في ذكرى الراحل الكبير .. «زهراب» يتذكر صوراً لا تنسى مع «الحسين الانسان»
الدستور – هيام ابو النعاج
تمر بنا هذه الايام ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال إلى مثواه الأخير والذي جمع في وداعه كل زعماء العالم في جنازة أطلق عليها حينذاك “جنازة القرن” لما للفقيد الراحل من مكانة ومحبة لدى الأردنيين والعرب بل والعالم أجمع .
“الدستور” التقت مصور الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله …”زهراب ماركريان”في حديث ذكريات ومواقف انسانية لا تنسى مع الملك الراحل والأسرة الهاشمية ..
الحسين الانسان
قال زهراب: العائلة الهاشمية أسرة ملكية غير عادية ولا يوجد لها مثيل في العالم في الجانب الإنساني من حيث التعامل مع جميع الناس وخاصة أبناء الوطن .. لقد عشت في كنفهم سنوات طويلة وفي ذكرى وفاة القائد الأب رحمه الله الملك الحسين بن طلال وفي ظل الظروف الصعبة التي نعيشها مع الوطن العربي وما يجري على الساحات العربية كم نحن بحاجة لحكمته و حنكته السياسية التي كانت تقرب البعيد وتجمّع الأمة الواحدة.
وأضاف زهراب .. “من خلّف ما مات” حين نرى ما يجري نحمد الله دائماً وأبداً فرغم الظروف الصعبة وإمكانياتنا البسيطة إلا إن جلالة الملك عبد الثاني يسعى بكل جهوده لإنعاش إقتصادنا وتحسين معيشة المواطنين وإذا نظرنا الى الدول المحيطة فنحن نعيش بأحسن حال.. لقد علمنا الحسين أن نكون أوفياء كما علمنا حب الناس والتواضع .
الملكة الأم
ومن المواقف الجميلة التي يذكرها زهراب ويتحدث عنها فيقول: في عام 1989 أجبرتني بعض المشاكل العائلية أن أذهب الى أمريكا وأغيب فترة ليست سهلة عن الأسرة الهاشمية وبعد عودتي كنت أقوم بتصوير الأميرة بسمة مع العائلة في مناسبة عيد ميلادها .. وكانت الملكة الأم زين الشرف تجلس في حديقة القصر وطلبتني وحين مثلت أمامها قالت لي حرفياً”يا إبني لماذا ذهبت إلى أمريكا وتركت أولادنا الذين يحبونك”ولأخرج من الموقف الذي أحرجني أشرت الى جلالة الملك الحسين رحمه الله فنظر إلي مبتسماً فرجوته أن ينقذني من الموقف لأني تفاجأت بسؤالها.
كأس البطولة
وأضاف زهراب .. هناك موقف لا يتكرر في مكان آخر من الكرة الأرضية حصل حين كنت ضمن فريق الكرة في الديوان الملكي وكان الملك عبد الله الثاني في حينها مع فريق الحرس الملكي ولم أكن أحترف اللعب بعد لكن كنت أقوم بمشاغبات جميلة وحين كانت تصل الكرة الي لم أكن أضربها برجلي بل أحملها وأركض وهم ورائي .. وفي إحدى المباريات فاز فريق الحرس الملكي مع الملك عبد الله الثاني وكان من المقرر أن يقدم سمو الأمير رعد بن زيد الكأس للفريق الممثل بالملك فقمت أنا بتناول الكأس وقدمته بنفسي هكذا هي العائلة المالكة بتواضعها وطيبتها.
جاهة الحسين
ويتذكر زهراب فيقول: كنت أشكو همي لصاحبة السمو الأميرة عالية بنت الحسين وغضبي مع زوجتي السابقة وكانت المناسبة عيد ميلاد سموها وصادف مرور الملك الحسين من أمامنا فقال ماذا تتحدثون فقالت له الأميرة عالية ان زوجة زهراب زعلانة وتريد الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فرد قائلاً “أيه هاي بدها جاهة”، وبعد ساعة من ذهابي الى المنزل فاجأني السيد حميد الفايز بإتصال يخبرني بأن جلالة الملك الحسين رحمه الله متوجه الى منزلي ليصلح بيني وبين زوجتي وتمنيت في هذه اللحظة أن اغير إسمي من زهراب ماركريان الى زهراب هاشميان، فنحن الأرمن في الأردن مدينون للأردن وللأسرة الهاشمية بكل ما قدموه لنا .
ملك ووطن
وقال زهراب .. العام المقبل إن شاء الله سيتم الملك عبد الله الثاني الخمسين من عمره المديد وهذا يذكرني في الملك الراحل الحسين بن طلال عندما كان في هذا العمر عام 1985 وأصدرت له كتابا بعنوان”ملك ووطن”وأنا اليوم أعمل على ترتيب أوراقي لأتمكن من تحقيق حلمي بإعادة الفكرة نفسها مع الملك عبد الله الثاني أطال الله في عمره وسيحمل عنوان”ملك ووطن 2012″.
وأختتم زهراب حديث ذكرياته قائلاً: كان جلالة الملك عبد الله الثاني يخدم في القطرانة وذهبت لتصويره فدعاني لتناول وجبة الغداء معه وفوجئت بأحد القادة العسكريين يجلس على رأس طاولة الطعام فهمست في أذن جلالته أنت ابن الملك الحسين وتجلس هنا فأجابني: الجيش لا يوجد فيه كبير وصغير، القائد هو القائد ولا فرق بيننا.