وزير الثقافة اللبناني يشارك في المؤتمر الفرانكوفوني في أرمينيا: “الانسان المنفتح والمتسامح هو الذي يقبل الآخر ويحترم أفكاره”

arbaji 

ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان أن وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي شارك في أعمال الدورة 31 للمؤتمر الوزاري الفرنكوفوني بعنوان “الفرانكفونية فضاء سلام وقبول الاخر وحوار وفهم متبادل”، على رأس وفد ضم كل من مندوبة لبنان لدى المجلس الدائم للفرنكفونية الدكتورة فاديا كيوان ومستشارة وزير الثقافة لين طحيني قساطلي، وانضم الى الوفد سفير لبنان في أرمينيا الدكتور جان معكرون.

انعقد المؤتمر في يريفان، عاصمة أرمينيا في 9 و10 تشرين الأول بمشاركة ثمانين دولة وحضور ثلاثين وزيرا كرؤساء وفود.

افتتح المؤتمر رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان الذي رحب بداية بالوفود المشاركة، مشيرا الى أن “مملكة كيليكيا كانت تتحدث الفرنسية منذ أكثر من ألف سنة”، مشددا على “اهتمام أرمينيا بتعزيز تعاونها الدولي من خلال انضمامها الى المنظمة الفرنكفونية”.

وألقى عريجي كلمة لبنان شاكرا “الحكومة والشعب الأرمني على استضافة هذا المؤتمر وعلى حفاوة استقبالهم”، مشددا على “العلاقات التاريخية القائمة بين لبنان والشعب الارمني الشقيق الذي اصبح يشكل جزءا من النسيج الوطني اللبناني”، مشيرا الى “المعاناة الفظيعة التي تعرض لها نتيجة أعمال الابادة التي تعرض لها”، منوها بأن “اللاجئين الارمن اينما حلو لا سيما في لبنان، انصهروا مع شعوب هذه البلدان بكرامة وتواضع وساهموا في حياتها الوطنية وتطورها”.
وخصص عريجي قسما من كلمته لموضوع “قبول الآخر”، مشددا على أن “هذا الامر ليس مجرد فكرة بل هو فضيلة وطريقة حياة”، قائلا أن “الانسان المنفتح والمتسامح هو الذي يقبل الآخر ويحترم افكاره وآراءه ويعترف له بالحرية الأولى والتي تتجسد بحرية المعتقد والفكر”، داعيا الى “رفض العنف وفرض الفكر الآحادي وخاصة عن طريق القوة، الأمر الذي يؤدي الى هدم المجتمعات ووقف تطورها ويخنق الكلمة الحرة، وان حرية الفكر لا بد أن تنتصر”، معتبرا أن “احترام الآخر يحتم الاعتراف بالمساواة بين البشر في انسانياتهم وتجاه خالقهم”، داعيا الى “اعتماد الحوار والنقاش وسيلة وحيدة لبناء عالم يرتكز على العدل والمساواة والسلام”.

ثم تناول عريجي “وضع لبنان على الصعيد الاجتماعي – الانساني والى التحديات على كافة الصعد التي يواجهها نتيجة اللجوء السوري في لبنان الذي تجاوز مليون ونصف لاجىء، الامر الذي يؤدي الي تحميل لبنان أعباء في كل الميادين تتجاوز قدراته على تحملها منفردا”، داعيا بـ”إلحاح مجموعة الدول الفرنكفونية الى مضاعفة مساندتها لبنان لتحمل هذه الأعباء الاستثنائية والطارئة”. ودعا “المجتمع الدولي لا سيما الفرنكفوني الى حسن معاملة اللاجئين واحترام كرامتهم”، موضحا “ضرورة معالجة أسباب اللجوء وخاصة السعي لايجاد تسويات سلمية للحروب والنزاعات المسلحة، تسويات تسمح للاجئين بالعودة الى بلدانهم”.

كما تطرق عريجي الى “موضوع التغير المناخي الذي يشكل احد المواضيع الاساسية للمؤتمر”، داعيا الى “اتخاذ اجراءات من قبل الدول الملوثة لمعالجة هذه الآفة التي تنعكس على كل الدول الأخرى والتي قد تطيح بالحياة البشرية على الارض”، آملا أن “يتكلل المؤتمر الدولي المزمع عقده في باريس الشهر المقبل للبحث بهذه المسألة بالنجاح”.
على صعيد آخر، أولم الرئيس سركيسيان حفل عشاء على شرف الوفود المشاركة في المؤتمر بحضور المغني الشهير شارل أزنافور.

كما التقى الوزير عريجي ـ قداسة كاثوليكوس عموم الأرمن كراكين الثاني في مقره ايتشميازين، وتم البحث بالأوضاع المأسوية التي تعيشها المنطقة ومدى انعكاسها على الوجود المسيحي في منطقة الشرق الاوسط. واخيرا التقى عريجي بنظيرته الأرمنية هاسميك بوغوصيان وتم التباحث في كيفية تفعيل النشاط الثقافي بين البلدين.

Share This