منظمة الأمن والتعاون الأوروبي

بيان الاستانة يدعو الى حل النزاعات بوسائل سلمية والاتفاق المشترك

خلاصة قمة الأستانة (1 و2 كانون الأول/ديسمبر 2010)


أنهت قمة الأستانة أعمالها في الثاني من كانون الأول/ديسمبر.

تم اعتماد الإعلان الختامي الذي يشكل وثيقة هلسنكي الجديدة للفضاء الأورو ـ أطلسي والأورو ـ أسيوي. إنه يؤكد صحة كل الالتزامات في إطار وثيقة هلسنكي الختامية وميثاق باريس، ويُذكر بأن ما من دولة بمفردها يمكنها تولي مسؤولية دائمة لحفظ السلام، أو إعتبار أي طرف في فضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كمنطقة لنفوذه.

يشدد هذا الإعلان من جديد على الالتزام باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وهي قضية تمثل موضوع قلق مشروع لمجموع أسرة الدول. ويؤكد للمرة الأولى بأن الفضاء الأورو ـ أطلسي والأورو ـ أسيوي مدعو لكي يصبح أسرة أمن.

ثمة نتائج ملموسة تم الحصول عليها حول ملفات مراقبة التسلح والنزاعات المجمد. وتوافقت الدول الأطراف في المعاهدة حول القوات التقليدية في أوروبا على إعلان يفتح الطريق لمفاوضات في شأن نظام التسلح التقليدي في أوروبا.

وعن النزاع المجمد في كاراباخ، اتفق رؤساء مجموعة مينسك وأرمينيا وأذربيجان حول نص يؤكد التزامهم للعمل من أجل حل ينطلق من قاعدة المبادئ التي عرضها الرؤساء الروسي والفرنسي والأميركي.

إن فرنسا التي دعمت بفاعلية التحضير لهذه القمة، تشكر كازاخستان التي نجحت للمرة الأولى منذ 11 عاماً في جمع الدول المنضوية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، واستئناف الحوار في ما بينها على أعلى المستويات. وتشكر أيضاً الإتحاد الأوروبي الذي لعب دوراً حاسماً في المفاوضات. وهي مسرورة جراء الديناميكية التي انطلقت أثناء هذه القمة حيث شكلت مرحلة أساسية في استعادة الثقة في الفضاء الأورو ـ أطلسي والأوروـ أسيوي بعد المراحل التي قطعتها في قمتي دوفيل وليشبونة.

أما الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف فقد بدا متفهما لإمكانية تفعيل دور المنظمة علي أرض الواقع من حيث إجتماع مجموعة الأمان عبر المحيط الأطلسي والتي تهدف إلي منع وعلاج الصراعات في مختلف أنحاء أوروبا والاتحاد السوفياتي السابق‏,‏ الا أن ثمة عراقيل وضعتها بعض الدول الغربية ظهرت جليا في عدم الإتفاق علي الصيغة النهائية للوثيقة التي تخرج عن القمة‏,‏ ولم يكن هذا بجديد علي الوفود الحاضرة حيث المحت اليه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء كلمتها في افتتاح القمة حين اشارت الى لعب دور أكبر للمنظمة في منع نشوب صراعات جديدة والبحث عن حلول سلمية علي المناطق الانفصالية في جورجيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق ومولدوفا وكذلك نزاع ناكورني كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان،‏ الأمر الذي كرره الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بالتأكيد علي واقع المنظمة والتي بدأت تفقد إمكاناتها‏.‏ وقال “لقد أهملت بعض المباديء الأساسية للمنظمة‏،‏ فضلا عن انعدام الثقة بين الدول الاعضاء والتي تحد من قدرة المنظمة علي الاستجابة للأزمات والتكييف مع التهديدات الجديدة‏،‏ لكن دون الإشارة الي موضوع جورجيا‏، مما دفع بالعديد من الوفود الي ادراك ما سوف يحصل من اختلاف متباين في وجهات النظر الغربية والروسية‏، وهذا ما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حين قال ان موسكو تعارض ان تتضمن الوثائق الختامية للقمة اي كلام عن نزاعات في جورجيا كما تقترح بعض الجهات الغربية”‏.‏

وتعد هذه القمة مناسبة تاريخية لأنها تأتي تتويجا لأحد عشر عاما من الجهود المتفانية التي تبذلها الدول الأعضاء لوضع مبادئ توجيهية استراتيجية قادرة علي معالجة التهديدات والتحديات الجديدة مما يدل علي العزم علي بناء مجتمع حقيقي وهي الخطوة التي يمكن أن تمثل معلما رئيسيا في تاريخ المنظمة‏.

من جهته قال الرئيس نور سلطان نزار باييف أن هذه القمة تشكل مؤشرا علي نهضة المنظمة‏’‏ التي تؤثر الخلافات بين روسيا والغرب علي عملها لان اي قرار فيها يتطلب توافقا بين الدول الاعضاء‏.‏ والتي وصفت بأنها علامة علي ولاده جديدة للمنظمة‏..

لذا فتتعين مواصلة الاعمال في ترتيب المعايير الاتفاقية في مجال نزع السلاح وعدم الانتشار‏، لثمرتها تنبغي إنشاء منتدي خاص للمنظمة‏,‏ لذا فقد جاء المقترح الكازاخستاني بتشكيل المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا لتنسيق مكافحة الجريمة عبر الوطنية‏,‏ والاتجار بالمخدرات والهجرة غير المشروعة‏.‏

وينص الاقتراح الآخر من نزارباييف علي القضايا الموجودة في الدول و اوضح الرئيس الكازاخي بهذا الشأن ان‏’‏ اليوم مرض عجز الثقة علي ساحة منظمة الامن و التعاون في اوروبا تظهر داخل بعض الدول في الغالب و ثم يؤثر علي الاوضاع الاقليمية و العالمية سلبا‏.‏ الأحداث من هذا المستوي قد تشمل محاولات لسخرية الجمهور من المراقد الدينية وغيرها‏.‏ فإنه من المستحسن أن خطاب القاهرة للرئيس باراك أوباما‏,‏ الذي يحدد موقف الولايات المتحدة بشأن تعزيز التسامح الديني‏,‏ وسوف تستمر في اتخاذ خطوات محددة لمنظمة الأمن والتعاون‏.‏

ووفقا له فإن الأزمة المالية العالمية قد كشفت أن الصراعات المحلية وغيرها من التحديات التي هزت العالم إلي حد كبير غير متوقع‏’‏ وهذا يشير إلي أن ‏’‏بصريات‏’‏ رؤية للمستقبل تبينت أنها معيبة وأعتقد أن منظمة الأمن والتعاون سيكون من المفيد العمل عليها للتنبؤ بالقضايا الأمنية المختلفة فضلا عن الكخطوة أولي لإنشاء معهد للأمن‏,‏ والتي يمكن أن تقع في استانا‏’.‏

أما الإقتراح التالي فهو تعزيز الثقة والتفاهم المتبادل ليسهم في انشطة متساوية لمؤسسات منظمة الامن و التعاون في اوروبا علي ساحة صلاحياتها وأكد الرئيس نزارباييف قائلا ان‏’‏ هذه العملية يمكن ان تبدأ مع إنشاء مؤسسات جديدة للمقايس النقدية والمالية‏,‏ بين الأديان والتنبؤ والتحليل في مختلف البلدان‏،‏ بما في ذلك الجزء الآسيوي من منظمة الأمن والتعاون‏.‏ ونقترح لمناقشة هذه المقترحات في إطار عملية كورفو كما اعتقد ان التغيرات الأساسية للمنظمة تجد عكسها في بيان استانا لمنظمة الامن و التعاون في اوروبا‏’.‏
بينما رأي المحللون السياسيون أنه يجب تفعيل أكبر لدور المنظمة والتي صممت في الأساس للتصدي للتحديات المتعددة الأبعاد مثل الأزمات الإقليمية والعابرة للحدود والمخاطر التي تهدد الشعوب فضلا عن الصراعات التي طال أمدها ولا تزال دون حل بشكل خطير‏.‏

أما فيما يتعلق بمسألة تسوية نزاع كاراباخ الجبلية،

فقد تم إقرار بيان حيث تمت الإشارة بصورة خاصة إلى مايلي: “إن كازاخستان في إطار إجتماع قمة أستانا مع زعماء وفود الدول التي ترأس مجموعة مينسك المنبثقة عن المنظمة رئيس روسيا ديميتري ميدفيديف ورئيس وزراء فرنسا فرانسوا فيون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وكذلك رئيسا أرمينيا وأذربيجان سيرج سركسيان وإلهام علييف قرروا أنه قد حان الوقت لبذل الجهود الحازمة بهدف تسوية نزاع كاراباخ.

وفي هذه الصياغة أعادوا إلى أذهان رئيسي أرمينيا وأذربيجان البيانات المشتركة التي تم توقيعها في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني عام 2008 في موسكو وفي 27 من اكتوبر تشرين الأول عام 2010 في أستراخان وأتفقا على أن السبيل الوحيد هو حل النزاع بالطرق السلمية بواسطة المباحثات لضمان الإستقرار والسلام والأمن في المنطقة وتحقيق المصالحة الحقيقية بين الشعبين الأرميني والأذربيجاني.

وأكد رئيسا أرمينيا وأذربيجان مرة أخرى تعهدهما بالتوصل إلى حل مسألة كاراباخ على أساس المبادئ والمعايير الدولية وميثاق الأمم المتحدة وعقد هلسنكي الختامي وكذلك البيانات التي أصدرها رئيس روسيا ديميتري ميدفيديف ورئيس فرنسا نيكولا ساركوزي ورئيس الولايات المتحدة باراك أوباما في العاشر من يوليو تموز عام 2009 وفي 26 من يونيو حزيران عام 2010 في موسكو.

وعلى أساس الوثيقة التي تم إقرارها في أستانا فإن الدول التي ترأس مجموعة مينسك تعرب عن دعمها لرئيسي أرمينيا وأذربيجان وتدعوهما إلى مضاعفة الجهود في مسألة تخطي الخلافات القائمة حول المبادئ الأساسية. وبهدف خلق جو مناسب إلى درجة أكبر للمباحثات دعت إلى اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز نظام وقف إطلاق النار وضمان الثقة.

وكالات

Share This