هاكوب بقرادونيان لـ”البناء” اللبنانية: “تركيا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة”

أكدالأمين العام لحزب الطاشناق في لبنان هاكوب بقرادونيان في حوار أجرته صحيفة “البناء” اللبنانية معه على ضرورة الانتخابات الرئاسية، وأن رئيس الجمهورية يجب أن يكون رئيساً قوياً يمثل المسيحيين في لبنان والذي بدوره يكون مصدر قوة للوجود المسيحي في هذا المشرق.

وجاء الحوار الذي أجرته هتاف دهام تحت عنوان ” بقرادونيان الثائر ضد الظلم: متطرف للثوابت الوطنية”.وأن بقرادونيان الذي يزخر مكتبه باللوحات الفنية الراقية، وبالصور التي تظهر الاجرام التركي أسف «أن بعض العرب كانوا يعتقدون ولا يزالون «ان الدولة العثمانية حليفتهم، ويراهنون عليها كرمز للاعتدال السني في المنطقة، في حين أنها برهنت أنها الداعم الاساسي للتطرف والتكفير من ليبيا إلى سورية ومصر». ويبدي بقرادونيان اهتماماً كبيراً بالأرمن في المشرق، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به سورية والعراق.

وأشارت البناء الى أن بقرادونيان أولىأهمية لدور الشباب، ورأى أن من ايجابيات هذه اللجنة أنها تشكلت من هذا الجيل الذي أعيد انتخاب بعض منه من اللجنة السابقة، والبعض الآخر من اللجان التي سبقت، ضافة إلى بعض الشباب الجدد.

كما أكد النائب الأرمني أن الأمين العام لا يتمتع بالافضلية في القرارات عن الأعضاء. صوته يتساوى مع أصوات أعضاء الهيئة، فالامين العام هو بحسب أدبيات «الطاشناق» «حافظ النظام»، أي الذي يحافظ على تطبيق مقررات المؤتمر العام المرجعية الأساسية.

وذكرت الصحيفة أن بقرادونيان ينكباليوم على درس مقررات المؤتمر العام وإقرار السبل لتطبيقها ووضع رؤية عمل لخريطة الطريق للسنتين المقبلتين لإعادة تجديد العمل السياسي والعمل الحزبي.

وقالت الصحيفة: “مسيرته مسيرة طبيعية في العمل داخل «الطاشناق». بنى علاقات مع كل الاطراف السياسية من 8 و14 آذار والوسطيين. أثبت أنه شخص معتدل في العمل السياسي وفي الوقت نفسه متطرف في الحفاظ على الثوابت الوطنية التي برأيه لا تحددها اللقاءات مع البعثات الدبلوماسية أو الزيارات السياسية إنما الأوقات الصعبة والمواقف المصيرية. بحسب آراء بعض الذين يتعاطون الشأن الارمني والشأن السياسي، فإن بقرادونيان شخصية مخضرمة دخل المعترك السياسي في الثمانينات وبنى علاقات وثيقة مع مختلف الأطراف اللبنانية، وهذا ما يفسر أجواء القوى السياسية في 8 و14 آذار التي تبدي ارتياحاً لمجيء بقرادونيان أميناً عاماً، لما قد يحدثه من اعادة تفعيل للعلاقات مع كافة القوى السياسية، واعادة الحياة إلى حزب الطاشناق كما يقول أصدقاؤه السياسيون من مختلف الاتجاهات.شدد بقرادونيان على ان انتخابه لا يعني تغييراً في الثوابت الاساسية، فالذي يجري لا يتعدى التغيير في خطط العمل والحراك السياسي والاجتماعي الذي من الطبيعي أن يتبدل بين لجنة وأخرى كحال كل الأحزاب التي تجري انتخابات حزبية وتلجأ الى التنافس الديمقراطي. لكن المفارقة تكمن، وفق بعض القيادات السياسية، في أن بقرادونيان قبل أن يصبح نائباً، تربطه علاقات قوية مع القوى الوطنية وكان عضواً في لقاء الاحزاب والقوى الوطنية في عام 1990”.

وقال بقرادونيان: «ان التواصل مع القيادات السياسية لم ينقطع في عهد سلفه خاتشريان وان لقاءات كانت تعقد على مستويات عديدة بالاضافة الى الزيارات المتبادلة»، وشدد على أن هذا التواصل سيستمر وإن اقتضى الأمر بدينامية جديدة، انطلاقاً من مصلحة لبنان في الدرجة الاولى وتنشيط الحوار الدائر في البلد للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية وترميم بعض الجوانب التي توجد فيها ثغرات في التعايش.

يصف الأمين العام لحزب الطاشناق علاقته برؤساء الأحزاب والكتل السياسية. يرى في رئيس مجلس النواب نبيه بري الصديق ورمز الحوار. يتحدث باعتزاز عن العلاقة الجيدة التي تربطه بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ عام 1994، وكذلك مع رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، وبفخر عن العلاقة المبنية على العقائدية والنضال المشترك مع الحزب السوري القومي الاجتماعي ورئيسه النائب أسعد حردان، وعن الصداقة والإخوة مع رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، والاحترام والرغبة عند الطاشناق في التواصل المباشر مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، والصداقة والاحترام مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، والعلاقة التاريخية مع الرئيس أمين الجميل على رغم الخلافات الظرفية، والاتصالات المستمرة مع رئيس حزب القوات سمير جعجع، أما دولة الرئيس ميشال المر فيعتبره بقرادونيان أخاً وصديقاً.

يرفض بقرادونيان الشخصانية والإنفرادية ويؤكد «أن كل هذه الصداقات والمعارف هي حصيلة انتمائه إلى حزب الطاشناق والعمل عبر هذا الحزب». ويجزم «ان تحالفات حزب الطاشناق لن تتغير». ويشدد على «أنها متينة وراسخة أكثر من قبل». ويؤكد «أننا مرتاحون في تحالفنا مع الجنرال عون، ومنفتحون على كل الأطراف الأخرى، ومستعدون لمد اليد لحوارات تساعد على تخفيف أجواء التوتر والاحتقان وتدعيم أسس العيش الواحد»، ويبدي “ارتياحاً لحوار الرابية معراب، وبيت الوسط الضاحية لتخفيف الاحتقان المذهبي”.

يدعو بقرادونيان إلى إعطاء الأولوية لملف رئاسة الجمهورية الذي يجب أن يكون في جدول أعمال كل الأفرقاء السياسيين وفي جلسات الحوارات»، ويؤكد «أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون رئيساً قوياً يمثل المسيحيين في لبنان والذي بدوره يكون مصدر قوة للوجود المسيحي في هذا المشرق، في ظل ما يتعرض له هذا الوجود من تهجير وإرهاب على يد المجموعات المتطرفة»، ليكون بذلك حدد مواصفات الجنرال عون من دون أن يسميه بالاسم.

وعلى صعيد قانون الانتخاب بصفته عضواً في لجنة التواصل، أكد نائب الطاشناق ان البتمثيل الصحيح في الإنتخابات، هو التمثيل الذي يشمل كل الطوائف وحتى المسيحية منها كي لا تطغى طائفة على الطوائف الاخرى. وجدد تأكيده «أهمية الخصوصية الأرمنية في بيروت، وفصل منطقة المدوّر عن الباشورة وضمّها إلى الأشرفية والرميل والصيفي».

لا تغيب الإبادة التي ارتكبها الاتراك بحق الأرمن عن لقاء النائب الارمني. وشدد بقرادونيان «الثائر ضد الظلم» كما يسميه أبناء برج حمود على «أن أهم أولويات المؤتمر الذي عقد هذا العام في ارمينيا إحياء الذكرى المئوية للإبادة». هذا فضلاً عن أنه يستعد من جهته لاجياء هذه الذكرى على الصعيد اللبناني بمشاركة كل الاطراف، للتذكير أن هذه الإبادة لا تزال من دون عقاب، وأن الأرمن مع اللبنانيين تعرفوا إلى أنواع أخرى من الإبادة في لبنان أيام الحرب العالمية الأولى من طريق الاحتلال العثماني والسخرة والمجاعة.

يبدي حزب الطاشناق في لبنان اهتماماً كبيراً بالأرمن في المشرق، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به سورية والعراق، والهجمات التي يتعرض لها المسيحيون والارمن في سورية والعراق. ويرى بقرادونيان «أن القناع التركي سقط نهائياً والرئيس التركي رجب طيب اردوغان وشركائه ليسوا بالعثمانيين الجدد، إنما هم العثمانيون الاصليون وهم أعداء العرب». ويرى «أن اسرائيل وتركيا وجهان لعملة واحدة»، ويأسف «أن بعض العرب كانوا يعتقدون ولا يزالون ان “الدولة العثمانية» حليفتهم، ويراهنون عليها كرمز للاعتدال السني في المنطقة، في حين أنها برهنت أنها الداعم الاساسي للتطرف والتكفير من ليبيا إلى سورية ومصر”.

في التقليد الحزبي عند الطاشناق لا يستقبل بقرادونيان التهاني، بل يتلقى اتصالات. يرفض بقرادونيان الذي دوّن على دفتر أكثر من 7 صفحات مكدسة بأسماء من اتصلوا به ليباركوا له هذا المنصب، كلمة التهنئة. وقال: «التهنئة يجب ان توجه لحزب الطاشناق وللجنة المركزية جمعاء». فما يهمه أن يزيد ويتضاعف عدد المتصلين به عقب انتهاء ولاية اللجنة المركزية لحزب الطاشناق للإشادة بما أنجزته اللجنة في هذين العامين.

Share This