“أردوغان”.. الحالم بلقب “الخليفة”

يجلس على كرسيه منتشياً، يحيط به 16 جندياً يرتدون ملابس تنتمي لتاريخ إمبراطورية دولته، داخل القصر الذى شيده على مساحة 200 ألف متر مربع، أحكم بيديه القبض على الكرسي الذي قاتل من أجله 11 عاماً، فقد ظفر بكرسي الدولة، لكن ما زال حلمه الأكبر هو «تاج السلطنة وصولجان الملك»، وأن يسبق اسمه لقب «الخليفة»، وهو الحلم الذى يراوده منذ أن كان طفلاً يبيع «البطيخ» مع والده.

هو رجب طيب أردوغان، صاحب الشخصية «الميكيافيلية» التى ترى أن الغاية تبرر الوسيلة، المولود فى 26 فبراير 1954، لوالد كان يعمل بالحرس البحرى التركى على ساحل البحر الأسود، وينتمي لأسرة متواضعة تنحدر من الأتراك الجورجيين الذين هاجروا من جورجيا إلى مدينة ريز التركية، يفخر بأنه ساعد والده وهو فى الثالثة عشرة من عمره، فى بيع البطيخ والكعك بالسمسم فى شوارع إسطنبول لمساعدته فى الإنفاق عليه وعلى إخوته الخمس، ولعب التعليم الدينى دوراً فى التطور العقلى له حيث إنه درس فى مدرسة «الإمام الخطيب» بإسطنبول، قبل أن يدرس علم الإدارة فى جامعة «مرمرة» التركية، يهوى كرة القدم حتى إنه كان يعتقد بأنه سيصبح لاعباً محترفاً.

كان التحول الخطير فى حياة أردوغان حينما التقى فى الجامعة مع نجم الدين أربكان، الذى أصبح أول رئيس وزراء إسلامى فى تاريخ تركيا، وتقاربا بعد دخوله حزب «الرفاه» وأصبح عمدة «إسطنبول» عام 1994، قبل أن ينهار الحزب على يد الجيش التركي عام 1998، وانفصل عن «أربكان» ليؤسس مع صديقه عبدالله غول حزب «العدالة والتنمية»، تخلى عن أفكاره الإسلامية وصدر للمجتمع فكرة اعتدال الإسلام السياسي واهتم بالاقتصاد والاستثمار، حتى فاز حزبه بانتخابات البرلمان التركي عام 2002، قبل أن يصبح رئيساً لوزراء تركيا فى 2003، وظل فى بداية حكمة متجنباً القضايا الخلافية مع الجيش الذى يحافظ على علمانية الدولة التركية.

كانت غاية أردوغان توطيد حكمه، فهو صاحب مقولة «الحجاب شرفنا»، وحظر الخمور فى الأماكن العامة حينما كان عمدة إسطنبول، ورفض حلق «شاربه» في ثمانينات القرن الماضي تطبيقاً للقوانين العلمانية للدولة مما كلفه الاستقالة من عمله، وتم سجنه عام 1998 بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري قال فيه: «مساجدنا ثكناتنا.. قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمصلون جنودنا.. هذا الجيش المقدس يحرس ديننا»، لم يجد غضاضة فى إلغاء قانون يجرم الزنا، من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي، وتخلي عن أفكاره الإسلامية التى ينادى بها واهتم ببناء اقتصاد تركيا، وتوطيد علاقاته مع أمريكا وإسرائيل، وتصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي.

الوطن نيوز

Share This