“مذبحة الأرمن” بين التشكيك والحقيقة

العالم يحتفل هذا الاسبوع بالذكرى المئوية ل “مذبحة الأرمن” وبهذه المناسبة يسافر البابا تواضروس للمشاركة فى هذه الاحتفالية ، وبمناسبة هذه المذبحة …. هل كانت ابادة جماعية ام لا ؟!

فقد استخدم البابا  فرنسيس بابا الفاتيكان كلمة «إبادة» لوصف مجازر الأرمن التى وقعت قبل مائة عام فى ظل السلطنة العثمانية، وقال البابا ذلك فى قداس احتفالى بكاتدرائية القديس بطرس فى روما مستندا إلى وثيقة موقعة فى عام 2000 من البابا يوحنا بولس الثانى وبطريرك الأرمن قائلاً : «اجتازت عائلتنا البشرية فى القرن الماضى ثلاث مآس جماعية وغير مسبوقة، الأولى اعتبرت بشكل كبير كأول ” إبادة فى القرن العشرين ضربت شعبكم الأرمني».وهذا التصريح آثار غضب اردوغان مما وصف هذا التصريح ب ” المتحيز  وغير اللائق “.

ويذكر أن عدد الأرمن الذين لقوا مصرعهم بين عامى 1915 و1917 مع نهاية الإمبراطورية العثمانية يقدر بنحو 1.5 مليون، وفقا للتقارير الأرمنية، كما أقر عدد من المؤرخين وأكثر من عشرين دولة منها فرنسا وإيطاليا وروسيا بحدوث هذه الإبادة، غير أن تركيا تعلن من جهتها أن حربا أهلية كانت دائرة آنذاك وقتل فيها ما بين 300 و500 ألف أرمنى وعدد مماثل من الأتراك.

مذابح الأرمن تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية أدت إلى وفاة المبعدين.

ويقول بعض المؤرخين فإن “الإبادة المنتظمة للأرمن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، إذ يدور الحديث عن القتل الجماعي الذي وضع أساسه في أعوام 1894-1895 بغية تقليص عدد الأرمن في تركيا والقضاء عليهم قضاء تاما في المستقبل”.

ويعتبر 24 أبريل عام 1915 رسميا بداية لإبادة الأرمن الجماعية، إذ استمر القتل الجماعي في فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير في سبتمبر عام 1922.

 وتعترف بعض المنظمات الدولية رسميا بـ”الإبادة الأرمنية” مثل الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا ومجلس الكنائس العالمي ومنظمة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان التركية.

يذكر أن هناك أكثر من 135 نصب تذكاري، موزعة على 25 بلدا، تخليدا لذكرى “الإبادة الجماعية” للأرمن.

شادية يوسف

الأهرام

Share This