مطران الأرمن الكاثوليك في مصر لـ/إم سي إن/: أردوغان هدد الصحفيين الأتراك بعدم الحديث عن مذابح الأرمن


القاهرة في 14 يناير /إم سي إن/ من إيرين موسى

أدان المطران كريكور أوغسطينوس، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك بمصر، “استهداف كاتدرائية أم المعونات بحلب في سوريا مؤخرا، والتي تم استهدافها بالقذائف عدة مرات، مساء 9 يناير الجاري”، وذلك في حديث هام أدلى به لوكالة أنباء مسيحيي الشرق الأوسط.
وأضاف لـ/إم سي إن/، أنها “كنيسة قديمة يرجع تاريخها لأكثر من ثلثمائة عام، ومع ذلك، تم الهجوم عليها من قِبل الإرهابيين”، لافتا أن “الأخبار المحلية والعالمية تواردت بأن الأرهابيين الذين قاموا بهذه العملية الشنيعة موجهون من طرف الأتراك؛ لأن تركيا منذ مئة عام وهي تريد أن تضم مدينة حلب إليها، وخاصة المناطق الأرمينية”، مشيرا أن “سبب الهجوم على الأرمن في حلب هو إخراجُهم من متاجرهم، وأماكن الصناعات التي يعملون بها، مثل أعمال الصياغة بأنواعها، والميكانيكا، والجلود، والصوف، والهندسة بأشكالها؛ ولهذه الأسباب يسعى أردوغان لاستهداف الأرمن”.

وأوضح أنه “مع بداية العام الحالي، هدَّد أردوغان الصحفيين والكتاب ومسؤولي دور النشر في تركيا، بعدم التحدث عن القضية الأرمينية، والمجازر والإبادة التي حدثت عام 1915، وإلا ستتعرض إلى الإغلاق، وبالفعل حدث ذلك مع البعض”، مضيفا أنه “بعد إعلان الفاتيكان عن الاحتفال بمئوية مذابح الأرمن بإقامة قداس في بازاليك القديس بطرس، هدَّدت تركيا بعض الدول التي ستحضر الاحتفال بقطع العلاقات الدبلوماسية معها”.

وعن دعوة البابا تواضروس الثاني للمشاركة في الاحتفالات المئوية لمذابح الأرمن بأرمينيا، أكَّد المطران كريكور أن “البابا تواضروس أبدى رغبته في زيارة أرمينيا، خاصة في هذه المناسبة، كذلك أبدى استعداده للمشاركة مع الجالية الأرمينية في مصر بالاحتفالات بالمئوية”.
وتابع: “سبق وأن تم استهداف كنائس أخرى في سوريا، مثل كاتدرائية الروم الكاثوليك قبل عام تقريبا، ومارإلياس للموارنة، وكاتدرائية الروم الأرثوذكس، كما تم استهداف كنيسة الأرمن الأرثوذكس، بالإضافة إلى استهداف بعض الكنائس في مدينة حمص عمدا، وخاصة كنيسة السريان الأرثوذكس التي فيها يُحفظ زُنار العذراء، ومعروفة باسم كنيسة أم الزنار، وبدمشق حاولوا قذف كنيسة القديس بولس في حي باب توما، ولكنهم لم يستطِعوا”.

أما عن المخيمات واللاجئين الذين طردوا من بيوتهم في سوريا، قال “طلبنا على الصعيد الدولي والمحلي مد المساعدات المادية لهم؛ لأنهم لم يُحرموا من بيوتهم فقط، وإنما حُرموا من دفىء الأعياد والألفة العائلية، والآن التحفوا السماء، وأصبحوا تحت رحمة الأمطار الغزيرة والبرد القارس، بدون أية وسائل تعطيهم دفىء الخيم؛ لذلك نرى يوميا كثيرا من الأطفال يموتون من شدة البرد القارس، إلى جانب عدم وصول الأغذية إليهم؛ بسبب الطرقات المقفلة بالثلوج”.
وفى نهاية حديثه للوكالة، المطران كريكور: “أتمنى، وبعد ما حدث من إرهاب أخير في فرنسا، أن تفتح البلاد الأوروبية والأمريكية أعينها، وتبذل قصارى جهدها في محاربة الإرهاب بكل أنواعه”، وطالب أوروبا وأمريكا “بالعودة إلى جذورهم المسيحية، والعمل على نشر المحبة والسلام في العالم”.

كما طلب من بلاد الشرق الأوسط “التقارب والتضامن وإعطاء مثال صالح للتعايش المشترك، وكل هذا لتأكد هذه البلاد بأنها مهد الديانات السماوية، وتقع عليها مسؤولية نشر السلام الذي دعا إليه الأنبياء”.

Share This