وفد إماراتي برئاسة وزيرة التجارة الخارجية في أرمينيا لتعزيز آفاق التعاون التجاري والاستثماري

استقبل الرئيس سيرج سركسيان رئيس جمهورية أرمينيا الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية في العاصمة يريفان. وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ووسائل تعزيزها خاصة في المجالات التجارية والاستثمارية إضافة إلى النتائج التي أسفرت عنها زيارة الوزيرة على رأس وفد حكومي وخاص المكون من 50 شخصا إلى أرمينيا وإمكانية ترجمة النقاشات التي جرت بين القطاع الخاص إلى مشاريع تنموية لمصلحة البلدين.

نقلت الشيخة لبنى القاسمي في مستهل اللقاء للرئيس الأرميني تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتمنيات سموه لجمهورية أرمينيا وشعبها بدوام التقدم والازدهار .

من جانبه، حمل الرئيس الأرمني تحياته إلى صاحب السمو رئيس الدولة، مشيراً إلى مشاعر الاحترام والصداقة التي يكنها الشعب الأرميني تجاه شعب الإمارات والتي يمكن البناء عليها كجسر لتطوير التعاون الشامل بين الدولتين. وأثنى على جهود الشيخة لبنى القاسمي الدفع العلاقات الثنائية، معرباً عن سروره بعقد أول ملتقى لرجال الأعمال الإماراتيين والأرمن على هامش زيارتها لأرمينيا والذي سيؤسس لعلاقة جديدة بين القطاع الخاص في البلدين ويمهد لبناء مشاريع استثمارية جديدة. وأكد حرص بلاده على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية مع الإمارات التي توليها حكومة بلاده اهتماماً خاصاً نظراً للمكانة المتميزة التي وصلت إليها الدولة، موضحاً بأهمية تسخير الجهود والإمكانات والاستفادة من الفرص الكبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات .

واستعرض التطورات الكبيرة التي شهدها اقتصاد بلاده في الفترة الأخيرة، موضحا أن حكومة بلاده شرعت بالتعاون مع القطاع الخاص الأرميني بتطوير البنية التحتية وإقامة مناطق حرة ومصانع غذائية تسعى لتصدير منتجات عالية المستوى .

وأكد استعداد أرمينيا للاستفادة من خبرة الإمارات وتجارب شركاتها في تطوير البنية التحتية ومناقشة الأفكار التي تحقق المصلحة المشتركة، داعيا الشركات الإماراتية إلى الاستفادة من هذه التطورات والمقومات الاستثمارية القائمة لزيادة الاستثمارات الإماراتية خاصة في مجالات المياه والأغذية والصحة .

وأشاد الرئيس الأرميني بنهج التعايش والتسامح والانفتاح الحضاري الذي تتبناه دولة الإمارات، معربا عن شكره للقيادة في الإمارات على الرعاية التي تحظى بها الجالية الأرمينية في الدولة .

من جانبها، أكدت الشيخة لبنى القاسمي على حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون الثنائي مع أرمينيا في مختلف المجالات خاصة التجارية والاستثمارية، مشيرة إلى وجود فرص غنية لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات . ولفتت إلى أن المرحلة القادمة ستشهد العديد من المبادرات الحيوية التي سؤثر إيجاباً في التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين . وأشارت إلى النتائج الإيجابية التي حققتها زيارة وفد الإمارات لأرمينيا، لافتة إلى أن المباحثات التي أجرتها مع المسؤوليين الأرمن واللقاءات التي أجراها وفد القطاع الخاص المرافق مع نظرائهم الأرمن ستسهم في تعزيز مسيرة التعاون الثنائي خلال المرحلة المقبلة خاصة في ظل وجود اهتمام قوي مشترك بتطوير العلاقات المشتركة .
وأوضحت وزيرة التجارة الخارجية أن الملتقى شهد توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين شركات إماراتية وأرمينية والتي ستتعزز أكثر خلال المرحلة القادمة بعد استكمال المباحثات وبلورة النقاشات التي تمت خلال الملتقى والزيارة، لافتة إلى أن البلدين يتجهان بقوة نحو تفعيل النقاشات والمشاورات السابقة بين مسؤولي البلدين عبر إقامة العديد من المشاريع المشتركة في قطاعات عدة منها العقارات .

وكانت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي قد التقت على هامش زيارتها الحالية لأرمينيا قداسة الكاثوليكوس كاراكين الثاني رئيس الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية، في مقر الكنيسة الأرمينية في أرمينيا، وقدمت خلال اللقاء لمحة عن استراتيجية دولة الإمارات وسياساتها القائمة على التسامح واحترام الأديان وحقوق الإنسان والشراكة مع المجتمع الدولي، مؤكدة نهج التعايش السلمي الذي تتبناه الدولة منذ تأسيسها باعتباره أساس بناء العلاقات الإنسانية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة .

وقالت إن الإمارات تستضيف على أرضها نحو 180 جنسية من كل أنحاء العالم يعملون بكل تسامح وود، مشيرة إلى نموذج تعايش الجالية الأرمينية في دولة الإمارات والتي تمارس واجباتها الدينية بحرية في كنائس خاصة بهم كما يعملون بجد ونشاط في مجتمع اقتصادي يعتمد على المثابرة والإبداع .

وأكدت وجود فرصة كبيرة لتطوير العلاقات بين الإمارات وأرمينيا مشيرة إلى أن الوفد الحكومي والخاص الزائر يسعى بكل جهد إلى تفعيل آليات التعاون المشترك وترجمة الأفكار والرؤى المشتركة إلى مشاريع استثمارية وتجارية تصب لصالح التنمية في البلدين الصديقين .

بدوره أشاد كاراكين الثاني بالنموذج الإماراتي المتطور في التعايش والتسامح والانفتاح الحضاري على مستوى المنطقة والعالم، وبالتقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده الإمارات بشكل متواصل.

كما كانت قد بحثت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية خلال لقائها هوفيك ابراهاميان رئيس البرلمان الأرميني العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وأرمينيا وإمكانات تطوير التعاون التجاري والاستثماري وآليات تفعيلها بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين الصديقين. وأكدت معاليها خلال اللقاء حرص دولة الإمارات على تنمية علاقات الصداقة مع أرمينيا في مختلف المجالات خاصة التجارية والاستثمارية .مشيرة إلى أن هذه العلاقات تعود إلى ما قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بحكم وجود جالية أرمينية لها وزنها الاستثماري والتجاري والعلمي في الإمارات.

وأوضحت معاليها أن العلاقات الثنائية شهدت خلال العام الماضي تبادل الزيارات على مستويات عالية وإجراء مشاورات ومباحثات موسعة .. بينما شهدت هذا العام تفعيلا لتلك الزيارات والمشاورات من خلال التوصل إلى بعض الاتفاقيات الثنائية وزيادة معدلات التبادل التجاري وارتفاع عدد المشاريع الاستثمارية ونوعيتها بين البلدين.

وأضافت معاليها أن زيارتها الحالية لأرمينيا تأتي في إطار الالتزام بتطوير العلاقات الثنائية لافتة إلى أن تنوع نشاطات الوفد المرافق والذي يمثل قطاعات التجارة والاستثمارات والصناعة والمال والبنوك ومقاولات وشركات عقارية وغيرها يؤكد حرص الإمارات على توسيع قاعدة العلاقات الثنائية وتعميقها في مختلف المجالات التي تشكل اهتمامات مشتركة.
وفي لقاء آخر بحثت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية مع معالي ادوارد نالبانديان وزير الخارجية الأرميني سبل تطوير العلاقات الثنائية بين الإمارات وأرمينيا لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين.

من جانبه أكد وزير خارجية أرمينيا أن بلاده تفتخر بعلاقات الصداقة التي تربطها مع دولة الإمارات. وقال: إن العلاقات الثنائية جيدة ومتطورة لكن أرمينيا تطمح لتعزيزها نحو الأفضل عبر المزيد من الجهود والمبادرات العملية من قبل القطاعين العام والخاص سويا.
وقدم معاليه عرضا عن السياسة الخارجية لأرمينيا والتوجهات الاقتصادية لحكومة بلاده خلال المرحلة المقبلة.

وكالات

Share This