الجينوسايد وغيرها

الجينوسايد، تعني جريمة الإبادة الجماعية لجماعة عرقية او مذهبية او ثقافية، وقد ارتبط المصطلح في القانون الدولي وعند الرأي العام بالابادة الجماعية التي ارتكبتها السلطنة العثمانية في اواخر ايامها وعبر جماعات الاتحاد والترقي الماسونية من يهود الدونمة، وراح ضحيتها حسب المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، مليون ونصف المليون مدني من الأرمن.

ويدعو القانون الدولي وكذلك نظام المحكمة الجنائية الدولية كل دولة او جماعة ارتكبت هذه الجريمة الى الاعتراف بها اولا، وتقديم التعويض المادي واعادة لحقوق المختلفة بما فيها الأرض.

كما يسعى خبراء مختصون في القانون الدولي والمحكمة الجنائية الى اضافة بنود جديدة تعاقب الدول أو الجماعات المتورطة ومن يدافع عنها في حال الانكار، ورفض الاعتراف بالجريمة للتعويض عنها او التحايل عليها بأي شكل من الاشكال، وذلك وفق ما ذكره السيد كامبو في المؤتمر العالمي التضامني الواسع الذي شهدته العاصمة الارمنية مؤخرًا في ذكرى مذابح الإبادة المذكورة

ايضا، وانطلاقا من المؤتمر العالمي المذكور وأدبياته ووثائقه المختلفة، وانطلاقا من التعريف القانوني الدولي للإبادة الجماعية للجماعات العرقية والمذهبية والثقافية، فإننا نسأل عن ظواهر أخرى في التاريخ الحديث المعاصر ولماذا لا يشملها هذا التعريف، ومنها على سبيل المثال:-

1.الإبادة الأمريكية لخمسين مليونا من الهنود الحمر.. ألا يستدعي ذلك اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بهذه الفظائع، علما بان واشنطن لم تعترف حتى الآن بالإبادة العثمانية عبر يهود الدونمة وحزب الاتحاد والترقي الماسوني للارمن.

2.الإبادة الامريكية وبالقنابل الذرية لمئات الآلاف من اليابانيين المدنيين في ناغازاكي وهيروشيما.

3.الابادة المنهجية للشعب العربي الفلسطيني على يد العصابات الصهيونية من دير ياسين والطنطورة وحتى اليوم.

4.الابادة الممنهجة للعديد من الأقليات المذهبية والعرقية في سورية والعراق ونيجيريا على يد جماعات الاسلام التكفيري، ومن يقف خلفها ويدعمها.

د. موفق محادين

العرب اليوم

Share This