رئيس أرمينيا: “الاعتراف بالإبادة الأرمنية انتصار للعدالة وضمير الانسانية ضد العنصرية والكراهية”


في إطار زيارة النصب التذكاري للإبادة الأرمنية في يريفان برفقة الوفود الرسمية، ألقى رئيس جمهورية أرمينيا ورئيس اللجنة الحكومية لفعاليات إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية كلمة قال فيها: “نحيي اليوم الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، قبل مئة عام، في 24 من نيسان بدأت الاعتقالات بحق المفكرين الأرمن في عاصمة الإمبراطورية العثمانية، واستكملت بإحدى أكبر جرائم القرن العشرين. وكانت الأحداث أمراً استثنائياً لم يسبق له مثيل”.

مشيراً الى أعمال التهجير والنفي التي تعرض لها الشعب الأرمني، وعمليات الإبادة التي راح ضحيتها 1.5 مليون أرمني. وأشار سركيسيان الى أن الكنيسة الأرمنية أقامت مراسم تقديس لهؤلاء الشهداء ورفعتهم الى مرتبة القديسين.

وقال: “هذا الشهر ترك أثراً أسوداً ليس فقط على الشعب الأرمني بل على بداية الهولوكوست والابادات في رواندا وكمبوديا. ونحن اليوم أمام النصب التذكاري للابادة الأرمنية (دزيدزيرناكابيرت)، أتمنى ألا نحتاج لإقامة النصب التذكارية للشهداء في أي بقعة من العالم”.

وتحدث سركيسيان عن الذاكرة الجماعية ونقل الحقيقة الى الأجيال القادمة، والتي تبنى عليها عملية منع الجرائم المقبلة، مستشهداً بخطاب البابا فرنسيس عن الجرح النازف. ومذكراً بالأحداث التي تمر في الشرق الأوسط. ورأى سركيسيان أنه من الضروري إيجاد الحلول لمنع تكرار الابادات.

وقال: “يبدو أن الذكرى المئوية للابادة الأرمنية باتت مرحلة جديدة للنضال الدولي لمكافحة الجرائم. فهناك العديد من الدول والمنظمات الدولية التي اعترفت وأدانت أول إبادة في القرن العشرين وأكد آخرون على تجريم محاولات إنكارها ورفضها”.

“لقد قتل مئات الآلاف من الأرمن في صحراء دير الزور في سوريا، حيث تم جمع رفات الأرمن في الكنيسة الأرمنية هناك. وقد زرت الكنيسة قبل سنوات وأكدت من هناك أننا نخطط لنعيش ونستمر في الحياة. نحن ننظر الى الأمام.. وكنت أنظر الى الأمام أثناء خطابي في باحة الكنيسة. لكن العام الماضي، تم تفجير الكنيسة ذاتها مع النصب التذكاري. واليوم، رفات شهدائنها لا يرقدون بسلام.. هذه هي حقيقة اليوم…”.

وأضاف أن الضمير يقابله الانكار، وأن الاعتراف بالابادة ليس ضريبة العالم للشعب الأرمني وضحاياه. قائلاً: “الاعتراف بالإبادة انتصار للعدالة وضمير الانسانية ضد العنصرية والكراهية”.

وشكر باسم الأرمن الحضور، ورؤساء الدول الحاضرين في الاحتفالية، كما شكر المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي وقفت الى جانب الأرمن. كما شكر الذين اجتمعوا في ساحة تقسيم، في إسطنبول فهم شجعان ويقومون بعمل حق من أجل وطنهم، حسب قوله.

وأكد أن الشعب الأرمني سيقف الى جانب المعذبين من الجرائم ضد الإنسانية، وأن النضال الدولي لمكافحة الابادات سيكون جزءاً لا يتجزأ من السياسة الخارجية في أرمينيا.

وشكر سركيسيان الجميع لحضورهم ولتأكيدهم على القيم الإنسانية، وقال: “لا يمكن أن ننسى، وأنه بعد مئة عام نتذكر ونطالب”.
ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This