افتتاح نصب امتنان من اللبنانيين الأرمن الى لبنان في ساحة باستور- الجميزة

في إطار فعاليات الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، تم افتتاح نصب امتنان من اللبنانيين الأرمن الى لبنان في ساحة باستور-الجميزة، الذي قدمته جمعية الصداقة اللبنانية – الأرمنية وجمعية “عيش الأشرفية”، ضمن حفل برعاية وزير السياحة ميشال فرعون، حضره النواب نديم الجميل، أمين عام حزب الطاشناق آغوب بقرادونيان، المطران شاهيه بانوسيان، وشخصيات سياسية وثقافية وحشد كبير من الحضور.

والقى الوزير فرعون كلمة أكد فيها أن قال فيها:”يسعدني ويشرفني أن أكون موجودا بينكم في منطقةالجميزة التي دافعت ودفعت أثمانا كبيرة دفاعا عن كرامة لبنان والأشرفية خصوصا دفاعا عن صيغة لبنان. ويسعدني أن أكون موجودا في منطقة الأشرفية المدافع الأول عن الحضارة، فالجيش اللبناني يدافع عن سيادة اراضيه، والمجتمع المدني والمناطق اللبنانية يدافعان عن سيادة الحضارة، والأشرفية منطقة رائدة في الدفاع عن المميزات والمبادىء والفن والحضارة والتراث والعلم والإستشفاء، هذا المجتمع النابض الذي يدفع اليوم ثمنا باهظا في الإقتصاد والهواجس التي نعيشها، والأشرفية التي استقبلت الشعب الأرمني منذ أكثر من 80 سنة لأنها تؤمن بأحقية هذا الشعب في العيش، ووقفت مع هذا الشعب في 24 نيسان في ذكرى مرور مئة عام على الإبادة الأرمنية ولتؤكد على أحقية هذا النضال الكبير وفي الإعتراف بالمجازر الأرمنية التي ارتكبت”. وتابع: “هذا اليوم، هو يوم سعيد لأن الذكرى تحولت الى عمل إبداعي فني حضاري تمثل في هذا النصب المهم حيث اندمج الفن الأرمني بالفن اللبناني، واندمجت اليد الأرمنية باليد اللبنانية، وهذا النصب يؤكد ان الخيارات قليلة، اما أن نستسلم الى الموجة الإرهابية واما ان نرفع رأسنا وندافع عن الحضارة، وهذا النصب يعني ان تبقى الشعلة مضاءة دائما للدفاع عن الحق لأن المخاطر تحدق بنا والهواجس أيضا نظرا لما يجري في سوريا والمنطقة”.

ثم ألقى الأديب الكسندر نجار كلمة اعتبر فيها ان “القضية الأرمنية قضيتنا وكفاح الأرمن كفاحنا، واننا نؤمن بأن تلك المجازر المأسوية التي اقترفت في حق الأرمن هي فعلا إبادة جماعية، وان اقتراف جرائم في حق أكثر من مليون و300 مواطن بريء هو فعل همجي ومقصود ارتكب عن سابق تصور وتصميم، ويرمي الى التخلص من شعب بأكمله لأسباب عرقية ودينية معروفة”.وقال نجار: “ان تضامننا اليوم مع الأرمن، ليس وليد المصادفة وليس مرحليا، بل هو نابع من قناعة تاريخية راسخة ومن شراكة في المصير. ويكفي التذكير بما كتبه جبران خليل جبران عن معاناة الأرمن، وهي الشبيهة الى حد كبير بمعاناة اللبنانيين الذين خلال الحقبة التاريخية ذاتها، قضوا شنقا أو جوعا بسبب مجاعة منظمة أودت بحياة 250,000 لبناني لتتأكد من تواصل الروابط الوثيقة القائمة في ما بيننا منذ القدم”، مشيرا الى ان “تاريخ لبنان الحديث عاين موجات متتالية من المهجرين غالبيتهم تعيش اليوم في ظروف معيشية صعبة لا يقبل بها الضمير وتنتفض أمامها الإنسانية”.

وفي فقرة فنيةقدمت السوبرانو أراكس تشكيجيان بعض الأغاني برفقة فرقة Gurdjieff العالمية للموسيقى الشعبية.ثم تحدث سيبوه مخجيان، فقال: “250 ألف لبناني قتلوا بالمجاعة في لبنان بين 1915-1917، ارادوا قتل شعب لبنان المتمرد التواق للحرية في جبل لبنان العصي فتوفقوا ب250 الف لبنان وهجروا 250 الف لكن لبنان أصبح حرا من نفاياتكم.يأتوننا بالنفايات فنأتيهم بالفن، يأتوننا بالأزمات فنأتيهم بنفحات الجمال، لا نستكين ونهدأ ولو بعد مئة عام”.وقال: “نلتقي اليوم لندشن نصبا هو للشهداء جميعا من الطفل الرضيع الذي ذبحوه في الإبادة الأرمنية والطفل الذي قتلوه بالجوع في لبنان..”.

وفي النهاية، أزاح فرعون والنواب ومخجيان الستار عن النصب الذي حمل توقيع النحات المعروف الفنان اللبناني الأرمني رافي يداليان.

Share This