الأزهر أدان مذابح الأرمن وإهدار دم المسيحيين قبل 100 عام
ميرفت فهد
في إطار المذابح التي تعرض لها الأرمن إبان الحكم العثماني، أقامت وزارة الخارجية الأرمنية في العاصمة يريفان مؤتمر “إبادة الجنس البشري: المنع والاستنكار وعدم التكرار” 14 ـ 15 ديسمبر 2010، وقد حضره نخبة من أساتذة التاريخ والقانون الدولي علي مستوي العالم, حيث كانت كل الأوراق المقدمة في المؤتمر باللغة الإنجليزية فيما عدا ورقة واحدة مقدمة من مصر باللغة العربية نالت استحسانا كبيرا من الحضور.
فقد ألقي الدكتور محمد رفعت الإمام، أستاذ مساعد تاريخ حديث ومعاصر بكلية الآداب جامعة دمنهور, كلمته باللغة العربية من خلال ورقة بحثية عن “مذابح أضنة إبريل 1909 وأثرها في مصر”.
وقد ذكر الإمام أن أضنة تقع في إقليم قيليقلية جنوب الأناضول. ويتكون هيكلها السكاني من: 42% أتراك، 36% أرمن، 12% عرب، 10% يونانيين. وقد مارس معظمهم الزراعة، وعاشوا لقرون طويلة معا في سلام ووئام. واجتهد أتراك أضنة وأرمنها إبان مذابح 1894 ـ1896, علي ألا تصيبهم حمي الفتن والقلاقل. وقد نجحوا بامتياز في اجتياز هذه الأزمة.
ولكن الوضع قد تغير إلي النقيض تماما بعد مرور 15 عاما أي عام 1909، بسبب فتنة بين الأتراك والأرمن أدت إلي ما عرف بمذابح أضنة.
وقد كان لهذه الأحداث ردود فعل واسعة النطاق في مصر آنذاك، حيث كشف الإمام أنه علي مستوي الرأي العام، تبارت الصحافة المصرية في تقديم المشهد الأكمل بشأن مذابح أضنة. وبعثت الصحف المصرية آنذاك وفي مقدمتها’ الأهرام’ و’المقطم’ و’المحروسة’ و’القاهرة’ و’الجريدة’ و’الأفكار’ و’المنار’ بمراسلين خصوصيين إلي أضنة لاستجلاء الحقيقة حول مذابحها. ونشر المراسلون نتائج تحقيقاتهم في مقالات تلو الأخرى، وأجمعوا علي أن الإسلام بريء منها في حد ذاته، ولكن النظام العثماني قد أساء استغلاله لدي العوام. كما أجمعوا علي أن المذابح نتجت عن التقلبات السياسية والتوترات الاجتماعية والاقتصادية في أضنة.
وعلي المستوي الرسمي، أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فتوي بخصوص ضحايا أضنة, أوضحت أن الإسلام بريء من إهدار دم المسيحيين الأبرياء، لأن تعاليمه السمحة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.
وعلي المستوي الثقافي, ظهرت في القاهرة الترجمة العربية لكتاب ”الهلال والصليب” للكاتب العثماني خليل خالد أفندي أستاذ اللغة التركية في جامعة كامبريدج، والذي ألفه باللغة الإنجليزية بغية تقريب مفاهيم الإسلام إلي العقل الجمعي المسيحي، وأملا في التقارب بين العالمين المسيحي والإسلامي، والتأكيد علي أن الإسلام دين المدنية الفاضلة والإنسانية الصادقة.