ليـون زكـي : القضاء على “داعش” مسؤولية كل مسلم…

انطلقت السلفية الجهادية من مزج بين الفكر “الوهابي” و”الإخوان المسلمين”، حيث ظهرت كتيار حركي بدءاً من جماعة “الجهاد” في مصر مروراً بتنظيم “القاعدة” في أفغانستان إلى نشأة تنظيم “الدولة الإسلامية- داعش” حالياً.

إن الأساس الفكري للجماعات الجهادية يتلخص في “الحكم بما أنزل الله” أي “القرآن”، والقرآن فقط لا غير، وبناءً عليه الإقرار بتكفير الحكام الذين يحكمون وفق القوانين الوضعية (أي الدساتير والمراسيم والقوانين المدنية)، بل كفروا كل من سن القوانين الوضعية واعتبروا تلك البلاد خرجت من معسكر دار الإسلام إلى معسكر دار الكفر، وعليه يصبح الموالون (وغير المكفرين لهم) كفاراً في نظر تلك الجماعات، ثم تأتي المرحلة الثانية التي تفيد بعدم جواز إمامة الحاكم وتجاهل شرعيته، تليها المرحلة الثالثة ويقام فيها شرع الله وتنصيب الخليفة على المسلمين، وختاماً تأتي المرحلة الرابعة التي يخرج فيها المجاهدون على الحكام السابقين والمواليين لقتلهم وذبحهم…

بداية ظهرت التنظيمات الجهادية في ثمانينات القرن الماضي اثر دعوة العرب والمسلمين للحشد في أفغانستان لتحريرها من السوڤييت، ولعل هذا ما سقى فكرة إنشاء أمريكا لتنظيم “القاعدة” ولبى الاخوان وجماعات إسلامية متطرفة دعوة أسامة بن لادن، ومن ثم اعتبر ذلك نقطة لانطلاق تحرير المسلمين والتحرك نحو القدس وتغيير الأنظمة العربية التي لا تحكم بشريعة الله، وتطور التطرف ونشأ تنظيم الدولة “داعش”.

وبحسب مراكز الدراسات العالمية، فإنه في نهاية ٢٠١٦ سيتوجه تنظيم “داعش” إلى السعودية ودول الخليج لتغير الأنظمة وإقامة “شرع الله” في تلك الدول…!

وهنا لا بد من الإشارة بأن بعضهم يخلط بين الأصولية والسلفية، كما أشار الكاتب محمد مختار منديل.

إن الأصولية تتبنى فكرة مفادها أن المجتمع الإسلامي القديم قد زال وشغل مكانه التحديث والتخريب والكفر، وعليه لا بد من التصدي لذلك لإقامة المجتمع الإسلامي والشريعة الإلهية.

أما السلفية فهي تهتم بالحاضر وتسعى لتخليصه من الشوائب والأخطاء استناداً إلى منهج السلف الصالح وأفعالهم.

أي أن المسلم الحقيقي والمتدين ليس شرطاً أن يكون من الجماعات الأصولية، والذي من الجماعات الأصولية ليس سلفياً، والسلفي ليس شرطاً أن يكون جهادياً.

إن المسلم الحقيقي والأصولي وحتى السلفي يدين أعمال التخريب والقتل، مثل “الأزهر” (الذي رغم أنه لم يكفر داعش) أدان أعماله التخريبية، لكن كما سبق وذكرنا، انتهى زمن مسايرة التطرف، انتهى زمن التبريرات المخزية… “الإسلام منهم براء”… اليوم المطلوب هو تحرك كل المسلمين قبل المسيحين، لأن النهج الإلغائي يطيح حتى بالمتدينين السنة الذين لا يؤيدون النهج التكفيري والإرهابي.

Share This