“البلد” المصرية تسلط الضوء على منتدى الإعلام الدولي في أرمينيا “تحت سفح جبل أرارات”

نشرت “البلد” المصرية مقالا بعنوان “رئيس أرمينيا: تركيا تنكر جرائم الإبادة الجماعية للأرمن.. وتسعى لقيام إمبراطورية عثمانية”، أشارت فيه الى كلمة رئيس أرمينيا أمام منتدى الإعلام الدولي تحت عنوان “تحت سفح جبل أرارات”، الذي يعقد بمناسبة مرور 100 عام على عمليات الإبادة الجماعية على يد الإمبراطورية العثمانية.

وقالت: “وأضاف سركيسيان إنه دعا رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ليشارك العالم في الاحتفالات الرسمية التي ستقام في 24 إبريل في يريفان، ولكن الحكومة التركية قررت الاحتفال هذا اليوم بمعركة وقعت خلال الحرب العالمية الأولي بهدف تشتيت انتباه المجتمع الدولي ، مشيرا إلي أن تركيا مازالت تتبني سياسية الإنكار بالرغم من وقوع جرائم إبادة بشرية مثل الهولوكست وعمليات الإبادة في روندا وأخيرا ما يقوم به تنظيم “داعش” في العراق وسوريا. وأفاد بأنه تم التوقيع على برتوكولات للعلاقات الدبلوماسية بين أرمينيا وتركيا ولكن البرلمان التركي لم يصدق عليها حتى الآن مؤكدا أن بلاده لم تغلق الباب أمام تركيا، التي أعلنت عن تبني سياسية عدم وجود مشاكل مع الدول المجاورة لها، ولكن هذه السياسة تسعى إلي قيام الامبراطوية العثمانية الجديدة.

وأوضح أن بلاده نجحت في الدورة 22 من مجلس حقوق الإنسان الدولي في تبني قرار بإدانة جرائم الإبادة الجماعية معربا عن تقديره الكبير للدول التي استضافت مئات الآلاف الفارين من هذه المذابح والعمل علي الحفاظ علي هويتهم الثقافية.

ولفت إلى أن بلاده تسعي إلي الاستقرار والسلام وحل نزاع إقليم “كارابخ” من خلال عملية سلمية في الوقت الذي تتبني فيها أذربيجان تصريحات معادية، وتقوم بأعمال استفزازية تهدف إلى تدمير هذه العملية مما يعرض المنطقة، وليس أرمينيا لعدم الاستقرار، مضيفا أن رئيس أذربيجان أعلن أن الشعب الأرميني العدو الأول لهم بينما نحن لا نعتبرهم كهذا وأن أذربيجان لا ترغب في الاعتراف بحق شعب كارابخ في تقرير مصيره وإقامة دولته. وذكر سركيسيان أن بلاده تبنت موقفا إيجابيا لحل نزاع كارابخ وقرارات مجموعة منسيك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ولكن أذربيجان تتبني سياسية تدميرية وعدم الالتزام بالحل السلمي مما يتطلب منا اليقظة والحذر مؤكدا أن جرائم الإبادة الجماعية وكارابخ تحتل أولوية في السياسة الأرمينية.

وقال رئيس أرمينيا – فى كلمته – إنه بالرغم من المصاعب التي تواجهها بلاده إلا أنها تسعى إلى أن تكون دولة ديمقراطية وتبني فكرة الاقتصاد الحر، والتمتع بعلاقات الصداقة مع الدول الاخرى فضلا عن تنامي مجتمع مدني في البلاد وسيادة القانون وحقوق الإنسان، مشيرا إلى احتلال أرمينيا أفضل المراتب بين دول المنطقة من بينها المرتبة 78 بين 100 دولة في تقرير حرية الصحافة محتلة المرتبة الأولي علي دول الكومنولث و حتى متفوقة علي بعض دول الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن بلاده تتبنى في سياساتها الشفافية والمحاسبة ووجود معارضة قوية وتجري الإصلاحات الدستورية بهدف تعزيز الحكم الرشيد، مؤكدا أن أرمينيا تتمتع بعلاقات ممتازة مع روسيا التي تعد عنصرا أساسيا للاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية، حيث إن موسكو أكبر شريك لنا بتبادل تجاري بلغ 1.4 مليار دولار عام 2014.

وتابع سركيسيان: “هناك 1300 مشروع روسي في البلاد برأس مال بلغ 3 مليارات دولار في قطاعات هامة مثل البنية التحتية والطاقة والصناعة فضلا عن وجود مليوني أرميني يعيشون في روسيا يحولون أموالهم لبلادهم”، مؤكدا أهمية دور روسيا في حل النزاع حول كارابخ بجانب دور الولايات المتحدة وفرنسا في هذا الصدد.

وأشار إلى أرمينيا طورت علاقات التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات الأمن والاقتصاد، والتي سوف تشهد المزيد من التقدم في المستقبل لافتا إلى تقاسم أرمينيا وفرنسا نفس القيم، وأن باريس قدمت المساعدات لأرمينيا فضلا عن موقفها من الإبادة الجماعية.

وأضاف، أن بلاده تتمتع بعلاقات ممتازة مع إيران وجورجيا الدولتين المجاورتين، وتعمل علي تعزيز التعاون الاقتصادى، وبحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى وجود اتصالات سياسية على أعلى مستوى مع إيران، التي تنفذ مشروعات اقتصادية وانسانية مع أرمينيا.. معربا عن أمله في حل الأزمة مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأكد الرئيس الأرميني أن جورجيا تعد عنصرا هاما للاستقرار والسلام في جنوب القوقاز، وتعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي مع أرمينيا، وأشار إلى أن السياسة الخارجية لأرمينيا في القرن 21 تقوم على أساس الاندماج في الاقتصاد العالمي من خلال الانضمام للاتحاد الأورواسي، وخلق فرص عمل لفتح أسواق جديدة لتنمية الاقتصاد الوطني مع الالتزام بقيم الأسرة الأوروبية، مشيدا بالتعاون الكبير بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي، الذي يقدم المساعدات للإصلاحات واقامة الحوار في البلاد.

وفي سياق آخر، أكد سركيسيان أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بتعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط والجهود لمكافحة خطر تنظيم “داعش” في سوريا والعراق الذي يهدد الاستقرار والسلام في المنطقة، في ضوء ما ارتكبه هذا التنظيم من جرائم بتدمير الآثار، التي ساهمت بها الدول العربية وأرمينيا في تاريخ الانسانية والحضارة، وأشار فى هذ الصدد إلى أن أرمينيا استقبلت 10 آلاف لاجئ سوري أرميني كانوا قد فروا من سوريا بسبب جرائم داعش”.

Share This