“أصوات ساكنة” داخل أذربيجان

نشر رئيس تحرير صحيفة “أزتاك” الأرمنية شاهان كانداهاريان افتتاحية بعنوان “أصوات ساكنة داخل أذربيجان”أوضح فيها أنه من الضروري تقييم الهجمات التي نفذت على خط التماس بين أرتساخ وأذربيجان في إطارها السياسي الذي تفرضه اللحظة،مذكّراً أن رئيس وزارءتركيا كان قد صرح الدفاع عن حدود أذربيجان هي من المهمات العليا في تركيا.وأنه يحمل في طياته المنطق الذي يقول بأن الحدود في أذربيجان بخطر، والجانب الأرميني هو المعني،أي أن المهاجم هي جمهورية أرمينيا وأرتساخ، حيث تقف أنقرة مستعدة لدعم شقيقها الأصغر.

وأكد كانداهاريان أن توقيت هذا التصريح لم يكن اعتباطياً، إنما هو تحضير وتهيئة للهجوم الذي ستلجأ إليه باكو على جبهتين.

ودخلت وسائل الاعلام الأذرية في مسرحية أنقرة، فالضوء الأخضر للعمليات يأتي من أنقرة. ويتساءل قائلاً: “ما هو المراد من التصريح؟ كل المعطيات تشير الى أن احتمال الحرب غير وارد”.

وأجمل كانداهاريان المسببات قائلاً: “-إن سبب خلق جو شبه حربي، هو لإقناع الرأي العام العالمي بأن الجانب الأرميني مستمر في خرق الهدنة ويأخذ مبادرة العمليات الاستفزازية. وهو موقف كلاسيكي لدى أذربيجان.

-أما داخلياً، وبسبب عدم تسجيل أي إنجاز على المستوى العسكري، فهي محاولة مكررة لإثارة حالة الحرب والعدائية ضد جمهورية أرمينيا بشكل مباشر، وإن كانت واضحة في هذه المرة.

-إنها أوامر أنقرة ويجب تنفيذها. إن الأسباب الحقيقية لقرار تنفيذ العمليات في الوقت الراهن يتطلب تحليلاً أعمق،بالنظر الى المشاكل الداخلية في تركيا والتي يبدو أنها تتجه نحو الزاوية”. وأن إحدى الفرضيات تشير الى تسليط الضوء على ظواهر دولية أخرى وخلق أزمات خارج تركيا، (على سبيل المثال قضية المهاجرين).

-تصعيد التوتر على الحدود تزامن مع عملية (شانط 2015) للتدريبات العسكرية، لخلق توتر داخلي. إنها عملية إعلامية تنتهي بسرعة الفقاعة، ومن المحتمل أن تكون من صنيعة باكو.

-وأخيراً، الجهود المبذولة لكسب الانتخابات البرلمانية التي ستجري في تشرين الثاني، والانتقادات الحادة من قبل الغرب لعدم احترام حقوق الانسان، وأسلوب الابتزاز قبيل اللقاء الذي سيجري على المستوى الرئاسي، والانخفاض الحاد في سعر النفط في السوق العالمية. كلها مؤشرات تؤثر في أسباب التصعيد، أو لتحضير أرضية مناسبة لتنفيذ أوامر أنقرة. وكان الصدى على الجانب الأرميني أشد ألماً، بعدد الضحايا والجرحى، ودون أن يسجل العدو أي انتصار.

ويؤكد رئيس التحرير : “أن هذه الألاعيب الخطرة التي تقوم بها باكو لها تأثيرات غير مجدية ومرتدة.حيث بدأ الشرخ على الصعيد الوطني في أذربيجان، فقد أدرك الليزكيين والتاليش أنهم هم من يقف على الحدود، وليس الأذريين الأتراك. وهناك دعوات على مواقعالتواصل الاجتماعي التابع لهم بالبقاء على الحياد في حرب أذربيجان. وأشار التاليشأنهم يقاتلون فقط من أجل الحصول على تاليشستان مستقلة. في الحقيقة بدأت الأصوات ترتفع للمطالبة بالخروج من وحدة الأراضي الأذربيجانية. والسبب هو الأسلوب العسكري الشرقي في إرسال عناصر غير تركية أذرية الى الحدود ضد الأرمن. وتبقى الحدود من الجانب الأرميني تحت السيطرة. رغم العمليات العسكرية التي اعتمدتها باكو باتجاه خط التماس والحدود الدولية، لكن بالمقابل بدأ التداول بمشكلة وحدة الأراضي الأذربيجانية”.

Share This