أدوارد نالبنديان: هذه ليست ألمانيا في العام 1939، هذه أذربيجان في العام 2010

أثناء تواجده في الهند، زار وزير الخارجية الأرمينية أدوارد نالبنديان مجلس العلاقات الدولية في الهند، وشرح بشكل مستفيض السياسة الخارجية الأرمنية أمام السفراء المعتمدين في الهند وكبار المسئولين في الخارجية والدولة هناك بالإضافة للمحللين والصحافيين.

بعد العرض أجاب الوزير نالبنديان على أسئلة الحضور. متطرقاً لمسألة أرتساخ وآخر التطورات في عملية المفاوضات، قال نالبنديان أن قمة أسدراخان التي جرت في 27 من تشرين الأول (أكتوبر) تشكل منعطفاُ هاماً لإيجاد حل سلمي في عملية المفاوضات الجارية لمسألة أرتساخ. حيث أجتمع الرئيسان الأرمني والأذربيجاني برعاية رئيس روسيا الاتحادية لبحث الآليات الممكنة لحل مسألة أرتساخ. وبعد اللقاء أكد المجتمعون في بيان مشترك ضرورة إيجاد خطوات إجرائية لبسط جو من الثقة المتبادلة بين الطرفين لإنجاح المسار السياسي-الدبلوماسي بالإضافة إلى الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار. وكخطوة أولى أتُفق تبادل لأسرى الحرب وجثث الذين سقطوا في الجبهات.

بعد قمة أسدرخان بدأ التفاهم يأخذ حيز التنفيذ، ولكن للأسف كما هي الحال الجانب الأذربيجاني أستخدم هذا التبادل لتضليل الرأي العام.

في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) وفي مناسبة خاصة عقب التبادل صرّح الرئيس علييف مرة أخرى استعداد بلاده لحل المسألة بالقوة العسكرية. فقد أعلن أن منّفذ عملية التسلل على خط التماس الذي قتل خمسة جنود أرمن وجرح ثلاثة بأنه “بطل قومي”, مشيراً بأن “هناك عندنا عشرات الآلاف من الأبطال كذاك البطل وهم ينتظرون أوامر قيادتهم”. فهو أستعمل مراراً كلمة “استشهاديين”، مدغدغاً بذلك المشاعر الدينية للسكان، مشيراً إلى أنه يمكن أن يكون ذلك مثالاً يُحتذى به للأجيال الشابة. ونوه “بأن جيشه على أتم الاستعداد و لديه الجهوزية الكاملة بالعتاد والعديد”.

ومن المستهجن أن يقف الرئيس الأذربيجاني أمام التلاميذ أثناء افتتاح المدارس، مطبلاً بقوة أذربيجان العسكرية ومتبجحاً بأن أرمينيا والعاصمة يريفان هي أراضٍ أذرية وعلى الأطفال أن يعوا هذا الأمر ويكونوا من المطالبين لاسترجاعها.

هذه ليست ألمانيا في العام 1939، هذه أذربيجان في العام 2010.

لو أجرينا مقارنة لميزانيات أذربيجان العسكرية بين الأعوام 2004-2011 نلاحظ أن الرقم تضاعف 18 مرة، وزاد إلى الضعف بين 2010 و2011، فقد كانت الميزانية العسكرية تشّكل 10 بالمائة من الناتج الوطني، بينما في العام 2011 ستشّكل 20 بالمائة منه.

فأذربيجان لم تنسَ بعد جراحاتها من الحرب الماضية التي بادرت بشنّها، لذلك هي تتحضر لمغامرةٍ ما، فتُسلح جيشها وتطّور قدراتها مستفيدةً من الموارد النفطية الهائلة لتمويل ذلك.

إذا رغبت أذربيجان بالمضي قدماً في العملية التفاوضية لإيجاد حل لمسألة أرتساخ، عليها الابتعاد عن التحريض وكيد المكائد، وأن تبدي التزامها بالمباحثات التي ترعاها مجموعة “مينسك”، ولكن فعلياً لا شكلياً.

من ناحية أخرى، في سؤال حول العلاقات الأرمنية-التركية أجاب الوزير نالبنديان قائلاً بأن “المفاوضات بين أرمينيا وتركيا قد انتهت بالتوقيع على مشروع البرتوكولين. وبأنه لا يوجد ما يسمّى “دبلوماسية صامتة” ولا “جولة ثانية لزيوريخ” ولا مباحثات جديدة. هناك البعض من السياسيين الأتراك وبعض وسائل الأعلام يروجون لذلك، ولكن شخصياً لا أدري “الدبلوماسية الصامتة” موجهة لمن أو مع من.

الخطوة الوحيدة المتبقية من هذه العملية الطويلة للبروتوكول الأرمني-التركي هي تصديقها و إقرارها بدون المزيد من التلكؤ. أرمينيا مستعدة للمضي قدماً فيما تتحرك تركيا من جديد إلى الأمام في عملية البروتوكولين وبلا شروط مسبقة”.

بعد المراسم وفي لقاء مع مدير مجلس العلاقات الدولية في الهند سودهير ديفايري بحث الوزير نالبنديان سبل التعاون بين المدرسة الدبلوماسية التابعة لوزارة خارجية أرمينيا وبين المجلس الهندي.

لاحقاً، وفي الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) زار الوزير نالبنديان مدينة كلكتا حيث أجرى محادثات مع محافظ بنغال الغربية، وكذلك المدرسة الأرمنية هناك والتقى ممثلين عن الجالية الأرمنية في المدينة.

Share This