“شارلي ايبدو” وبهلوانية أنقرة

نشرت صحيفة “أزتاك” الأرمنية في لبنان افتتاحية بعنوان (“شارلي ايبدو” وبهلوانية أنقرة) أشار فيهارئيس التحرير شاهان كانداهاريان الى تزايد التحليلات والنقاشات المسيّسة لإبداء القلق عن التصعيد الإرهابي، وأنه بات من الواضح أن الكرة الأرضية خرجت عن خطوطها الأمنية، مضيفاً أن الرسالة الواضحة هي أن الدولة الإسلامية قد خرجت من الشرق الأوسط، من خلال المجموعات المتطرفة المختلفة التي تعمل بشكل همجي من أجل “الدين”. إلا أن الهمجية ذاتها في أماكن أخرى لم تحظىبتلك الموجات من الردود والإدانات.

وتطرق كانداهاريان الى عملية نشوء وتطور تلك المجموعات المدعومة على مستوى حكومي، وظاهرة الدعم العسكري والتمويل المادي. وقال: “يبدو أن الوقت حان للإدراك بأن تلك الحركات التي كانتأدوات تخدم سياسة إعادة رسم الحدود في الشرق الأوسط، قد خرجت عن السيطرة،وباتت تواجه مبتكري تلك الأدوات. وهذا يتطلب المعرفة التامة بالأمور، والدوافع السياسية لما يحصل، لكن الواضح أن رد فعل العنصر التركي يفتح الباب للكثير من المتناقضات ويخلق تساؤلات كبيرة”.

وأشار شاهان كانداهاريان الى أن ظهور رئيس وزراء تركيا ضمن تظاهرة التضامن والإدانة التي شهدتها باريسالبارحة حمل مقدمة، مفادها أن تصريحات أنقرة عن إدانتها للإرهاب، واستعدادها للمشاركة في عمليات مكافحة الارهاب كانت تمهّد طريق داوود أوغلو الى باريس.

ويسلط كانداهاريان الضوء على النقاط الأساسية في تصريحات داوود أوغلو، وهي:

-أن أنقرة اتخذت موقفاً واضحاً من الإرهاب، والعديد من مواطني تركيا راحوا ضحايا للإرهاب،

-وأن الإرهاب هو جريمة ضد الإنسانية، ولا يحمل صبغة دينية،

-وكذلك عن التعاون الوثيق بين الاستخبارات التركية والفرنسية بهدف الكشف عن الإرهابيين.

ويؤكد كانداهاريان أن الأكثر استفزازاً من وجهة النظر الأرمنية هو تصريح المسؤول التركي عن الجريمة ضد الإنسانية، لكن هذا لن يحفز الرأي العام الدولي بقدر تقييم أنقرة الحالي حيال ظاهرة الإرهاب الدولي التي انتشرت باسم المتطرفين الإسلاميين.

ويقول:” إن هذه العناصر المتواجدة في مراكز مختلفة من العالم حتى الآن، والتي تهدد الأمن، لا تشكل تهديداًللمجموعات المتواجدة على الأراضي التركية، والتي تتسلح وتعبر حدود تركيا باتجاه سوريا والعراق بكل سهولة، فهي الأفرع الأوروبية وقد باتت هدفاً لانتقادات داوود أوغلو. وبعد، ومن وجهة النظر الأرمنية، لن نؤجج من جديد تفجير كنيسة الأرمن في دير الزور على يد العناصر ذاتها التي تسللت من تركيا. فقد كانت دير الزور مؤهلة لتكون الشاهد الحي أمام الإنسانية على القتل الجماعي، وعلى أكبر جريمة غير إنسانية، وأكبر من “شارل إيبدو” ولا تقارن بها”.

ويخلص كانداهاريان الى أنه رغم أن فرنسالم تبدحماساً كبيراً أمام نشاط تركيا، فلا شك بأن ممثل أنقرة، الذي يعمل على حل مشاكله في هذه المعمعة، لن يوفر جهداً في إفشال تحقيق وعد باريس الرسمي، ويعني بذلك تجريم إنكار إبادة الأرمن في فرنسا.

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This