رفات ورسم فعلي للحدود

أوضح رئيس التحرير شاهان كانداهاريان في سياق مقال نشرته صحيفة “أزتاك” الأرمنية بأن عملية شاه فرات العسكرية التي نفذتها أنقرة تكشف عدد من الظواهر، وخاصة من ناحية تسهيل العملية العسكرية. مشيراً الى أن أنقرة قد نفذت العملية بالاتفاق مع الأطراف المعنية، ويعني بها تنظيم داعش الذي يبسط سيادته على الموقع، والقوى الكردية التي تتمركز في مناطق مجاورة، وأخيراً دمشق الرسميةالتي يقع الموقع خارج سيادة قوات جيشها.

وبحسب كانداهاريان فإن هدف العملية ليس فقط نقل رفات جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية، بل إجلاء 40 جندياً يحرسون الضريح يتمثلون كأسرى، وأن أنقرة أبلغت القنصلية السورية بخطواتها قبل العملية، لكن هذه الشكلية لاتعني شيئاً.

فهذه العملية العسكرية المباشرة تعد انتهاكاً سافراً للاتفاقات الدولية، لذلك إبلاغ القنصلية السورية هو أمر شكلي بحت.

ويعتبر كانداهاريان أن عدم إشراك القوى الكردية في هذه القضية يحمل تفسيراً آخراً من الناحية العسكرية السياسية، مشيراً الى وجودما يشبه رسماًفعلياً للحدود بين الدولة الإسلامية والمناطق الكردية، وفي حال تخطي الخطوط الحمراء تتصعد الاشتباكات.

إن تطور الأحداث ينبئ بأن هذا الموقع يقع في هذه المرحلة تحت سيطرة الدولة الإسلامية بشكل فعلي.وهذا التفسير هو الذي أقلق المعارضة التركية، والتي ترى في عملية نقل الرفات تراجعاً عن اعتبار موقع الضريح تركياً. فالقوميين الأتراكيرون في نقل الرفات عملية توازي خسارة الأراضي.

وأكد كانداهاريان أن التصريح بإعادة دفن الرفات فيبلدة “أشمة”التي تعد موقعاً تركياًآخر في سوريالهو دليل إضافي بأن موقع الضريح السابق خرج عن مخططات أنقرة.

ويرى كانداهاريان أنه بهذا يتكوّن انطباع بأنه هناك اتفاق صامت بين الأطراف، فموقع الضريح يدخل ضمن حدود الدولة الإسلامية،والأتراك يعتبرون موقع أشمةأرضاً تركية. ويقول: “إن كانت الإنجازات تتحقق من جهة خارج سيطرة القوات الحكومية السورية، ومن جهة أخرى بإثباتالقوات الكردية كقوى مراقبة، فهي تتحقق أمام المجتمع الدولي بالتعاون العسكري السياسي بين داعش وأنقرة حصراً”،معتبراً أن العدوان الذي ضم قوة عسكرية قوامها أكثر من 572 جندي و 57 مركبة مدرعة و39 مصفحة فتشكل أدوات للتجميل.وأن “هذه العملية التي جرت بسرعة البرق هي عدوان لأراضي الدولة الإسلامية، دعم مسلحوها تنفيذها ونجاحها”.

Share This