100″حياة” مبادرة بمناسبة مرور 100 عام على إبادة الأرمن

أطلقت مجموعة شخصيات من النخب الثقافية والفكرية والاقتصادية من الجاليات الأرمينية في العالم في مدينة نيويورك مبادرة بعنوان “100 LIVES”، أي “100 حياة”.

وتأتي هذه المبادرة في إطار النشاطات بمناسبة مرور 100 عام على مجازر الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن في تركيا في عهد الدولة العثمانية.

وكما تضمنت المبادرة إطلاق جائزة سنوية بقدر مليون دولار أمريكي حملت اسم جائزة أورورا للصحوة الإنسانية (AURORA PRIZE) التي تُمنح سنوياً لمن يعرض حياته للخطر، من أفراد أومؤسسات، من أجل إنقاذ حياة الآخرين.

وجرى إطلاق المبادرة  والإعلان عن اعتماد الجائزة بحضور عدد كبير من ممثلي الجاليات الأرمينية في الولات المتحدة ودول أخرى، وعدد الشخصيات العالمية مثلالممثل الكبير الحاصل على جائزة الأوسكار (جورج كلوني) والذي سيقوم بتسليم جائزة أورورا للمرة الأولى ضمن فعاليات ستشهدها العاصمة الأرمينية يريفان في نيسان 2016 في الذكرى السنوية لمجازر إبادة الأرمن في تركيا.

ما هي جائزة أورورا للصحوة الإنسانية (AURORA PRIZE):

ويقول القائمون على المبادرة إن “جائزة أورورا للصحوة الإنسانية هي جائزة عالمية جديدة للإنسانية سوف يتم منحها كل عام للأشخاص الذين يعرضون أنفسهم للخطر من أجل الحفاظ على حياة الآخرين”.

وسيتم تكريم الفائزين لما قاموا به من عمل في سبيل الحفاظ على حياة الآخرين أو في دعم قضايا إنسانية على الرغم من كل الصعوبات التي واجهوها.

وسيتم منح الجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي للمؤسسة التي يحددها الفائز بالجائزة باعتبارها المؤسسة التي كانت مصدر تشجيع وإلهام له فيما قام به من عمل.

وبهذه الطريقة، يكون لجائزة أورورا أثرًا ملموسًا على القضايا التي تدفع الناس لتعريض صحتهم أو حرياتهم أو سمعتهم أو أعمالهم للخطر طوعًا بالقيام بعمل إنساني لكي يحيا الآخرون.

تعتبر جائزة أورورا جزءا من مبادرة 100 حياة، وهي مشروع إنساني دولي تبلور على خلفية ذكرى أحداث الإبادة الجماعية للأرمن. إذ يصادف هذا العام الذكرى المئوية للأحداث التي قُتل فيها ما يقدر بنحو 1.5 مليون أرمني.

وعلى الرغم من هذه المأساة، إلا أنه قد نجا ما يقرب من 500000 شخص أرمني من هذه الأحداث، وتمكنوا من إيجاد ملاذ لهم في الخارج، والكثير منهم استطاع ذلك بمساعدة أشخاص غرباء.

وتأتي مبادرة 100 حياة، كأحد المساعي العالمية لتوجيه الشكر والعرفان للأفراد والمؤسسات التي ساهمت في إنقاذ حياة أشخاص قبل قرن من الزمان.

حكاية اسم جائزة أورورا للصحوة الإنسانية (AURORA PRIZE):

تم اختيار اسم أورورا تخليدًا لذكرى أورورا مارديجانيان التي كانت شاهدا حيا وهي طفلة على الأعمال الوحشية أثناء مذابح الأرمن، والتي فقدت خلالها والدها وأخوتها. وعلى الرغم من الظروف القاسية التي عاشتها، إلا أن أورورا  كرست حياتها للإغاثة الإنسانية ورفع مستوى الوعي وتسليط الضوء على الأحداث التي وقعت في عام 1915. ونظراً للمعاناة التي عاشتها وتشكل رمزاُ للمأساة، وقصة مؤلمة من الآلاف من القصص التي ظلت طي الكتمان عن الشجاعة والنجاة من الهلاك خلال الأحداث التي وقعت قبل 100 عام مضت ، ونظراً لما حققته من انجازات على الرغم من كل الصعوبات التي صادفتها في حياة كلها ألم وترحال، فضلا عن تشاطها في المجال الإنساني بشكل عام، قرر القائمون على المبادرة إطلاق اسمها (أورورا) على هذه الجائزة العالمية الجديدة في المجال الإنساني.

وكما أن أورورا كانت رمز الفجر عند الرومان، والغرض من الجائزة هو تقديم العرفان لما قدمه الآخرون من أعمال إنسانية وكذلك أيضًا تقديم مساعدة حقيقية لهؤلاء الذين يعملون من أجل غد أكثر إشراقًا للشعوب في جميع أنحاء العالم.

وتم اختيار مجموعة من الأشخاص المتميزين ليشكلوا جزءًا من لجنة اختيار جائزة أورورا. برع كل منهم في مجالات عديدة ومختلفة، ولكنهم اشتركوا جميعًا في التزامهم بمبادئ الإنسانية والعدالة الاجتماعية. وتمدهم الإنجازات الفردية التي قاموا بها برؤى ممتازة لتحديد القضايا التي يستحق من أجلها أصحاب المساعي الإنسانية تركيما وتقديرا عالميين.

ومن بين أعضاء اللجنة الممثل الشهير جورج كلوني الحائز على جائزة الأوسكار، والحائزين على جائزة نوبل للسلام إيلي فيزيل وأوسكار أرياس، والمفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ماري روبنسون، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية جاريث إيفانز، ورئيس مؤسسة كارنيجي في نيويورك فارتان جريجوريان، والممثل الخاص السابق للأمين العام لشئون المدافعين عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة هينا جيلاني.

وسيتم فتح الترشيحات لجائزة أورورا على الإنترنت في يونيو من هذا العام. إذ سيكون بوسع كل شخص من ترشيح من يرى أن معايير الجائزة تنطبق عليهم تنطبق عليهم. بعد ذلك تقييم هذه الترشيحات من قِبَل الأمانة العامة المخصصة والتي تتألف من خبراء في هذا المجال ويشرف عليها مراقبون مستقلون. وسيتم عرض القائمة النهائية على لجنة الاختيار لتقييمها. وسيتم منح جائزة أورورا الافتتاحية في أبريل 2016 في حفل سيقام في العاصمة الأرمينية يريفان.

من هم القائمون على المبادرة ومؤسسوها:قام بإطلاق هذه المبادرة والجائزة الجديد ثلاثة من الشخصيات التي تمثل النخب الأرمينية الفكرية والثقافية العلمية البحثية والاقتصادية، وهم:

البروفيسور فارتان جريجوريان هو أستاذ أكاديمي أرمني أمريكي شهير، وهو رئيس مؤسسة كارنيجي في نيويورك. وهو أحد المؤسسين الثلاثة لمبادرة 100 حياة.
وقد انتقل البروفيسور كريكوريان إلى الولايات المتحدة في عام 1956 لدراسة التاريخ والعلوم الإنسانية في جامعة ستانفورد.

وحصل بعد ذلك على شهادة الدكتوراه في نفس المجالين في عام 1964. وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه، عمل البروفيسور كريكوريان في كليات العديد من الجامعات الأمريكية، ومن بينها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجامعة تكساس في أوستن. تم تعيينه بروفيسور تارزيان في التاريخ وبروفيسور في تاريخ جنوب آسيا في جامعة بنسلفانيا في عام 1972.

وقد كان كريكوريان عميدًا مؤسسًا لكلية الآداب والعلوم في جامعة بنسلفانيا في عام 1974 وأصبح بعد أربع سنوات رئيس الجامعة الثالث والعشرين حتى عام 1981.

وفي عام 1988 انتخب البروفيسور كريكوريان بالإجماع رئيسًا لجامعة براون. وخلال فترة رئاسته، أقام سلسلة محاضرات الرئيس، والتي استقطبت مفكرين وقادة ومؤلفين بارزين إلى الحرم الجامعي، وأشرف على بناء المبنى السكني الذي يحمل اسمه الآن، وترأس حملة لجمع أموال جمعت ما يزيد على 500 مليون دولار.

وتم اختياره في عام 1997 ليكون الرئيس الثاني عشر لمؤسسة كارنيجي في نيويورك (منذ عام 1997 وحتى الآن)، وهي مؤسسة لتقديم المنح أسسها آندرو كارنيجي في عام 1911.

روبين فاردانيان هو ناشط خيري ورجل أعمال بارع، وهو من مؤسسي مبادرة 100 إنسان.

ولديه تاريخ مهني حافل وناجح كرجل أعمال. وقد شغل فاردانيان سابقًا منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة “ترويكا ديالوج”، واحد من أقدم وأكبر البنوك الاستثمارية في روسيا ورابطة الدول المستقلة، قبل دمجه مع “سبير بنك” في يناير عام 2012. ويحظى فاردانيان بمكانة مرموقة لما أحدثه من أثر بارز على تطوير سوق الأوراق المالية الروسية والمؤسسات ذات الصلة، وهو الآن ضيف دائم في  المنتديات الاقتصادية وخبير يُنقل عنه الكثير في وسائل الإعلام الروسية والعالمية.

وهو أيضاً عضو مجلس إدارة العديد من الكيانات في روسيا والخارج، وعضو في المجلس الاستشاري الاقتصادي في مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، والتي تعتبر بمثابة ذراع مجموعة البنك الدولي في القطاع الخاص، ولجنة استثمار Avica الدولية للمستثمرين العقاريين. وقد شغل سابقًا منصب رئيس مجلس إدارة شركة “سوخوي للطائرات المدنية” وعضو مجلس إدارة “أفتوفاز” وكذلك شركة “نوفاتيك”، وهي أكبر الشركات المستقلة المنتجة للغاز في روسيا.

كما أنه شريك مؤسس ونائب رئيس المجلس الاستشاري الدولي لكلية موسكو للإدارة “سكولكوفو”، وكذلك رئيس معهد “سكولكوفو” لدراسات الأسواق الناشئة ومؤسس ورئيس مجلس الخبراء بمركز تحويل الثروات في الكلية.

ويشارك فاردانيان في العديد من مشروعات التنمية باعتباره ناشط خيري بارز في كل من روسيا وأرمينيا. ويتضمن ذلك مبادرات تنمية أرمينيا (IDeA) والتي تم إطلاقها في سبيل تطوير وتنمية أرمينيا.

وقد قاد مؤخرًا مع زوجته فيرونيكا زونابيند الجهود التعاونية لافتتاح فرع لكليات العالم المتحدة (UWC)، وهي فرع لمؤسسة تعليمية عالمية في ديليجان بأرمينيا. وهو أيضًا عضو في المجلس الديني الأعلى للكنيسة الرسولية الأرمنية.

ويعمل السيد فاردانيان في المجالس الاستشارية الدولية لكليات إدارة الأعمال في اليابان والبرازيل. وهو أيضًا عضو في مجلس أمناء أكاديمية الرئاسة الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة وكلية الاقتصاد في جامعة لومونوسوف الحكومية في موسكو.

3- الدكتور نوبار آفيان هو الشريك والعضو المنتدب والمدير التنفيذي لمؤسسة Flagship Ventures، وهي إحدى الشركات الرائدة لرؤوس أموال المشروعات الاستثمارية الناشئة، ويتولى إدارة وحدة VentureLabs في الشركة، والتي تتولى إنشاء وإطلاق مشروعات تحويلية. وهو أحد المؤسسين الثلاثة لمبادرة 100 إنسان، بالاشتراك مع روبين فاردانيان وفارتان جريجوريان.

وخلال مسيرته المهنية طوال 25 عامًا كمخترع ورائد أعمال ورئيس تنفيذي ومؤسس مشروعات رأسمالية، شارك الدكتور آفيان في تأسيس وساعد في إنشاء 28 مشروعًا ناجحًا لعلوم الحياة والتكنولوجيا. وقد كان آفيان الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة PerSeptive Biosystems، وهي شركة رائدة في مجال النظم والأجهزة البيولوجية، والتي حققت مبيعات سنوية تجاوزت 100 مليون دولار خلال ست سنوات من بدء مبيعاتها. وبعد حيازة شركة Perkin Elmer/Applera Corporation لشركة PerSeptive في عام 1998، شغل منصب نائب أول الرئيس والرئيس التنفيذي في شركة Applera، حيث بدأ وأشرف على إنشاء شركة Celera Genomics.

ويعمل الدكتور آفيان حاليًا في عدد من مجالس إدارات الشركات العامة والخاصة، هذا فضلا عن أنه محاضر أول في كلية سلون للإدارة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث يقدم برامج في إدارة وتأسيس مشروعات التكنولوجيا (منذ عام 2000 وحتى الآن). وقد نشر للدكتور آفيان العديد من المؤلفات العلمية وبراءات الاختراع منذ حصوله على شهادة الدكتوراه في هندسة الكيمياء الحيوية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1987.ويعمل آفيان في مجلس إدارة العديد من المنظمات، حيث يتولى منصب رئيس مجلس البرنامج العالمي لمستقبل المواد الكيميائية والمواد المتطورة والتكنولوجيا الحيوية في المنتدى الاقتصادي العالمي؛ والمجلس الأعلى للتكنولوجيات الناشئة؛ ومجلس المشرفين على أوركسترا بوسطن السيمفونية؛ وAmeriaBank في أرمينيا ومدرسة UWC Dilijan الدولية في أرمينيا.

كما شارك في تأسيس والعمل بمجلس إدارة مؤسسة أرمينيا الوطنية للتنافسية، وهي مؤسسة تكونت بالشراكة بين القطاعين العام والخاص وكرست جهودها لتعزيز التنمية الاقتصادية لجمهورية أرمينيا السوفيتية سابقًا.

(دي برس)

Share This