“مظلوميان”: وجهنا الدعوة لـ”السيسى” لحضور الذكرى المئوية

أكد دكتور أرمين مظلوميان، عضو لجنة التحضير لاحتفالية الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية، أن مصر لم تعترف بمذابح الأرمن حتى الآن، مشيراً إلى أنهم ينتظرون انتخاب البرلمان لإعادة إثارة القضية، خصوصاً أن اعتراف القاهرة سيعطى دفعة كبيرة للأرمن، وقال: نتمنى أن تكمل الدولة المصرية جميلها معنا وتعترف بالإبادة، ووجهنا الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور احتفالية الذكرى المئوية التى ستنظمها أرمينيا فى 24 أبريل الحالى، بحضور عدد من رؤساء الدول وكبار المسئولين فى العالم. وكشف مظلوميان، فى حوار أجرته معه «الوطن»، أوضاع الأرمن المصريين، وخطة إحياء الذكرى المئوية لحرب الإبادة التى ارتكبتها الدولة العثمانية ضدهم، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مرحلة نضالية جديدة ترفع شعار «المطالبة بالتعويضات» لاستعادة الأرض وإعادة الأرمينيين من الشتات.. وإلى نص الحوار:

■بداية.. تفصلنا أيام عن الذكرى المئوية لإبادة الأرمن، وأنت عضو باللجنة المنظمة.. فما خطتكم للاحتفال؟

– سننظم فعالية كبرى فى أرمينيا، ووجهنا بالفعل دعوات لعدد من رؤساء الدول الكبرى، بينهم الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وكذلك فرنسا وهولندا، ونحن نتمنى حضور الرئيس السيسى ومشاركة مصر بوفد رفيع المستوى.

وأرسلنا الدعوات أيضاً لمجموعة كبيرة من الصحفيين والمذيعين وشخصيات عامة والبابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبابا إثيوبيا، كما أننا سننظم عدة فعاليات فى كل شتات الأرمن من أول أمريكا وحتى أستراليا، وفى الدول العربية أيضاً، لأن الدول العربية مهمة جداً بالنسبة لنا لأنها أول محطة استقبلت اللاجئين والناجين من الإبادة الأرمينية.

■وكم عدد الأرمن فى الشتات؟

– حوالى 7 ملايين ونصف المليون أرمينى، كما يبلغ عدد الأرمن فى أرمينيا 3.5 مليون نسمة، بمعنى أن الأرمن فى العالم كله يبلغون ما بين 10 لـ11 مليون أرمينى فى العالم.

■وهل يوجد ما يمنع عودة الأرمن من الشتات لأرمينيا؟

– لا، ولكننا فقدنا جزءاً كبيراً من أرضنا، خصوصاً «أرمينيا الشرقية»، التى كانت تتبع الإمبراطورية العثمانية، لذا فإننا سنبدأ بعد المئوية مرحلة المطالبة بالتعويضات وتكثيف تحركاتنا الدولية، تحت شعار «أتذكر وأطالب»، لإنهاء الشتات والعودة لأرضنا.

وسنكثف تحركاتنا فى المحكمة الدولية، وبدأنا بالفعل فى تجميع وتحضير أوراق وملفات توثق المذابح، لتقديمها للمحكمة.

■وما نوع الوثائق التى تم جمعها؟

– نظراً لمرور مائة عام على مذابح الإبادة، أصبحت الشهادات الحية مستحيلة، لأن أغلب شهود العيان ماتوا، وتبقى عدد قليل، لكن الوثائق وشهادات سفراء الدول، موجودة فى أرشيف عدة دول، ومن بينها أرشيف الدولة المصرية، الملىء بالشهادات والوثائق حول ما حدث.

■وهل ستستعينون بالوثائق مصرية؟

– كل الوثائق، مصرية وغير مصرية، سنستعين بها، وبكل ما هو ممكن ومتاح، واللجان الخاصة بدأت بالفعل فى تحضير ملفات لهذه المواضيع، وسيتم إرسالها لـ«الوطن».

■ولماذا لم يتم توثيق الشهادات الحية من قبل؟

– لا، هناك فيديوهات مسجلة لشهادات ناجين من الإبادة، بعضها سجلت منذ أكثر من 20 سنة، لكننا لسنا متأكدين إذا ما كانت المحكمة الجنائية الدولية ستعترف بمقاطع الفيديو أم ستشترط شهادات حية.

■ولماذا تأخرتم فى التحرك الدولى واللجوء للمحكمة الجنائية الدولية؟

– الشعب الأرمينى مر بظروف صعبة بعد حرب الإبادة، وبقى مشتتاً فى الأرض منذ عام 1915، ولم يكن بمقدور أى من المشتتين الذين هربوا لمصر والعراق والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وأمريكا، التخطيط للتحرك للمطالبة بالعودة لأراضينا فى الـ60 سنة الأولى، لأنهم انشغلوا بمحاولة تجميع أنفسهم وبناء المدارس والكنائس، وبعد سنة 65 بدأ الأرمن فى مخاطبة الدول للحصول على اعترافهم بما تعرضوا له وحقهم فى أرضهم، وبالفعل بدأ المجتمع الدولى والدول العربية والدول الأوروبية تعترف بالمذابح، والآن هناك 22 دولة ومنظمة دولية وحقوقية تعترف بالإبادة، ليس من بينها مصر التى لم توقع حتى الآن على وثيقة الاعتراف.

والحقيقة أن الدولة العربية التى اعترفت بالمذابح هى لبنان، ولا توجد أى اتصالات بيننا وبين الدولة المصرية بهذا الخصوص، ونتمنى أن تكمل الدولة المصرية جميلها مع الأرمن، وتعترف بالإبادة، وهذه قضية إنسانية وحقوقية بالأساس وليس لها علاقة بالسياسة، مع أن السياسة فى الوقت الراهن هى المتحكمة.

■لكن كانت هناك أخبار عن اعتزام مصر التوقيع على وثيقة الاعتراف بالإبادة التركية للأرمن؟

– هذا كان فى عهد المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت لمصر، وقيل وقتها إنه كان سيوقع على الوثيقة فى الأمم المتحدة لكن هذا لم يحدث.

ولا توجد مخاطبات بيننا وبين الحكومة المصرية بهذا الشأن، ولكننا نخاطب بعض الأحزاب، وبالفعل أصدر حزب المصريين الأحرار العام الماضى بياناً اعترف فيه بالإبادة التركية للأرمن، وننتظر تشكيل البرلمان المصرى لمناشدة الأحزاب التقدم بمشروع قرار حول التوقيع على وثيقة الإبادة.

ومسألة توقيع مصر على وثيقة الإبادة للأرمن، مهمة جدة لنا، لأنها ستكون دفعة قوية لجهودنا، لأن مصر أكبر دولة عربية وإسلامية ولها ثقلها فى المنطقة كلها، واعترافها سيؤثر على باقى الدول العربية والإسلامية.

■هل تعتقد أن السياسة التركية الحالية قد تدفع بعض الدول للتوقيع على وثيقة المذبحة؟

– طبعاً، سياستها تدفع البعض لهذا الاتجاه، خاصة مع موقفها المضاد لدول سوريا ومصر، إلا أننا نتمنى ألا تسيس القضية لأنها قضية حقوقية وإنسانية، وليس لها أى بُعد دينى أو سياسى ولابد أن تكون فى مكانها الطبيعى.

■رغم عملكم عشرات السنوات للحصول على اعتراف الدول بالمذبحة، فإنكم لم تحصلوا إلا على اعتراف 22 دولة ومنظمة فقط.. فلماذا؟

– تركيا لها مصالح فى كل دول العالم، اقتصادية وسياسية، أمريكا مثلاً لها قواعد فى تركيا، ورغم اعتراف 43 ولاية أمريكية بالإبادة، فإن الكونجرس لم يعترف، نتيجة الضغوط التركية المباشرة، وغير المباشرة عبر حليفتها إسرائيل.

هذه الضغوط دفعت الرئيس الأمريكى باراك أوباما، للتراجع عن وعده الذى قطعه على نفسه قبل الفوز فى انتخابات الرئاسة، بالاعتراف بالإبادة الأرمينية.

■التوجه للمحكمة الدولية يتطلب اعتراف تركيا هى الأخرى بالمذابح، فهل هناك احتمال أن تعترف تركيا؟

– تركيا تعترف؟! هم يدركون أن اعترافهم سيضع دولتهم فى موقف صعب وسيعنى بدء مرحلة التعويضات، لأننا سنطالب بالتعويضات والأراضى الأرمينية، التى لا تقدر بمال، وقطعاً تركيا لن تستطيع تعويضنا عن 1.5 مليون روح، قتلوا فى المذابح، ونحن بالفعل بدأنا مرحلة المطالبة بالأراضى، وطالب بابا الأرمن فى أرمينيا وجورجيا تركيا بإعادة أراضى الكنائس والأديرة لهم لأنها كانت تتبع الجاليات والشعب الأرمنى، وهى 2500 كنيسة ودير تهدمت، فى محاولة للإبادة الثقافية.ونحن على تواصل دائم مع النخب التركية، للضغط على حكومتهم، للاعتراف بما حدث.

كتب أسامة خالد وصلاح البلك

الوطن نيوز المصرية

Share This