من الدروز إلى الأرمن .. تأثير “لوبيات” الأقليات في قضايا المنطقة

نشر “المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية” في القاهرة مقالاً بعنوان “من الدروز إلى الأرمن .. تأثير “لوبيات” الأقليات في قضايا المنطقة”، تناول فيه نفوذ بعض جماعات الضغط التابعة لعدد من الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، على غرار الأكراد والدروز والأرمن، ورأى أنها بشكل كان له تأثير، في بعض الأحيان، على السياسات الخارجية للدول المستضيفة لها، لا سيما أن الأخيرة بدأت تبدي اهتمامًا خاصًّا بالتداعيات المختلفة للصراعات المسلحة التي تشهدها بعض دول المنطقة على الأقليات الموجودة فيها. لكن ذلك لا ينفي أن ثمة متغيرات عديدة تحكم حدود التأثير الذي يمكن أن تمارسه تلك الجماعات في المستقبل.

وأشارت الماقلة الى أن بعض الأقليات في المنطقة نجحتفي تأسيس جماعات ضغط تابعة لها من أجل تحقيق مصالحها، ويتمثل أبرزها في:اللوبي الكردي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتشير تقارير عديدة إلى أن هذا اللوبي حاول إقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بدعم تطبيق النموذج الفيدرالي في العراق، كما سعى إلى جذب الاستثمارات الأمريكية إلى كردستان من خلال تأسيس علاقات قوية مع بعض الشركات الكبرى ورجال الأعمال، وضم بعض الأمريكيين إلى عضويته.

وحول اللوبي الأرمني في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، قيل بأنه “يعد الأكبر بعد اللوبي اليهودي، حيث سعى دومًا إلى إضفاء أهمية وزخم خاص على قضية “مذابح الأرمن”، ونجح في استقطاب عدد من الشخصيات السياسية في واشنطن وباريس من أجل تأييد مطالبه”.

ومن جهة أخرى، أشار التقرير الى أنه يبدو أن تزايد نفوذ لوبيات الأقليات سوف يفرض تداعيات عديدة تتمثل في:تقديم مزيد من المساعدات العسكرية، وتبدو الحالة الكردية أبرز مثال على ذلك، فقد أشارت عدة اتجاهات إلى أن اللوبي الكردي مارس دورا بارزا في إقناع واشنطن بتقديم دعم عسكري للأكراد في إطار الحرب على تنظيم “داعش”. وثانياً،استقطاب دعم دولي لقضايا الأقليات، “فقد سعى اللوبي الأرمني في واشنطن إلى استقطاب عدد من الشخصيات الأمريكية من أجل إقناع الأخيرة بدعم مطالب الأرمن بضرورة اعتراف تركيا بـ”الإبادة الأرمنية”. فضلا عن أنه ساهم في تصعيد القضية على الساحة الدولية، وفي رؤية اتجاهات عديدة فإن هذه القضية أصبحت تحظى باهتمام 22 دولة و40 برلمانًا ومجلسًا محليًّا على مستوى العالم”.

وثالثاً،تقديم تنازلات،وثم حدود التأثير… و”لكن رغم ذلك، فإن قدرة لوبيات الأقليات على التأثير في السياسات الخارجية لبعض الدول تبقى محكومة بعدة متغيرات، يتمثل أولها، في المواقف التي تتبناها تلك الدول تجاه الصراعات المسلحة في المنطقة… في النهاية، يمكن القول إن بعض الأقليات في الشرق الأوسط نجحت في تصعيد قضاياها على الساحة الدولية، والحصول على دعم دولي لا يمكن تجاهله، في خضم الصراعات المسلحة التي تشهدها المنطقة، والتي تبدو مقبلة على استحقاقات استراتيجية مهمة سوف تدفع، في الغالب، تلك الأقليات إلى تبني سياسات خارجية مستقلة”.

Share This