الأرمن في العراق يحيون الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية ويطالبون تركيا بالاعتراف والعدالة


أفادت (عنكاوا كوم) أنه بعد مئة عام من وقوعها خرج مئات الأرمن لأول مرة في تظاهرة سلمية قرب السفارة التركية ببغداد مطالبين بالأعتراف بالمذابح الجماعية التي طالت أجدادهم على يد العثمانيين أبان الحرب العالمية الأولى.

وسار المتظاهرون بصفوف منظمة مسافة وصولا الى مبنى السفارة التركية حاملين الأعلامالعراقية ولافتات منددة بالجرائم التي أرتكبها الأتراك في عهد الدولة العثمانية ضد الشعب الأرمني في ذكراها المئوية.

وشارك في التظاهرة التي حظيت بحراسة أمنية، رجال دين وسياسين وناشطين مدنيين وأبناء الطائفة الارمنية تقدمهم المطران أفاك اسدوريان الذي تحدث في تصريح صحفي خاص ب”عينكاوا كوم” قائلا “نحن العراقيين من أصول أرمنية جئنا للتظاهر أمام السفارة التركية لنقول “لنا معكم قضية وهي كما يعلمها العالم بأجمعه الابادة الجماعية التي حصلت ضد الارمن وباقي المسيحيين أبان الحرب العالمية الاولى عام 1915 وما تبعها من حملات تطهير عرقي وترحيل قسري للقضاء على الشعب الارمني “.

وشدد أسدوريان رئيس طائفة الارمن الارثذوكس في العراق على أن تعترف تركيا الحالية التيوصفها بأنها أمتداد للدولة العثمانية بما حصل فعلا من أبادة جماعية كي تتمكن من العيش مع نفسها بسلام أولا ومن ثم مع جيرانها، مبينا أن التظاهرة ليست وسيلة ضغط بقدر انها من أجل الأعتراف بالحقيقة البناءة التي ستأخذنا الى الحوار .

التمثيل الرسمي كان حاضرا في التظاهرة عبر مشاركة وزير العلوم والتكنلوجيا فارس ججو الذي قال في تصريح ل”عنكاوا كوم” أن جرائم الابادة التي أرتكبت في تلك الفترة لم يسلط الضوء عليها بشكل كاف لحد الان ومشاركتنا الى جانب أخوتنا الارمن المسيحيين العراقيين ما هي الأ للمساهمة في إيصال الحقيقة لحكومات وشعوب العالم وحثهم على الأعتراف بالاخطاء التي وقعت .

وأكد ججو على أن التعايش السلمي بين الحكومات وشعوبها لا يتحقق الأ عبر الأعتراف بالجرائم التي طالت الشعوب وخاصة الشعب الأرمني الذي فقد مليون وخمسمئة الف أنسان في عام 1915 لا لذنب سوى لانهم أرمن مسيحيين، مضيفا أن على الحكومة التركية الاعتراف بالجرائم العرقية التي حدثت في بلدها وهي ليست اساءة لها بل لفتح باب جديد للتعايش السلمي بين الشعوب .

ووصف أحد المتظاهرين هذا الحدث بالمهم كون أن الأرمن خرجوا لأول مرة وبحرية تامة في بغداد للمطالبة بأنصافهم عما طال أجدادهم وأبناء قوميتهم من قتل وابادة جماعية على يد العثمانيين والمتعاونين معهم، أذ عبر ناشط رياضي وأسمه “خاجيك ليون” عن أمله في أن تعترف المنظمات ودول العالم بأبادة الارمن والطوائف الاخرى من السريان والاشوريين والكلدان في تلك الفترة .في حين ذكرت “هاسميك” أن كل ما نريده هو أعتراف تركيا بالمجازر التي أرتكبتها السلطات العثمانية ضد الشعب الأرمني .

وعن رفعهم للعلم العراقي في تظاهرتهم قالت “هاسميك” أن هذا يعبر عن مدى حبنا وأحترامنا نحن الأرمن لبلدنا العراق الذي احتضننا بعد مجازر الاتراك .
وشهدت التظاهرة إلقاء بيان أمام السفارة التركية حمل مطالب المتظاهرين المتضمنة أعتراف الحكومة والشعب التركيين بالابادة الارمنية وعدم جعل الموضوع طي النسيان والتسويف الذي لا يمكن من خلاله بناء مستقبل يعمه السلام والعدل .

يذكر أن التظاهرة كانت من تنظيم لجنة احياء الذكرى المئوية وهي عبارة عن مسيرة احتجاج سلمية امام السفارة التركية في بغداد بمناسبة الذكرى المئوية للابادة الجماعية الارمنية. وترأس المسيرة سيادة المطران الدكتور افاك اسادوريان رئيس طائفة الارمن الارثوذكس في العراق، واللجنة المركزية للطائفة، تضمنت تظاهر العشرات من العراقيين الأرمن في العاصمة بغداد لمطالبة الحكومة التركية بالاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” التي تعرضوا لها عام 1915.

شارك في المسيرة السيد فارس يوسف ججو وزير العلوم و التكنولوجيا في العراق، السيد جوزيف صليوا نائب في البرلمان العراقي، السيد نوفاك بطرسيان عضو مجلس البصرة عن المكون المسيحي والدكتور سعد سلوم رئيس تحرير مجلة مسارات الفكرية الثقافية والباحث في مجال الأقليات.

التظاهرة السلمية هي للمرة الاولى في تاريخ طائفة الارمن الارثوذكس في العراق، انطلقت من امام السفارة التركية وهي تحمل شعارات تؤكد على احياء الذكرى وربطها بما يحدث من ابادات في العراق اليوم. يشار الى أن السفارة التركية قامت بانزال علمها. كما انها لم تتسلم مطالب المتظاهرين.

Share This