شيخ الأزهر سليم البشري أول من أفتى بحرمانية إبادة الأرمن


نشرت جريدة المؤيد تلك الكلمة خلال أيام 25 و26 و27 نيسان 1909 في إصدارها اليومي وفى عددها الأسبوعي الصادر يوم الجمعة 28 من نيسان .. وفى الكلمة :

اطلعنا فى الصحف المحلية على أخبار محزنة وإغشاعات سيئة عن مسلمي بعض ولايات الأناضول من الممالك العثمانية، وهي أن بعضهم يعتدون على بعض المسيحيين فيقتلونهم بغيا وعدوانا، فكدنا لا نصدق ما وقع إلينا من هذه الشائعات، ورجونا أن تكون باطلة، لأن الإسلام ينهى عن كل عدوان ويحرم البغى وسفك الدماء والإضرار بالناس كافة، المسلم والمسيحى واليهودى في ذلك سواء.

” فيا أيها المسلمون فى تلكم البقاع وغيرها، احذروا ما نهى الله عنه فى شريعته الغراء وأحقنوا الدماء التى حرم الله إزهاقها ولا تعتدوا على أحد من الناس، فإن الله لا يحب المعتدين ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ” يأيها المسلمون الله الله فى دينكم وإياكم وما حظر عليكم ربكم فى كتابه وسنة رسوله والفسوق عن أمره والنزول على ما فيه من غضبه وسخطه .” إن للذين عاهدوكم والمستأمنين لكم والذين جاوروكم من أهل الذمة بينكم حقا من الله تعالى فى رقابكم أن تستقيموا لهم ما استقاموا لكم وأن تمنعوهم مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم وأن تجعلوا لهم من بأسكم قوة لهم ومن قوتكم عزا ورخاء، وأن تكفوا عن أديارهم وكنائسهم وبيعهم ما تكفون عن مساجدكم ومعابدكم.
“ولا والله امرؤ ما داس امرؤ حريمهم ووضع السيف فيهم وبغى عليهم إلا كان ناقصا لما أخذ الله على المسلمين من عهد وأوجب عليهم من أمر”.

“فيا أيها المسلمون لا تجعلوا للعصبيات الجنسية سلطانا عليكم، ولا للتشيع للعناصر سبيلا إلى نفوسكم، فإن هذا حمية الجاهلية التى ردها الإسلام ونعى على أهلها . ولقد كان لكم فى رسول اللله أسوة حسنة وفى أصحابه العارفين خير قدوة . ولو أنكم لم تسمعوا مقالة جاهل ولم تقدعوا سلطان الهوى لملكت عليهم سماحة الإسلام مشاعركم ولجعلتم للسلم مفيضا ولوجدتم عن سفك الدماء منصرفا”.

وأعلموا أن كان ما بلغ الناس عنكم حقا فقد أغضبتم ربكم ، وما أرضيتم نبيكم وشريعتكم وأحفظتم إخوانكم المسلمين عليكم غيرة على دينهم التى تنكرت بهذا العمل الشنيع (إن صح) معالمه وانتهكت محارمه وأطلقتم ألسنة الجاهلين بدينكم بنكر القول فى المسلمين أجمعين.

ألا فاسمعوا ما قال نبيكم فى مثل ما أنتم فيه اليوم .قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما .وقال عليه الصلاة والسلام (من قذف ذميا حد له يوم القيامة بسياط من نار).

فرحم الله امرءا سمع فوعي، وبلغ ودعا، وفق الله المسلمين أجمعين إلى العمل بدينهم القويم وهداهم إلى صراطه المستقيم ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم).

 سهير عبد الحميد

الأهرام

Share This