رئيس مؤسَّسة الثَّقافة بالمجَّان ناجي نعمان هنَّأ الأرمن بالموقف الإنساني للبابا فرنسيس ودعا أردوغان إلى خطوةٍ شُجاعة تُدخلُه التاريخ

صرَّح ناجي نعمان، رئيس مؤسَّسة الثَّقافة بالمجَّان، بالآتي:

“لا بُدَّ من تهنئة الشعب الأرمنيِّ والأحرارَ عبر العالم بالموقف الشجاع والإنساني الذي أطلقه البابا فرنسيس الأوَّل، القدِّيسُ الحيُّ المُعلَن، ورأسُ مليارٍ ونصف المليار من أتباع الكنيسة الكاثوليكيَّة، إذ وصف من الفاتيكان المجازرَ التي ارتُكبَت بحقِّ الأرمن في القرن الماضي، وقضَت على مليونٍ ونصف المليون منهم، بالإبادة الجَماعيَّة”.

ولم يتفاجأ نعمان من ردِّ فِعل الحكومة التركيَّة الرسمي الذي شجب موقف الكرسي الرسولي، ونبَّهَ الأتراكَ إلى أنَّ “إنكار ما فعلَه الأجدادُ يمثِّلُ استِمرارًا لما يفعلُه الأحفاد، أو يكادون، ذلك أنَّ عدمَ الاعتراف بأخطاء الأمس يُسَهِّلُ القيامَ بالفظائع، اليومَ وغدًا”.

وسأل: “أين جَراءةُ الأتراك؟ أفلا يُدركون أنَّ الاعتراف، والاعتذار، والتعويض، نعمةٌ لهم، وأنَّهم سيربَحون ممَّا قد يُقدِمون عليه أكثر ممَّا سيُربِحون؟ لقد ترك أجدادهم الشرق بعد أربعة قرون ونيِّف من الحكم؛ تركوه أكثر جهلاً، وتخلُّفًا، وطبعوه بالقسوة، والرشوة، وعمَّدوه بالمجازر. أفلا يودُّون، والحالُ تلك، دَمغَ الإنسانيَّة المعاصرة ببصمةٍ تُزيلُ وَصمةَ الماضي، وتُعيدُ إليهم اعتبارَهم وكرامتَهم؟”

وأضاف ناصِحًا: “لَئِن فات أوان نُورِمْبِرغَ تُركيَّةٍ في مَوضوع الإبادة الأرمنيَّة، وقد مات المُرتَكِبون، وطال أمَدُ التعويض المادِّيِّ على الأرمن قرنًا كاملاً، وإِلَّم يَفُتْ، فإنَّ التعويض المعنويَّ مُمكنٌ، بل مطلوبٌ، ومُلِحٌ اليومَ قبل غَدٍ… ونَنصَح: تبقى الحقيقة الثابتة الوحيدة مُتمثِّلةً في أنَّ السيِّدَ أردوغان – خليفةَ أتاتوركَ في حكم تركيا للفترة الزمنيَّة الأطول، وأوَّلَ رئيس جمهوريَّةٍ مُنتَخَبٍ من الشعب – ما زالَ عليه أن يعترفَ بالإبادة الأرمنيَّة صراحةً، ويَعتذرَ عنها، ويُعوِّضَ عليها، كيما يدخلَ التَّاريخَ، ومن أبوابه الواسِعَة. فهَلاَّ يُقدِمُ، أم نَنتظرُ خُلفاءَه لِيَفعلوا؟!

وكان نعمان وزَّعَ مؤخَّرًا مجلَّدَه المُعَنوَن “مئةٌ… وتستمرُّ الإبادة” خلال الحفل المركزيِّ للإبادة الذي جرى في جامعة سيِّدة اللويزة، وقدَّمه الإعلامي جورج قرداحي، وتكلَّم فيه كلٌّ من البطريرك الراعي والرئيس أمين الجميِّل والعماد ميشال عون والمونسينيور جورج يغيايان، وألقى خلاله الشاعر أنطوان رعد قصيدة، وختمه البطريرك نرسيس بدروس التاسعَ عشر بصلاة.

Share This