“نوريتسا” ذات الوجه المدقدق

كان طبيب العيون “صامويل مكرديجيان” صاحب شهرة واسعة في حلب. فالطبيب الكسبي المتخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت كان قد استطاع بشكل ما النجاة بعد التهجير والاستقرار في مدينة حلب. الحمد لله كان مرضاه كثيرين.

كان سكان المنطقة وخاصة أهالي القرى يكنون للطبيب وقدراته الوقار. والزبون يرسل الزبون. وكان الفلاحون بعد دفع أجرة الزيارة يشعرون أنهم مدينون له ويقدمون له هدايا متنوعة: الخواريف والحليب واللبن والفستق وحتى الجواهر لكي يكافئوا الحكيم العزيز الذي يؤمن لهم بصرهم.

في تلك الأيام، كان مرض العيون (التروخوما) يدمر الكثير وخاصة في المناطق الصحراوية. فعدد كبير من الناس كانوا يقصدون طبيب العيون “صامويل” الذي يعتبر من الأطباء القلائل. وكانت تقصده نساء بدويات محجبات ورجال بدويون بصولجانات غليظة. ولا أحد يخرج من عنده خائب الأمل.

وفي يوم من الأيام، أحضر رجل زوجته لعند “الحكيم العزيز” لكي يفحص عيون زوجته، واضطر الجلوس في غرفة الانتظار، كان غير راض، فالنساء كالحصان والسلاح لا تؤمَن لرجل آخر، لكن لا يمكن معارضة الحكيم. اتكأ على عصاه الغليظة وهو ينحب.

كانت الامرأة جالسة على الكرسي بانتظار أن يفحص الطبيب عيونها التي تؤلمها والمحمّرة بسبب رمال الصحراء والشمس المحرقة. أبقاها الطبيب تنتظر لعدة دقائق في حين كان يسجل بعض الأمور على بطاقة المريض السابق، وثم اقترب من المريضة وطلب منها: – ارفعي حجابك، يا زينة.

  • يا حكيم، أنا أستطيع أن أرفع الحجاب فقط أمام زوجي.
  • إن كان كذلك، إذاً فليعالجك زوجك. إن كنت أنا من سيعالج عيونك فيجب أن ترفعي الحجاب.
  • وماذا سيقول زوجي، هذا عيب يا حكيم.

    كانت اللغة العربية التي تتحدث بها هذه السيدة مكسّرة. هل يا ترى ..

  • يا زينة، لا وقت عندي، إما أن ترفعي الحجاب أو تخرجي. عندي مرضى بانتظاري.

    رفعت المرأة الحجاب غير راضية، وفي تلك اللحظة لم ينظر الطبيب إلى عيونها، بل كان ينظر إلى المطر المتساقط عبر النافذة ويفرح. فهذه السنة سيكون المحصول وافراً، ومرضاه سيتصرفون بسخاء تجاهه. وسيتمكن من جمع أمواله التي أعطاها بالفائدة. وعندما أشاح بوجهه ليفحص المريضة، تسمّر في مكانه.. هذه الامرأة .. هي ابنة أخيه “جوزيف مكرديجيان” التي فقدت أيام التهجير والترحيل. ولكي يتأكد، في البداية فرك عيونه وثم سأل اسمها.

    والامرأة أيضاً بدورها كانت مندهشة، وهي تجلس أمام عمها. اسمها نورا، هكذا يسميها زوجها البدوي وأقراباؤه.

    واستطاع أن يهمس الطبيب وقال: – أيتها البنت، يا “نوريستا”، ما هذا، كيف وصلتِ إلى هنا؟

  • يا عمي، اختطفني البدو قبل وصولي إلى حلب، وزوّجوني قسراً وأصبحت بدوية. ماذا عساي أن أفعل.
  • هه، لا يسعك أن تفعلي شيئاً. وزوجك، كيف هو، هل يحبك؟
  • وكيف … انظر، يداي مطمورتان بالذهب. إن استطاع لن يدع وجهي ينكشف حتى للشمس، إنه يحبني كثيراً كثيراً.
  • وكم جرواً أنجبتِ ؟
  • ولا واحد. لم أستطع الانجاب.
  • هذا حسن.
  • أدفع نصف عمري لكي أنجب ولداً.
  • يا “نوريتسا” هل تحبين زوجك؟
  • زوجي رجل طيب. أصرَّ بعض أقربائه أن يتركني لعدم قدرتي على الانجاب، لكنه تمسك برأيه وعارض كل الضغوطات.
  • يا ابنتي “نوريتسا” هل تريدين أن تعودي إلى كسب إلى أهلك؟
  • أتظنني لا أرغب. ولكن، هل ما زال هناك أرمن، هل هناك أرمن في كسب؟
  • يا ابنتي، أهلك موجودون في حلب، وأختك “جيسيكا” معلمة حضانة..
  • يا روحي “جيسيكا”، أما زالت كذلك قصيرة..
  • لم يتغير الطول الذي وهبه الله.
  • وأين أخي “نجيب”، هل هو على قيد الحياة؟
  • لقد أصبح طبيب أسنان، يعمل مع ابن عمه “خلول” في منطقة الجزيرة البعيدة.
  • ياه، ياه، ماذا سنفعل الآن ؟
  • إن أردت الذهاب إلى كسب، جهزي نفسك جيداً وتعالي. جهزي نفسك جيداً أفهمتِ ؟

    وفي تلك الأثناء، كان زوج “نوريتسا” البدوي ينتظر أمام الباب، ناداه الطبيب، وعلى الفور أسدلت “نوريستا” الحجاب.

  • خير يا حكيم؟
  • خير، خير.
  • الحمد لله.
  • عيون زوجتك جيدة.

    اتسم البدوي بالغرور، فكم تغنّى بعيون زوجته ..

  • يا خالو، يجب ألا تتعب عيون زوجتك، يجب أن تكون حذرة ولا تتعرض للشمس. سأعطيها دواء ويجب أن تستعمله حسب الوصفة، وأن تأتي بعد اسبوع لأفحصها من جديد. افعلي كما قلت لك يا ست زينة. يجب التحضير جيداً واستعملي الدواء في أوقاته المحددة، هل فهمتِ ؟

    دفع البدوي أكثر من الأجرة وخرج خلف زوجته.

    كان الطبيب “صامويل” مندهشاً، على الرغم من أنها ليست أول أرمنية تأتي إليه بزي بدوي أو عربي لكن لم يخطر بباله أن ابنة أخيه ستظهر أمامه كبدوية هكذا …

    وهذه “الدقدقات” التظليلات، أستغفر الله، على يديها ووجهها وشفاهها. إنها بدوية أصلية، فهي لا تشبه الأرمنيات. يا الله، يا يسوع المخلّص، ابنتهم “نوريستا” بدوية ..هذا أمر مستحيل.

    وعلى الفور، انتقل إلى الترتيبات، وأرسل خبراً إلى الطبيب أ. إنجيجيكيان في كسب والأهل في الجزيرة ودير الزور وإلى نجيب. وطلب أن يذهب إلى كسب وينتظر ترتيباته. يجب التحرك بحذر لكي لا يتعرض للفشل.

    وبعد اسبوع، وبدقة انكليزي، تقدم البدوي إلى الطبيب وزوجته تسبقه. ما العمل؟

    فصاح البدوي: – يا حكيم، سوف أدخل معك في بازار. إن عالجت زوجتي بشكل جيد سأدفع لك المزيد من أجل نورا.

  • بكل سرور، سأفعل ما يلزم، لا تقلق أبداً.

    وما إن خرج الرجل حتى بدأ الطبيب.

  • ألم أقل لك أن تأتي مجهّزة ..
  • وكيف أجهز نفسي يا عمي؟
  • يا ابنتي، ألم أقل لك أن تجهزي نفسك، أين الذهب؟
  • يا عمي، حرام زوجي. على الأقل تركت له ذهبي. سوف يحزن كثيراً..
  • أيتها الحمقاء، فليحزن كما يشاء. سوف أرسلك إلى مكان آمن. انزلي إلى تحت وسترافقك سكرتيرتي. هناك تكسي حمراء اللون بانتظارك، اركبيها وامضي دون استجواب.
  • حسناً، وماذا سيفعل زوجي؟
  • لا تقلقي يا “نوريستا”، أنا سألحق بك بتكسي آخر، لا تخافي.
  • حسناً، أنت تعرف يا عمي، زوجي ..
  • لا تدعيني أشتم زوجك الآن، تحركي، الله معنا، لقد ذهب زوجك إلى السوق.

    نزلت “نوريستا” وقد أسدلت حجابها على وجهها. كان تكسي أحمر اللون بانتظارها، ركبته وانطلقت السيارة..

    وبعد قليل دخل البدوي.

  • ماذا حصل يا حكيم، هل عيون زوجتي بخير؟
  • بخير، سيزول كل شيء بعد زيارتين.
  • الله يحميك يا حكيم، تفضل. ودفع البدوي المسكين أجرة الزيارة وترك عند السكرتيرة سلة بيض بلدي.

    وما إن خرج البدوي حتى عاد مندهشاً: – أين زوجتي نورا، يا حكيم.

  • خرجت زوجتك يا ابن الخال. خرجت قبل نصف ساعة.
  • أريد زوجتي، سوف أحرق العالم، أنا أريد زوجتي نورا.
  • ماذا يمكنني أن أفعل أو أقول يا ابن الخال؟ كشفتُ على عيونها، وثم خرجتْ.

    ونادى الطبيب سكرتيرته: – تعالي، يا سلمى. أين زوجة ابن الخال “نورا” ؟

  • مَن، زينة؟ نزلت قبل نصف ساعة. قالت أنها ذاهبة لتتسوق، وأنها ستعود على الفور.
  • أنا أريد زوجتي، سوف أطبق السماء على الأرض، أنا أريد “نورا” زوجتي.

    لا يمكن المزح مع البدوي. فالثأر عندهم أمر رهيب. وما العمل؟

  • يا ابن الخال، يا حبيبي، ها أنت سمعت بنفسك أن زوجتك ذهبت إلى السوق.
  • هي لا تعلم السوق، أنا أريد زوجتي. أريدها الآن.

    وتدخلت السكرتيرة: – يا خواجا، لقد قالت لي أنها ذاهبة إلى السوق، أينما ذهبت ستعود الآن.

  • لن تعود، لقد هربت، هربت.
  • ولماذا تهرب، يا ابن الخال. أليست زوجتك، لماذا ستهرب؟
  • لقد خطفتها منذ زمن بعيد، وتزوجتها. إنها أرمنية. سأذهب الآن، وإن علمت أن لك ضلعاً فيما حصل اليوم، لن ينقذك حتى الله.. لقد نزعت المجوهرات من يديها، لقد هربت هربت. يا نورا، يا نور عيني، الله يشهد أني سأعيدك.
  • لما ترتبك يا ابن الخال. ستعود الآن.
  • لن تعود، أنا متأكد مثل نور الشمس أنها لن تأتي. لكني سأعيدها. ونزل الرجل الضخم وهو يشتم ويهدد وفي نفس الوقت يذرف دموعه.

    خمّن الطبيب بعض الصعوبات، لكن الموقف مخيف الآن. ما العمل؟ فالثأر عند البدو أمر مخيف. اتصل هاتفياً بكسب، وأخبر أن “نوريتسا” ستصل إلى كسب بسيارة تكسي حمراء برقم كذا. كان عليه البقاء هناك كي يبدد شكوك البدوي.

    * * *

    وفي التكسي، كانت “نوريستا” تتخبط بين الهموم وتأنيب الضمير. ماذا ستفعل إن تعّقبها زوجها. وأين عمها، لماذا لا يلحق بها. الوقت لا يمر، وماذا لو أخذها هذا السائق إلى مكان خاطئ.

  • لا تخافي يا أختي، سأوصلك سالمة غانمة. الله يقصف عمر الأتراك. لقد أوصلونا إلى هذا اليوم. ما ذنبك أنتِ؟ الله يخرب بيت الأتراك، يا أختي، لا تخافي.

كان “بانوس” السائق الكبير في السن من قرية “دورت يول” يسعى لتهدئة “نوريستا” لكن الأخيرة كانت تتألم. بالرغم من أن زوجها بدوي لكنها تحبه بصدق. “نوريتسا” المدللة، ابنة العائلة المرموقة في كسب تشفق على زوجها البدوي. ولكن كان قلبها يقول إن عليها العودة إلى جذورها.

وصلت “نوريتسا” إلى كسب في وقت متأخر من الليل. إنه فصل الربيع، والزهر والخضرة يملأان المكان، ورائحة الورد البري تفوح في كل مكان. ها هي الآن بعد الخيم البدوية في الصحراء تعود إلى عشها في موطنها ..

كان الجميع يحتضنها: الأخوة والأخوات والأقرباء. ها قد نزعت الحجاب عن وجهها، رغم رائحة الخروف والإبل التي تفوح منها كان الأقرباء قد اشتاقوا إلى “نوريتسا” الغالية. لم يخبروا الجميع لكي لا يفشل مخططهم. أتى أيضاً الدكتور أ. إنجيجيكيان، فله الدور الأكبر في المؤامرة، لقد استطاع أن ينقذ أرمنية أخرى.

وفي الأيام التالية، كان الأقرباء والصديقات والقرويات يأتون فرداً-فرداً أو بمجموعات. كانوا يشفون غليل شوقهم ويحكون ويبكون ويضحكون. فالكثيرين ذهبوا ولم يعودوا، “نوريتسا” محظوظة لأنها عادت بعد أن عاشت تجربة كبيرة في حياتها، وكيف …

كان بعضهم يحضرون للفضول، يأتون ليروا البدوية بنت عائلة “إيبيلكونتس”، فكانت الدقدقات وحركاتها تثير الأحاديث. بينما “نوريتسا” لم تتمكن من القول أين كانت ومن هي .. وماذا لو عثر عليها زوجها، فهي متأكدة أن ذلك الرجل يسيح الدم من أجلها.

لم تتوانَ إحدى الشقيات أن تسألها:

  • يا بنت يا “نوريستا”، ماذا يفعل أولادك البدو الآن، كم بدوياً أنجبتِ؟

فقام مَن حولها بتوبيخ تلك المرأة الوقحة وأخرجوها من البيت. كانت “نوريتسا” تخجل من الحديث عن تجربتها. رغم أن أخاها نجيب كان يصر من جهة إلا أنه يتفهم تصرف أخته ونفسيتها. كان مقتنعاً أن أخته سترتاح للحديث مع مرور الوقت.

مرت أشهر، ماذا ستفعل لـ”نوريتسا”. فهي لم تتابع تعليمها والآن من غير الممكن أن تدخل المدرسة في هذا السن. من سيتزوج هذه الامرأة بأيديها ووجهها المدقدق، وهي “فضلة” البدوي. أما “نوريتسا” فقد وجدت نفسها في بيتها وأهلها بين أقربائها وصديقاتها لكنها لم تكن سعيدة. من جهة، كانت تعيش حالة تأنيب ضمير لأنها ضحكت على زوجها وهربت، ومن جهة أخرى ماذا سيكون مصيرها هناك. كانت تخجل من الذهاب إلى الكنيسة أو الخروج من البيت. في الصيف، وبمناسبة عيد تجلي الرب كان أهالي كسب قد صعدوا إلى الدير على جبل “بلوم” للاحتفالات. أما هي، فانغلقت هنا، إنها تعيش فراغاً. فمستقبلها مبهم، ماذا ستفعل..

عندما أتى عمها الدكتور صامويل إلى كسب، لم ترغب “نوريتسا” رؤيته, ماذا ستقول له، إنها سعيدة؟. بعد ذلك، فتحت له قلبها، فهي قلقة ومهمومة وضميرها يؤنبها.

كان الطبيب، عوضاً عن الامتنان، يجد أمامه كائناً وروحاً قد هلك. نصحها ووبّخها، فعليها أن تعيش حياتها الجديدة.

عندما أومأوا أمام “سيروب تشيلينكيريان الأصم” عن “نوريتسا”، رفض قطعياً، وتمرد. ماذا سيفعل بفضلة البدوي. وشيئاً فشيئاً بدأت مسألة زواج “نوريتسا” من “سيروب الأصم” تتبلور وكانت الفكرة تتشكل قطرة – قطرة مثل سيرورة الماء. فإن كانت “نوريتسا” مدقدقة على وجهها ويديها وضاجعت البدوي، من جهة أخرى لا يمكن إنكار أنها ابنة عائلة “إيبيلكون” (مكرديجيان) الراقية من كسب. وفي خلال شهرين، نضجت الفكرة وتزوجت “نوريتسا المدقدقة” و”سيروب الأصم” من قرية “تشينار” (عين الدلبة)، وصار لهم عائلة وبيت.

* * *

دخلت الحياة في مسارها، وفي أحد الأيام بدأت “نوريتسا” ترتعب وترتعش عندما كان بائع خردة يغني من الأسفل.. كان بائع الخردة يجول من بيت لآخر ويحمل كيساً ثقيلاً من الملابس على ظهره. لم تكن تلك أول زيارة له إلى كسب، فقد أتى عدة مرات، فبائعو الخردة محترفون في جمع المعلومات. كأنه لم يأبه حتى ببيع أغراضه، لأنه أخيراً وجد بيت “نورا”.

كان يغني أغنية مصطنعة اخترعها هو.

“نورا يا نورا

روحي يا نورا، غاليتي نورا

ليتني أراك يا نورا

ليتني أراك ولو لمرة واحدة ، يا غاليتي نورا ..”.

في الداخل، ارتبكت “نوريتسا” زوجة “سيروب الأصم”. إنه زوجها البدوي، كيف استطاع أن يجدها في هذا المكان النائي والبعيد. ما هذا الحب الجاثم في قلب ذلك الرجل. أما زوجها الأصم، يعمل جيداً ويأكل جيداً ويشخر جيداً، ويسمع صوته على بعد سبع حارات عندما يضاجعها. فهكذا اعتاد سيروب، وهو يعتقد أن كل الناس لا تسمع مثله فكان يصرخ بقدر ما يستطيع. لقد ألّف البدوي أغنية خاصة بها أما زوجها هذا فلا يفقه شيئاً عن الأغاني.

ما العمل؟ أتظهر لهذا البدوي، وبعد ؟..

لم تخرج “نورا” شمس وقمر البدوي، وكيف تتخلى عن أهلها وبيتها وموطنها والطبيعة الخلابة وتعود إلى الصحراء المحرقة مع قطيع الخراف والإبل.

لقد وهب الله حياة مديدة لـ”نوريستا” و”سيروب الأصم”، كان الزوجان يعملان في البستان وكان الزوج يأخذ إلى السوق التفاح والخوخ والعنب حسب فصل السنة. كانا يعيشان حياة لا بأس بها. حتى عند معاشرتها مع “سيروب” لم يهب الله رحم “نوريتسا” أن تحمل..

أما بائع الخردة، فقد أتى عدة مرات وغنى أغنيته كي يلقي نظرة على حلمه “نورا”، حتى أدرك الشبان هوية بائع الخردة ولمّحوا بطرف العصا..

لم ينفذ البدوي تهديده ولم يطبق السماء على الأرض. وبقي ذلك لغز “نورا” لا غير.

* * *

حصلت على معلوماتي عن “نوريتسا” من والدتي “سيرفارت أبيليان”.

من كتاب “شـهادة مدى الحياة”، كيفورك أبيليان، 2006، لبنان

ترجمة د. نورا أريسيان

Share This