منحازون لسوريتنا…

بقلم: ليون زكي

إذا كان قدرنا نحن المسيحيين أن نولد في سورية فإن العيش فيها كان خيارنا، أما اتخاذها وطناً أبدياً فبقرار من صنع إرادتنا وبكامل أهليتنا. وإذا كان قدرنا نحن الأرمن أن نستوطن سورية بحكم الظروف، فإن الإصرار على التكاثر والبقاء فيها من رشدنا مكلفين ومخيرين لا مضطرين ولا مقهورين.

لا بديل عن سورية الوطن مهما تعددت الأوطان، لا نستعيض عن سورية الأرض والهواء والسماء والولاء والانتماء بكل الأصقاع والأرجاء ومهما بلغت المغريات، لا مجال ولا حتى لفرصة تفكير تستثنيها من عقولنا وأفئدتنا ووجهات سفرنا ومستحيل أن نغض الطرف عنها وندير ظهرنا إليها، فهي مقصدنا الأول والأخير والنهائي… برغم الموت وبرغم العنف الصادم والإعصار… العشق سيحيى في بلدي أحلى الأقدار.

سورية الزمان الذي عشناه وسنعيشه والمكان الذي احتضن حكايتنا وتشردنا وتغريبتنا ونهضتنا وأجمل سنين العمر فآثرنا التشبث به والرقاد فيه.

سورية الوطن الذي خدمناه بتفان وإيثار، وربينا أولادنا على حبه والتضحية من أجله فكان الرؤيا والحلم والأمل والرجاء.

Share This