حدود الدولة الإسلامية وتركيا

في حديث مع جريدة “طرف” التركية بتاريخ  7 أيار صرح كورسيل تيكين السكرتير العام لحزب الشعب الجمهوري الذي يعد الحزب المعارض الرئيسي في تركيا أنه خلال يوم أو يومين تستعد تركيا لتنفيذ عملية عسكرية داخل سوريا. وأرجع معلوماته الى مصدر “موثوق” وطلب من داوودأوغلو تفسير الخبر أو نفيه.وقد نفي رئيس الوزراء التركي الخبر شفهياً، لكنه أكد حقيقته عملياً.

حيث وبعد تجمع انتخابي في ولاية أورفا دخل رئيس الوزراء التركي الى سوريا برفقة قائد القوات البرية التركية ومصفحات ومروحيات، وقام بزيارة الضريح الشاه سليمان في قرية قشمة على بعد 253 متراً من الحدود التركية حيث رفاة جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية. وكان الرفات قد انتقل برحلة من موقع في سوريا الى موقع آخر أكثر أمناً، وكان الهدف تبرير التدخلات التركية، مع نقل الرفات الى مكان آخر في سوريا من جديد،ليبقى رفات جد الإمبراطورية العثمانية مبرراً دائماً لغزوات أنقرة.

إن هذه العمليات التي تنفذ منأجل تحقيق انتهاكات للحدود والأراضي لتبرير الدفاع عن الرفات سيكون لها عواقب أخرى.

خلافاً للعمليات العسكرية السابقة، شارك رئيس الوزراء التركي شخصياً هذه المرة في الانتهاك، وذلك من خلال تسييس المرور التركي الى جانب المنحى العسكري. وبذلك، ينبغي لفت الأنظار الى التصريحات التي أطلقت عشية العملية، وأبرزها كان: “تركيا ستزيل حدودها مع سوريا، حين يسجل الممثل الحقيقي للشعب السوري انتصاراته”.

وأعقب هذا التصريح أقوال في اطار السلام، بأن المعارك المذهبية يجب أن تتوقف في كافة مناطق سوريا، وأنه ينبغي أن تكون دمشق عاصمة السلام. والمنطقة بأكملها تحترق، وتركيا تتحمل بفضل وحدتها الداخلية والديموقراطية.

ومن خلال تؤويل مقاومة تركيا، وضمن إطار الربيع العربي تحاول أنقرة تفسير الأسباب الحقيقية للحروب في المنطقة وسوريا أمام المجتمع الدولي. وباستخدامها شعار الديموقراطية التي تسير بالمنطقة الى النهضة الربيعية تحاول أنقرة الانضمام الى مبادرات الغرب وتقدم وعوداً بإلغاء الحدود، إن تم احترام الديموقراطية في سوريا وتشكلت سلطة بتمثيل من الشعب.

وتظهر أنقرة على أنها رائدة الديموقراطية من خلال التدخل العسكري وانتهاك الحدود وانتهاك القانون الدولي في وحدة الأراضي.

لكن ينبغي على تركيا أن تأخذ بعين الاعتبار أن ذلك التدخل يدل على أنها ألغت الحدود مع سوريا، خاصة في تلك المناطق التي تدعم عبرها المجموعات المتطرفة، وتراقب كذلك الأراضي التي تقع فيها ضريح جد الإمبراطورية العثمانية.

أما إذا ألغيت الحدود، وبات العسكريون والمسؤولون يمرون بسهولة، ووفق منطق داوودأوغلو، فذلك يعني أن أنقرة ترى في الدولة الإسلامية ممثلاً فعلياً لسوريا.

نعم، إن الحدود ملغاة بين تركيا والدولة الإسلامية. وإن القوات التركية لا تدخل فقط الى تلك الأراضي، بل تقوم بزيارة، بكل هدوء وبرئاسة رئيس الوزراء.

شاهان كانداهاريان، رئيس تحرير جريدة “أزتاك” الأرمنية، بيروت

Share This