الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا وقبرص وتركيا ومالطا والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا، مشيراً الى أن الاتحاد لديه شركاء، وهم: اليونان والبرتغال وفرنسا واسبانيا وإيطاليا، ترتبط بتعاون فيما بينها لتسهم في ازدهار كافة البلاد. ويتم التعاون من خلال اتفاق الشراكة الأوروبية الذي وقعت عليه لبنان عام 2003.

أما فيما يخص مشاريع الاتحاد فأكد جاك صراف أن أول فعالية ستقام في 15 كانون الثاني بزيارة وفد من الاتحاد الى بروكسل لإجراء لقاءات مع رئيس الاتحاد الأوروبي ورئيس اتحاد رجال الأعمال الأوروبيين.

وقال: “سيتم مناقشة إمكانيات مشاركة مشتركة بين اتحادات رجال الأعمال للدول الأوروبية والبحر المتوسط، ودراسة الخدمات التي ستقدم للشراكة الأوروبية”.

وأوضح صراف أن النشاط الثاني سيقام في شهر آذار، من خلال زيارة الى إيطاليا ولقاء اتحاد الصناعيين في إيطاليا من أجل إقامة شراكة معهم. وفي ضوء هذا النشاط يمكن لرجال الأعمال المصريين واللبنانيين أو من أي دولة التوجه الى ايطاليا والعمل هناك.

كما أكد أنه هناك زيارة مرتقبة الى ألمانيا، ستضم لقاءات وتبادل خبرات وتعاون مشترك. حيث سيكون بالإمكان خلق تعاون مشترك بين الأسواق الأوروبية والبحر المتوسط.

وأضاف صراف أنه هناك تعاون كامل وتنسيق للأعمال بينه وبين رئيس غرفة الزراعة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير.

مضيفاً أنه من المحتمل تنفيذ مشروع تبادل للغذائيات بين لبنان وروسيا. وذكر أنه التقى سفير أرمينيا في لبنان أشود كوتشاريان وناقش أفق تطوير العلاقات التجارية بين بيروت ويريفان.

وحول موقف المجالس الاقتصادية في لبنان من زيادة أجور المعلمين والموظفين الحكوميين، أوضح صراف أن الزيادة مرتفعة وتم تخفيضها، وأنهم ملتزمون برأيهم بأن الزيادات يجب أن تنفذ خلال الأعوام 2012-2015 ما تم تطبيقه فعلياً، نظراً لعدم المصادقة على ذلك. ووفق الحقيقة الآنفة الذكر، يعتقدون بأنه من ناحية المصادقة على الأجور استكملت انتقاداتهم، لذلك نجحوا بسبب التأجيل.

وفي إشارة الى تجربته في مجال الصناعة قال جاك صراف إن اتحاد الصناعيين أطلق عام 1993 شعار “المنتج اللبناني” الذي يفرض نفسه اليوم، وتحول الى فخر بالنسبة للبنانيين. ولكن يبقى السؤال إن كانت الدولة اللبنانية تؤمن بإنجازات مجال الصناعة ورجال الأعمال والقطاع الخاص في البلد، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال: “مازال الموظف الحكومي اللبناني لا يملك ثقافة تقدير لدور رجال الأعمال، والمسافة بعيدة بين الحكومة والقطاع الخاص”. مشيراً الى أهمية العمل بعيداً عن الطائفية ودفع الاقتصاد اللبناني. وأوضح: “نحن نستهلك بحقيقة أن السني يقوم بتوظيف موظفين من السنة، والشيعي من الشيعة، والأرثوذكسي من الأرثوذكس، والكاثوليكي من الكاثوليك، وهكذا. ولهذا السبب لا يعيش لبنان تطوراً اقتصادياً كبيراً . فيجب أن يعمل اللبناني كلبناني، ويحل مشاكل البلد”.

فيما يخص المشاريع التنموية الاقتصادية في لبنان، أشار صراف الى أنه ينبغي اعتبار لبنان ضمن الإطار الإقليمي، وأوضاع البلاد المجاورة، بالاضافة الى الأوضاع الداخلية، وعدم الاستقرار، ومقاطعة الدول العربية للبنان اقتصادياً منذ عام 2011، مستدركاً أن لبنان ليست جزيرة بل بلد يتأثر بما حوله.

وقال: ” أمام ضغط القضايا المتراكمة والتي تهدد اقتصاد لبنان نرى أن كل شخص يعيش لوحده ويحاول النجاة. ولكي نخرج من كل هذا يحتاج لبنان الى الهدوء، وإن لم يعم السلام والهدوء والاستقرار في عام 2015 فينبغي أن نتوجه الى الدول التي يسودها الهدوء والسلام. وتعد الدول الافريقية من ضمن تلك الفئة، وليس لديها مشاكل سياسية وتجارية، ماعدا بعض الدول التي تعاني من وباء الايبولا. مع العلم أنه يعيش عدد كبير من اللبنانيين في تلك الدول الأفريقية، ويمكن أن يتحولوا الى جاليات، ومن الممكن التعاون معهم، للاستثمار والتصدير والاستيراد، وإقامة العلاقات الاستراتيجية بين رجال الأعمال المتواجدين في البلاد”.

وأكد أنه من المبكر الحديث عن الازدهار الاقتصادي في لبنان لأن الهدف الأساسي هو توفير الاستقرار في الاقتصاد.

أما فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية مع جمهورية أرمينيا أكد جاك صراف أنه كان أول رجل أعمال قام بزيارة الى أرمينيا عام 1999 ضمن وفد رسمي مع أعضاء اتحاد الصناعيين، وشارك في معرض صناعي أقيم في مجلس الوزراء. وتم التوقيع على اتفاقية تعاون بين اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال في أرمينيا.

وقال: “أنا مقتنع بأن ما يدعم لبنان هو علاقاته الدولية، وينبغي القول بأن الاتفاقيات الموقعة بين لبنان وأرمينيا أسهمت في تصدير واستيراد منتجات البلدين بشكل متبادل. وحينها لم يكن هناك وجود للمصارف في أرمينيا، ولا ساحات للاستثمار، لكن هناك رجال أعمال لبنانيين لديهم أعمالهم الصناعية في أرمينيا، ويتمتعون بالجنسية الأرمينية. لذلك، يمكن القول إنه هناك علاقات بين لبنان وأرمينيا لكن لا تفعّل كما يجب”.

وحول الصناعيية الأرمن، أوضح صراف أن الصناعي الأرمني يأتي من عائلة لها باع طويل في أنواع معينة من الصناعة، وهم متقنون في مهنهم.

وقال: “الأرمن دائماً منتجون، ويفكرون بالصناعة وتحقيق الإنجازات في المهن، ولا نجد هذه الخصوصية لدى الآخرين. إن قوة الأرمن تكمن في أنهم يبدعون الجميل من أعماق أرواحهم الفاعلة. وهناك مناطق صناعية أقيمت بأيدي أرمنية. فهناك رجل الأعمال اللبناني الأرمني كربيس ماركاريان الذي يعمل في مكلس، وأسهم في ازدهار مجال الصناعة في لبنان، وأسهم كثيراً في أعمال اتحاد الصناعيين. وكذلك ناظاريت صابونجيان وهو عضو اتحاد الصناعيين منذ حوالي 22 عام، ويسهم في ازدهار لبنان”.

وأردف صراف أن من خصائص اللبنانيين الأرمن أيضاً أنهم يحبون الأرمن ويدعمونهم، “رغم الخلافات بين الأحزاب الأرمني، إلا أنهم متحابون في مجال الصناعة، وهذا الأمر غير موجود في مجتمعاتنا”.

تطرق صراف الى منصبه كرئيس اتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط، وأكد أنه نجح في ذلك بفضل دعم رجال الأعمال اللبنانيين الأرمن. وقال: “لقد تعاونت عام 1992 مع ناظو صابونجيان، في اطار انتخاب رئيس اتحاد الصناعيين، فقد كان ناظو يدير الحملة الانتخابية”.

أشار رئيس شركة “فارمالاين” أيضاً أن أول زميل له في مجال الشركة كان رئيس بلدية برج حمود السابق تسولاك توتيليان، وقال: “أؤمن بأن الأرمن ينتمون الى لبنان ويعملون بكل إخلاص وتفاني في لبنان. وحين نتحدث عن الأرمن في لبنان، نتعامل معه كأرمني، وليس كأرثوذكسي أو كاثوليكي أو أنجيلي. من الخصائص التي يتمتع بها الأرمن هي أنهم يشعرون بالانتماء ويتمسكون بهويتهم”.

ويتذكر من أيام اتحاد الصناعيين أن الأرمن تركوا انطباعاً لديه بحبهم لوطنه، ووعيهم الوطني. وقال: “في عام 1988 عندما ضرب الزلزال أرمينيا، تحدث إلي أحد الصناعيين الأرمن لمساعدة أرمينيا، نظراً لعلاقاتي مع روسيا. في حينه، توجهنا الى رجال الأعمال اللبنانيين الأرمن ووفرنا كل الدعم والمساعدة. وأرسلنا مع تسولاك توتيليان مساعدات طبية من أدوية وغيرها من المواد الى أرمينيا”.

وفي هذا الصدد، ما زال يحتفظ صراف بالميدالية وكتاب الشكر الذي منحته إياه السلطات في أرمينيا عام 1988، وقال: “هذه الميدالية تعني لي الكثير.. فكما يتمسك الأرمني بهويته الأرمنية، ويؤمن بانتمائه، أنا أيضاً أتمسك بهويتي اللبنانية، وانتمائي، وأؤمن بلبنان، وجمال العيش فيها”.

Share This