المسيحيون من أرمينية الى الحسكة… مئوية الارهاب الدولي

كتب د. حنا الحاج مقالاً على موقع  tayyar.orgبعنوان “المسيحيون من أرمينية الى الحسكة… مئوية الارهاب الدولي” اقتبس في مقدمته الأسطر التالية: “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، فكيف نخاف؟  ونحن مؤمنون بك يا رب، ونؤمن أنك الطريق والحق والحياة، وأن الباب اليك ضيق جداً، وأن الطريق الى مجدك السماوي، مرصوفٌ بايقونات الشهادة، ومطهَّرٌ بدماء قديسيك”.

وذكر أن الارهابي يعتقد أن الحقيقة التي يؤمن بها أو المعاناة التي يقاسيها هي مطلقة لدرجة تعطيه الحق الشرعي لكي يقوم بردة فعل تدمِّر حتى الارواح البشرية البريئة…” (رسالة القديس يوحنا بولس الثاني، في اليوم العالمي للشبيبة 2002، ف6). وقال: “برابرة هذا العصر، نحن المسيحيين لن نخاف إرهابكم، ولن نهاب أساليب اجرامكم وأدوات توحشِّكم، وقد خبر أسلافنا أفظع منها، ولم يخافوا لان الربَّ معهم، ونحن على مثالهم ثابتون في ايماننا وقيمنا، حتى الشهادة وبفرح عظيم! قدر المسيحيين وفرحهم الابدي، أن يرووا بدمائهم كل أرض عطشى الى الحياة و الطهر والقداسة.

مئة عام بالكمال والتمام، وملحمة إجرام بني عثمان (نيسان 1915) بحق المسيحيين، الارمن والسريان والاشوريين واليونان وغيرهم، شاهدة على همجيتهم، يوم تلذَّذ المجرمون بنحر فريستهم، وبقر بطون الحوامل، وبتر الاعضاء، والسبي والاغتصاب والابادة، والحرق الجماعي داخل الكنائس، وتتريك الاطفال والرضَّع، ومحو ذاكرتهم، و حضارتهم، واغراقهم في الانهر، ورمي من تبقى منهم في بلاد الشتات يصارعون الفقر والجوع والعوز والبؤس والالم. مآثر بني عثمان في فن الجريمة، تتصدر كتاب” غينيس”للارقام القياسية بامتياز، وستبقى ماثلة للعيان، راسخة في وجدان الجماعة، تتناقلها الاجيال ذخائر شهداء قديسين.

قدر المسيحيين أن يشهدوا للحق، وان يكونوا خبز الشهادة. فما همّنا، دمِّروا ما شئتم من الكنائس، واحرقوا ما يحلو لكم من المعابد والهياكل، وانتهكوا كلَّ المقدسات، والمحرمات، وفجِّروا كل معالم الحضارة والفكر والثقافة، حتى ترتوي وحوشكم، وهي بالتأكيد لن ترتوي! فأكثروا من اجرامكم، واملأوا خوابيكم من دماء الابرياء، فالمسيحيون لن يخشونكم، لانكم أضعف كائنات هذا العالم وأكثر زواحفه قبحاً وقرفاً.

مئة عام (1915 – 2015)، والابادات بحق المسيحيين، تتوالى من مجازر أرمينية، وسيفو، مروراً بلبنان، والموصل، وصولاً الى شهداء الأقباط في ليبيا، وأخيراً لا آخراً ما يرتكب اليوم من فظائع بحق الاشوريين في قرى الخابور، وتل تمر في الحسكة، وما سبقها وما سيلحق بها، من مجازر وابادة وتهجير، لن تتوقف، لان وحوش هذا العالم كباراً وصغاراً تفلتت من عقالها، وهي تفترس الله في أبنائه الانقياء!

في المنطق البشري، يُنظرُ الى المسيحيين، على أنهم نعاجٌ تساق الى الذبح، ونحن من منطقنا المسيحي نؤكِّد أننا الاقوى، الضحية دائماً أقوى من جلادها… آخرون يصنِّفون المسيحيين في عداد الكفَّار، مساكين هؤلاء، فهم فاقدوا البصيرة والبصر، فاذا كانت تعاليمُ المسيح كفراً، فنعمَ الكفر هذا، ونحن لن نقبلَ الا أن نكون كفاراً! ارهابيون مساكين، كم نرثي لحالكم و نشفق، ونصلي من أجلكم، فخوفكم يتآكلكم، كون ضحاياكم يشهدون للحق، ويسيرون في النور، أما أنتم أبناء الظلمة، تقبعون في جحيم أجدادكم الى الابد، ونحن ننعم في ملكوت الآب السماوي الى الابد.

مسكين يا من تقبض على السكين، وتذبح وتجِّزُ رقاب الابرياء، وأنت تكبِّر باسم الله، مسكين أنت لانك لا تدري ماذا تفعل، وبوركت النفوس التي أزهقتها، كرمى لشياطين هذا العالم!

مساكين أنتم، لانكم أدوات فكر شيطاني ومخططات جهنمية، تنفذها دول – تسمى عظمى او كبرى- من أجل مصالحها وتسلطها، حتى ولوكان الثمن مئات آلاف الضحايا من الابرياء، وملايين المشردين والمهجرين والجائعين من المسيحين وغيرهم. ثم يحدثونك عن حضارة ومدنية، فبئس هكذا حضارة، ومدنية!

مخادعون، منافقون، يحاربون داعش في الاعلام، ويشكِّلون حلفاً دولياً لقتالها، ثم يقيمون لها معسكرات التدريب، في اسرائيل وتركيا والاردن وغيرها من بلدان العرب، ويعلنون ذلك، دون خجل أوحياء. ويمدونها بآلاف الاطنان من المعدَّات والذخائر يلقونها من طائراتهم العملاقة فوق شواطيء ليبيا وفي أماكن تواجد هؤلاءالارهابيين!دول عظمى، تنهب خيرات شعوبها، وتبددها على سفاحي العالم، ثم نراهم يبكون ضحاياهم، يذرفون دموع التماسيح، ويسيرون في جنازتهم. كفاكم كذباً وخداعاً واجراماً فـ”داعش”، صنيعتكم وعمل أيديكم. الويل لكم من غضب الله، أنتم الذين تكتبون حتى على نقودكم أنكم تؤمنون به  (IN GOD WE TRUST). كفاكم عنجهية وغروراً وادعاءً، فاما أن تكونوا حقاً أقوياء، وتعملون لخير الانسانية كما تدَّعون – أميركيون كنتم أم أوروبيون – اثبتوا ذلك في أعمالكم، وإما أن يكون مثواكم الجحيم!ونحن نقسم، أننا لن نخاف، فإلهنا غلبَ العالم، وانتصر على الموت، وأنتم ستسقطون أمام عظمة مجده، كما سقطت كل شياطين العالم!”.

Share This