شاكر محاسنة وآنا ومجازر الأرمن

ثمّة شخصيات حقيقية صارت موضوعا لأعمال روائية معروفة، كما رواية الحصن للكاتب الألباني “المرتد” إسماعيل كادره، ورواية جسر على نهر درينا للكاتب اندريتش.
وهي روايات مستمدة مما عرف بضريبة الأطفال أيام الاستعمار العثماني لشعوب البلقان والشرق العربي؛ حيث كانت السلطنة تجبر الاهالي المسيحيين على تقديم أطفالهم للخدمة في الجيش الانكشاري بعد ان تغير اسمه ومذهبه، وتطلق عليه اسما تركيا او إسلاميا..
وفي الرواية الأولى، يكتشف أحد قادة الحملات العثمانية المكلف بقمع ثورة في بلده الاصلي، انه من عائلة كذا ومذهب… الخ، فيما نعرف من الرواية الثانية أن قائدا عثمانيا يقاتل شقيقه في “البلد الأصلي” بعد استعماره من قبل العثمانيين ومن الشخصيات الأخرى التي تتصل بتاريخ الاستعمار العثماني للبلاد العربية، شخصية يحيى الكركي كما وردت عند الروائية الأردنية، سميحة خريس.

وقد لفت انتباهي الزميل الروائي المبدع، سليمان القوابعة، وأصدقاء أرمن الى شخصيتين من أصول أردنية عاشتا في الطفيلة وفي معان، هما: شاكر محاسنة وسيدة تدعى آنا…فأما الأول، فهو شاب أرمني وصل الطفيلة هربا من المجازر التركية، واحتضنه أهالي المدينة، وتبنته إحدى عائلاتها “المحاسنة”، وهو والد الدكتور علي شاكر الذي يدرس في جامعة مؤتة.وأما الثانية “آنا” فكانت تجيد الفروسية وإطلاق النار والعديد من الأعمال الحرفية، وقد أعجب بها أهالي معان، واندمجت معهم…..

والجدير ذكره هنا أن بيوت الأرمن في معان تحولت بمبادرة منهم الى مركز للجيوش العربية التي دخلت المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى، وشكلت نواة الجيش العربي السوري قبل الاعلان عن أول دولة عربية مستقلة في دمشق. وكان بضمن هذه الجيوش، فرقة خاصة من الخيالة الأرمن الذين لعبوا دورا معروفا في المعارك ضد جيوش الاحتلال العثماني.

موفق محادين

العرب اليوم

Share This