كارني.. معبد أرمينيا الوثني يبث الروح في المدينة

طريق جبلي متعرج يمتلئ جانباه باللون الأخضر، الذي غطى كل قطعة امتد إليها البصر، بسبب التربة الخصبة التي أكرم الله أرمينيا بها، وعلى جانبيه تقع في بعض المناطق منازل أقيم بداخلها «مطاعم» تطل على مناظر طبيعية خلابة، ساعدت أصحاب البيوت في جذب السائحين القاصدين تناول الطعام الأرميني، لتصل في نهاية ذلك الطريق إلى المعبد الوثني «كارني» الذي يعود إلى عصر ما قبل المسيحية.

ثمانية أعمدة على جانبيه، أما في الجهة الخلفية فهناك ستة أعمدة مثل الجهة الأمامية التي يتوسطها فتحة تدخل من خلالها إلى قاعة المعبد الوحيدة، التي تنتهي بمذبح قدم عليه الوثنيون قرابينهم قبل آلاف الأعوام، يعتلي كل هذا سقف على شكل هرمي يحمي المعبد من الثلوج والأمطار التي قد تسقط عليه.

“كارني” المنطقة، أو «كارني» المعبد، يعد من أشهر الأماكن السياحية في أرمينيا، ليس لقيمة الأثر نفسه فقط، ولكن لجمال الطبيعة من حول المعبد، حيث يقع على حافة جبل، وفي الجهة الأخرى جبال بعضها غطته الأشجار، والبعض الآخر بقي باللون الأصفر مع تسلل بعض النباتات فيها، فضلًا عن وجود رؤية بعض الجبال العالية التي لونت الثلوج قممها باللون الأبيض.

تصنع الأمطار والينابيع في أنحاء أرمينيا أنهارا صغيرة في كثير من الأماكن، ومن بينها المنطقة الواقعة خلف المعبد الوثني، والتي أعطت للمكان “حياة” بالمياه التي تجري في مسارات حددتها الطبيعة قبل ملايين السنوات.

تسبب الأثر القديم والطبيعة الخلابة من حوله في إحياء المنطقة المجاورة، حيث تراص عدد من البائعين أمام مكان الدخول للمعبد، والذين يقدمون منتجاتهم الطبيعة من العسل الجبلي والمربى، وغيرها من الأطعمة المنتمية إلى المطبخ الأرميني، فضلًا عن المطاعم التي افتتحها الأهالي في فناءات منازلهم، ليقدموا مختلف الأكلات من المطبخ الأرميني واللبناني والإيراني والجورجي وغيره.

محمد الليثي

الوطن

 

Share This