الابادة العثمانية للأرمن تفوق بفظاعتها الحرب العالمية الأولى

احتضنت مدينة اسطنبول في الرابع والعشرين من الشهر الماضي مهرجاناً لإحياء ذكرى إبادة الأرمن على يد جنود الدولة العثمانية، وعلى الرغم من هذا لا تزال الحكومة التركية تعترض على وصف مقتل الأرمن بـ “إبادة جماعية”.

في ضوء ما سبق نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية مقالاً للكاتب المعروف روبرت فيسك جاء فيه: في إطار إحياء الذكرى المئوية للإبادة الجماعية للأرمن عام 1915، والتي راح ضحيتها مليون ونصف مليون من الأرمن، تجتمع مجموعة من الرجال والنساء الأرمن والأتراك في مدينة اسطنبول في الرابع والعشرين من الشهر الجاري لإحياء الذكرى.

وأضاف فيسك: على بعد نصف ميل من ساحة «تقسيم»، قامت الإمبراطورية العثمانية آنذاك بجمع المئات من المثقفين والمفكرين والكتّاب الأرمن وقتلهم من خلال مجازر جماعية.

وأشار الكاتب إلى امتعاض الحكومة التركية من وصف البابا فرنسيس المذابح العثمانية بحق الأرمن بالإبادة الجماعية، هذه المجزرة التي تفوق وحشيتها وفظاعتها الحرب العالمية الأولى، والتي تجلت في محاولة متعمدة ومخطط لها من أجل التصفية العرقية للأرمن.

وفي هذا السياق تواصل الحكومة التركية إنكارها السخيف لهذه الحقيقة التي يؤكدها التاريخ متذرعة بأن الأرمن «لم يقتلوا وفقاً لخطة مدروسة» وأن «تسمية إبادة جماعية التي صيغت بعد الحرب العالمية الثانية لا يمكن أن تنطبق عليها»، ولفت فيسك مستهزئاً إلى أنه لا يمكن وصف الحرب العالمية الأولى بهذه التسمية لعدم وجود هذا المصطلح في ذلك الوقت.ويتابع فيسك: دأب الأوروبيون وحلف شمال الأطلسي بما في ذلك تركيا على إنكار حقيقة هذه الوحشية البشرية التي تعتبر أقرب إلى «كذبة جنائية»، علماً أن أكثر من مئة ألف تركي قد اكتشفوا أن لديهم أسلافاً أرمن، فقد تم خطف النساء بشكل خاص واستعبادهن واغتصابهن خلال مسيرات الموت.

وتحدث فيسك عن لقائه مع سيدة أرمنية مسنة وصفت له كيف شاهدت رجال الميليشيات التركية وهم يكدسون الأطفال بعضهم فوق بعض وإضرام النار فيهم وهم أحياء، فضلاً عن استعباد النساء.وتساءل فيسك: أليس هذا ما يرتكبه اليوم ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي بحق من يخالفه عرقياً؟

الوحدة

Share This