كتاب “الأرمن في القدس عبر التاريخ”

       صدر حديثاً عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر،كتاب “الأرمن فى القدس عبر التاريخ”، للدكتور ماجد عزت إسرائيل الأستاذ الزائر بجامعة بوخوم بألمانيا، الذي تحدث في صدر مقدمته عن فكرة الكتاب قائلاً: “تعود فكرة هذه الدراسة وعلاقتي مع تاريخ الأرمن إلى سلسلة من المحاضرات التي ألقيناها في أماكن متعددة منها، محاضرة في المؤتمر الدولي الأولي الأول عن العلاقات العربية الأرمنية، والذي أقامة مركز الدراسات الأرمنية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وذلك يوم الثلاثاء 29 نيسان 2008م، وكان عنوان المحاضرة “أضواء جديدة على دير الأرمن في وادي النطرون”، أما المحاضرة الثانية فكان عنوانها “دير الأرمن في وادي النطرون” والتي ألقيت بنادي الهوسابير بمصر الجديدة في 14 حزيران 2008م، أما المحاضرة الثالثة فكان عنوانها “دير الأرمن في كتابات الرحالة في العصر العثماني” وألقيناها بالبطريركية الأرمنية بالإسكندرية في صيف 2008 م، أما المحاضرة الرابعة فقد ألقيناها بالمؤتمر الدولي الثاني الخاص بالعلاقات العربية -الارمنية الثقافية، والذي عقده مركز الدراسات الأرمنية بكلية الآداب جامعة القاهرة في ربيع 2009م، وكان عنوان المحاضرة “الأبعاد الثقافية للجالية الأرمنية بالقدس”، وبعد سلسلة هذه المحاضرات نبعت فكرة دراسة مستقلة عن الجالية الأرمنية بمدينة القدس وخاصة بعد تشجيع مجموعة كبيرة من رجال الفكر والثقافة في مصر وخارجها”.

كما نوه الكتاب إلى اهتمت معظم الدراسات العلمية المتعلقة بمدينة القدس بتاريخها منذ القرون الأولى الميلادية وحتى يومنا هذا، إلا أنها اقتصرت على الدراسات الدينية والأثرية والمعمارية والسياسة، بينما أهملت دراسة تاريخ الجاليات الوافدة إليها، ولم توفها حقها من البحث مما استوجب رأبا للصدع وثمة للفائدة، وتتبعا للمسار التاريخي للجالية الأرمن.

واهتم الكتاب بتاريخ مدينة أورشليم القدس التى تعد من بين الآلف المدن الموجودة على سطح الكرة الأرضية، عاشت على مدى الآلف السنين تظللها روح الوداعة والمحبة وتفتح ذراعيها دائمًا لتستقبل بالحب كل قادم إليها، أيا كان وطنه أو دينه أو لونه.

ومن أقدم الجاليات التي استقبلتهم القدس الأرمن من بعد نزوحهم إليها، من أرمينية ومصر، وقد اشتهروا بترابطهم وتواصلهم العرقي وحفاظهم على عاداتهم وتقاليدهم، وساعدهم في ذلك ارتباطهم بالكنيسة الأرمنية وحبهم للتملك والاستقرار وتشبثهم وثقافتهم وهويتم وتميزهم في بعض أنماط النشاط الاقتصادي.

وطرح الكاتب سلسلة من الأسئلة عن أرمن القدس حيث ذكر قائلاً:” أن سمات الأرمن هي التي دعتنا إلى التساؤل عن أهمية الوجود الأرمنى بمدينة القدس؟ ومتى بدأ النزوح الأرمني إلى ذات المدينة؟ وهل اقتصرت الجالية الأرمنية على نفسها؟ أو اندمجت مع باقي الجاليات الأخرى؟ وإن كان ذلك كذلك فما هي الجاليات التي اندمجت معها؟ وما نشاطهم الاقتصادي؟ وما ممتلكاتهم التي حازوها أو أسسوها بالقدس؟ وهل كان للمؤسسات الاجتماعية للأرمن دور في نشر ثقافتهم بين الطوائف والجاليات الأخرى وأصحاب البلاد؟ أم اقتصرت ثقافتهم على أنفسهم دون غيرهم وهذا هو المثير لتتبع قراءة هذا الكتاب.

وتناول الكتاب عرض للملامح الجغرافية والتاريخية لمدينة القدس، من حيث موقعها ووصفها الطبوغرافي والمعماري وخاصة أسوارها وأبوابها، والمسميات التي أطلقت عليها، ونظرة الشعراء إليها، وكذلك التنظيم الإداري والمجالس البرلمانية.

كما يتناول الكتاب تاريخ حكام وساسة مدينة القدس عبر العصور التاريخية، ويكشف ذلك عن حضورها التاريخي، وهو يؤكد شخصيتها وتفردها.

وقد اهتمت الكاتب بمتابعة الجذور التاريخية للجالية الأرمنية في القدس من حيث اتجاهات النمو السكاني، والهجرات الوافدة على المدينة، كما أفردنا الجذور التاريخية للأرمن منذ القرون الأولى الميلادية حتى يومنا هذا بمزيد من الاهتمام، وركزنا على التوزيع الجغرافي للجالية بالقدس.

وأفرد الكتاب نبذة عن ممتلكات الجالية الأرمنية في القدس، وعن المؤسسات الدينية والاجتماعية، وحراسة هذه المؤسسات، والممتلكات الأرمنية التي اغتصبها اليهود، ومصادر تمويل هذه المؤسسات.

كما يتناول الكاتب النشاط الاقتصادي للجالية الأرمنية بمدينة القدس فيما يتعلق بالزراعة من حيث صعوبة الظروف الطبيعية لقيامها، وأهم حاصلاتها، والنشاط الصناعي من حيث أهم الصناعات، والنشاط التجاري من حيث حجم الصادرات والواردات، ودور الأرمن في أعمال الصيرفة.

واهتم الكتاب بالنشاط الثقافي للجالية الأرمنية بمدينة القدس، من حيث المدارس والمكتبات والمطابع والفنون المعمارية وتراجم بعض الشخصيات الأدبية والفنية.

Share This