محاضرة عن “الإبادة الأرمنية والإضطهادات العثمانية في لبنان والمشرق” لمحمد رفعت الإمام

الوطنية – حاضر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر رئيس تحرير مجلة “أريك” في القاهرة الدكتور محمد رفعت الإمام عن “الإبادة الأرمنية والإضطهادات العثمانية في لبنان والمشرق العربي”، بدعوة من الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية وجمعية أنترانيك الثقافية، برعاية اللجنة المركزية لمئوية الإبادة الأرمنية في لبنان، في قاعة الإحتفالات في سنتر دمرجيان – النقاش.

بعد تقديم من النائب شانت جينجينيان، تحدث المحاضر عن الظروف الإقليمية والأوضاع الداخلية التي كانت تواجها السلطنة العثمانية والطريقة المدروسة في التخطيط وتنفيذ الإبادة للقضاء على وجود الشعب الأرمني والمسيحي عموما في تركيا.

وأشار الى أن “الثابت تاريخيا هو أن الأرمن العثمانيين لم يسعوا إلى الإنفصال أو الإستقلال عن الدولة العثمانية، بل طالبوا بإجراء إصلاحات داخلية فى الولايات الأرمنية الست: بيتليس، أرضروم، فان، خربوط، سيواس، جزء من ديار بكر في نطاق بقائهم ضمن رعاياها. وهنا، أهملت السلطات العثمانية حل المسألة الأرمنية ما حدا بمثقفي الأرمن وزعمائهم في الاستانة إلى مناشدة الروس لتبني مستقبل الأرمن العثمانيين فى مباحثات السلام إثر الحرب الروسية العثمانية 1877 – 1878”.

ولفت الى أنه عقب معاهدة برلين “تصاعدت المسألة الأرمنية من كونها مشكلة محلية عثمانية إلى قضية دولية. وبذلك، تبلورت الطاقات الأرمنية فى هيكليات حزبية ثورية سرية وعلنية، جيشت قواها داخليا وخارجيا لمزاولة ممارستها الدعائية والثورية. وقد تمخض عن تنامي المد الثورى الأرمنى وإنتهاج السلطات العثمانية سياسة قمعية صوبه، إندلاع سلسلة من الاضطرابات والقلاقل والمذابح ضد الأرمن بين عامي 1894-1896 راح ضحيتها آلاف من الأرمن. وهكذا، غدت المذبحة آلية عثمانية رسمية للتخلص من الناس حتى لا يتشبثوا بأراضيهم من دون مراعاة لأية شرعية دولية”.

وذكر أن “بين هذين التيارين ظهر تدريجا على المسرح الفكري العثماني، تيار ثالث من نمط ما برح يتحسس خطاه: إنه النزعة التركية القومية”، مشيرا الى أنه “عندما إندلعت الحرب البلقانية (1912- 1913)، أمرت الدولة العثمانية بتجنيد الأرمن في جيوشها للمرة الأولى، وزادت النزعة التركية ترسخا بين عامي 1911 – 1912”.

ولفت الى أنه “قد تمخض عن فعاليات هذه المرحلة أن صار التخلص من الأرمن ضرورة سياسية للاتحاديين بقدر ما هي إقتصادية وعرقية بقدر ما هي دينية كي تنسجم المنظومة الطورانية”، مشيرا الى أن “الديبلوماسية الأوروبية بعدما نجحت بأن تملي على الاستانة قبول معاهدة سيفر في 10 آب 1920 التي كرست تمزيق الدولة العثمانية، أصدر مصطفى كمال فى أواخر أيلول 1920 أمره إلى الجيش التركي باختراق الحدود وسحق الجمهورية الأرمنية القائمة في القوقاز(1918-1920(.

Share This